مركز التكافل الاجتماعي منجز إنساني كبير
إسكندر عبده قاسمإن ظاهرة التسول في اليمن أخذت تنتشر انتشاراً كبيراً في اليمن رغم محاربتها .. وقد تكون الأسباب احياناً الحاجة والفاقة والعوز وقد تكون احياناً احترافاً ومهنة عند البعض والذين يمارسونها كهواية من أجل الكسب فتوجه الحكومة لمكافحة هذه الظاهرة السيئة قد جاءت في وقته حيث كان لابد من إنشاء مثل هذا المركز والبدء في وضع حد لإيقاف هذه الظاهرة السيئة ومعرفة الأسباب والدوافع التي أدت وتؤدي إلى التسول من خلال البحوث الاجتماعية والتي تتم للنزلاء في هذا المركز. ومن خلال زيارتنا لهذا المركز وجدنا بناء شامخاً وإمكانيات عظيمة وكفاءات وخبرات نادرة تمارس عملها الإنساني على أكمل وجه.بدأ الأستاذ "هشام محمد احمد" مدير المركز حديثة قائلاً:* لقد بني هذا الدار في عام 2002م ليكون مركزاً للأيتام ثم افتتح في فبراير 2007 ليصبح مركزاً للتكافل الاجتماعي.. حيث بلغت تكلفة بنائه 57.000.000 ريال هدية من الحكومة الاميريكية عبر الصندوق الاجتماعي للتنمية في محافظة عدن. ويتسع المركز لـ مائة وخمسة وعشرين نزيلاً من الجنسين.في الفترة الحالية نقوم بدراسة حالة الوافدين إلى المركز والذي يقوم باحظارهم رجال الأمن المتخصصين في المركز، ونعمل إحصائيات دقيقة حول الكم الموجود في محافظة عدن.-إن اغلب المضبوطين من المتسولين من محافظتي تعز والحديدة ومن اللاجئين الصومال ونسبة بسيطة من محافظة عدن وهذا حسب ما أثبتته الإحصائيات الأمنية في المركز.ويتم إيواء بعض الأسر والإفراد مؤقتاً في المركز حتى يتسنى لنا دراسة أحوالهم من قبل المشرفين الاجتماعيين في المركز.ونود ان نشير إلى أن المركز يضم العديد من الموظفين والعاملين منهم الباحثات الاجتماعيات وطباخون وحراس إضافة إلى رجال الأمن وتقوم مؤسسة " سُبُل " القطرية الخيرية بتقديم الدعم المادي من رواتب للمتعاقدين ودعم لميزانية التشغيل للدور الثاني، ويتحصل النزلاء في هذا المركز على وجبات يومية وهناك عنابر خاصة للرجال وعنابر خاصة للنساء ولدينا خطط مستقبلية هادفة للرفع من مستوى الأداء في هذا المركز وكلنا أمل في تقديم كل دعم وعون ومساعدة من ذوي الشأن لتغطية حاجيات ومتطلبات المركز.* ويتحدث الأخ " أيوب ابوبكر" مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة عدن، قائلاً:- اولاً أود أن اشكر الصحيفة وكل العاملين فيها على اهتمامها بمثل هذه الأمور والقضايا الإنسانية وفي مقدمتهم الاخ رئيس التحرير وكذا إدارة التحرير وهذا هو العمل الصحفي الصحيح.وأحب ان أضيف إلى كل ماذكر في هذا اللقاء، بأنه سوف يتم في بعض المراكز إدخال برامج التعليم والتأهيل كالخياطة والحياكة والنجارة وغيرها من الأنشطة والتي من شأنها تأهيل النزلاء والاستفادة من وقتهم في مركز التكافل الاجتماعي وبقية المراكز منها الأحداث للفتيات والفتيات وهنا نناشد المنظمات المحلية والدولية في مجال البر والإحسان التفاعل معنا في البرامج الاجتماعية المتنوعة وايضاً مساعدة إخواننا اللاجئين الصومال وذلك لتحسين وضعهم المعيشي والاجتماعيه وذلك من خلال تواجدهم في معسكر " خرز" للاجئين الصومال لان الظروف غير مهيأه هناك للإقامة الدائمة وهذه قضية إنسانية بحته لاتخص اليمنيين فقط.كما نود أن نشير إلى أن هناك مساهمات من بعض المنظمات الخيرية كمنظمة "سُبُل" والتي تقدم الدعم لمثل هذه المشاريع الاجتماعية والإنسانية ومن ضمن هذه المشاريع دار الأيتام والذي سوف يتم بناؤه وتشغيله من قبل قطر للأيتام ومن خلال هذا الدعم وهذه المساعدات بدأنا تدريجياً بتحسين أوضاعنا في هذه المراكز ومنها دار التكافل الاجتماعي.وقد وجه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله بتوفير (مائة وظيفة) للعاملين في دور الأيتام ومراكز الرعاية وقد أكدت ذلك الأخت وزيرة الشؤون الاجتماعية في زيارتها الأخيرة لمحافظة عدن وأملنا كبير في تخصيص جزء كبير من هذه الوظائف لمحافظتنا.* وأما الأخ " فرحان علي حسن" مسؤول التنسيق الأمني في مركز التكافل الاجتماعي في محافظة عدن فيمضي قائلاً:-إن قسم التنسيق الأمني يختص بتنظيم الحملات وضبط المتسولين في شوارع وإحياء المحافظة الذين شوهوا صورة وسمعة البلد وهم من اليمنيين والنسبة الكبيرة من إخواننا اللاجئين الصومال والذين تدفقوا إلى محافظة عدن من كل إنحاء اليمن وقد وضعنا خطة أمنية لضبط المتسولين في الإحياء والشوارع وقد حققت تلك الخطة نجاحاً كبيراً من خلال اختفاء المتسولين اليمنيين بنسبة 50 % ومشكلتنا هم اللاجئون الصومال والذين يتم ضبطهم ونقلهم إلى مركز خرز والذي تشرف عليه المنظمة السامية لحقوق اللاجئين إلا إننا لم نلمس أي تعاون يذكر لضبط وبقاء المتسولين في المعسكر بل نجدهم أمامنا بعد أن يتم ترحيلهم إلى المعسكر وهذا من شأنه عرقلة عملنا وخططنا. ونحن قد قمنا بعمل أرشيف متكامل للحالات التي ضمها هذه المركز بالاسم والصورة والبيانات والبحوثات الاجتماعية والتعهدات من قبل أولياء أمورهم وقد وجدنا إن معظم المتسولين قد أتخذوها كمهنة للكسب وليس للظروف التي يعيشونها وبتعاون الجميع نستطيع وضع حد لهذه الآفة الاجتماعية الخطيرة.