محمد رجب أبو رجب : فرح المواطن الفلسطيني ومن حوله المواطن العربي عندما تناقلت وكالات الأنباء والفضائيات المختلفة أنباء الوفاق الوطني الفلسطيني , واتفاق حركتي فتح وحماس على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والتي كان من المفترض الإعلان عنها وكما تحدثوا هم قبل أسابيع , وأصبحنا على موعد مع الإعلان الذي لم يحدد له وقت , وأخذنا نتساءل عن أسباب التأخير , فتارة يقال خلاف حول شخصية رئيس الوزراء, وتارة أخرى خلاف حول الحقائب الوزارية ذات السيادة , ولكنه وفي كل الأحوال خلاف , من وجهة نظري لا مبرر له , وعندما أقول لا مبرر له مستنداً إلى الحقائق التالية :1 - العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية وارتكاب المجازر يزداد يوماً تلو الأخر , ويستغل هذا العدو الخلافات الفلسطينية الفلسطينية ليستمر في عدوانه.2 - الحصار يشتد ونحن في فصل الشتاء القارص في فلسطين وهناك عوائل وعلى أثر مجازر بيت حانون بلا مأوى وموظفون بلا رواتب , وعمال بلا عمل , ومرضى بلا دواء وعلاج , وجوعى بلا غذاء وهنا تقع مسؤولية مشتركة للحكومة والسلطة للعمل على فك هذا الحصار حتى ولو جزئياً.3 - نحن على أمل أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة بعد أن تحرر الأرض التي ستقام عليها هذه الدولة , ولكننا مازلنا تحت الاحتلال والسلطة والحكومة موجودة وشعب فلسطين تحت الاحتلال , ولا يوجد لنا سيادة بمعنى السيادة , ولا يوجد لنا سيطرة على أي بقعة أرض من فلسطين , والدليل أن العدو في كل يوم يدخل القرية والمدينة التي يريد ويقتل ويغتال ويعتقل ويدمر دون رادع ولا يوجد ما يمنعه لا من قوة ولا قانون واذا كان هذا هو حالنا اليوم فهل يجوز أن نتوقف كثيراً عند الخلاف على هذه الوزارة أو تلك.4 - الحقيقة الرابعة انه مازال ومنذ انطلاقة الثورة وحتى اليوم لا يوجد استقلالية بالقرار الفلسطيني وأنا هنا لا أدعو للنظرية الفلسطينية لا , ولكن يجب أن نفرق بين الدور العربي الداعم للقضية الفلسطينية والتي هي جزء لا يتجزأ من الجسم العربي وبين بعض التدخلات العربية في القرار الفلسطيني , ولهذا انعكاساته الشديدة الوضوح في التأخير بالإعلان عن حكومة الوحدة الوطنية.5 - إذا كنا نتحدث عن استقلالية القرار الفلسطيني فلا يفوتنا التأثيرات والضغوطات لبعض الدول الخارجية والتي لها أيضاً دوراً ليس عادياً ومعرقلاً ومعطلاً في كثير من الأحيان .هذا كله يمكن الخروج منه بشيء من التنازلات من هذا الفصيل أو ذاك وليس عيباً أن نتنازل لبعضنا البعض دون تدخلات خارجية.هذا كله يمكن الخروج منه بتوسيع دائرة الحوار , ولماذا تبقى محصورة على فتح وحماس , واعتبار الآخرين ملحق دون مشاركة حقيقية في الحوار وصنع القرار الوطني الفلسطيني , وكيف لا وهم شركاء في الدم ولا يقل نضالهم وتضحياتهم عن الآخرين.وكيف ولا هم جزء مؤسس في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لكل الشعب الفلسطيني. شيء طبيعي عندما تكون طاولة المفاوضات الفلسطينية تشمل كل الفصائل الوطنية , ويكون هناك إثراء للنقاش وتخفيف لأي تأزم قد يحصل بين أي من الأطراف , وخبرة في العمل السياسي والنضالي تسهل حل الإشكالات التي تواجه المحاورين وفي نفس الوقت هو حق لكل الفصائل الوطنية وهو تأكيد على الديمقراطية الني يتحدث عنها الفلسطيني. الفلسطيني ينتظر بفارغ الصبر وحدتكم الوطنية الفلسطينية عساه أن يخرج من الطوق الصهيوني.