“ وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون” (البقرة: 216)قد تكون الأزمة التي مررت بها سيئة من ظروف السجن وإصابتي بالمرض (جلطة الساق) ألا إنها تجربة تعلمت منها الكثير..تعلمت في السجن من هم الأصدقاء ومن هم الأعداء وازددت قرباً من العلي القدير الذي كان شفيعي في محنتي والحمدلله كتب لي الفرج..عدت شخصاً ولد من جديد يستطيع التفريق بين الحق والباطل. لا أنكر أني أخطأت في حياتي كثيراً وكنت في غفلة عن الكثير والإنسان غير معصوم من الأخطاء فنحن بشر.لن أتحدث عن قضيتي ولكن أتحدث عن تجربتي في السجن.. لقد كنت قاسياً نوعاً ما على الكثيرين وأتمنى أن يسامحني من أخطأت في حقهم بقصد أو بدون قصد..السجن يعلم الإنسان أموراً عديدة والتقرب من المولى عز وجل كفيل بتجاوز المحن، الظلم لا يدوم ولابد من يوم ينتصر فيه الحق.. ما ضاع حق وراءه مطالب.واليوم.. لا يوجد في قلبي ذرة حقد على أحد وأسعى إلى أن يسامحني الجميع إذا أخطأت في حقهم من السابق.. لنتعلم التسامح والمحبة ونبعد الأحقاد من قلوبنا.أبتدئ حياتي الجديدة من هذا المقال القصير الذي أعده مدخلاً لمقالات عديدة قادمة أتناول خلالها أموراً هامة مرت أمامي خلال 318 يوماً قضيتها في زنزانة (4) عنبر(B) و(G).. وعرفت من الحكايات والقصص التي سوف تعطي عبراً للآخرين وخصوصاً للأسر حتى يستفيدوا منها ويجنبوا أبناءهم الوقوع في المشاكل خصوصاً وقد شاهدت بنفسي شباباً في عمر الورد خلف القضبان وكل واحد منهم يخفي وراءه حكاية عجيبة.عن نفسي استفدت من هذه التجربة كثيراً.. عرفت من هو صديقي الحقيقي ومن هو عدوي ورغم ذلك أفتح قلبي للجميع..خلال مقالاتي القادمة سوف أتناول أموراً عديدة تهم الناس وقضايا ذات أهمية من واقع تجربتي في أول سنة سجن.إليهم:الحسن والشيباني والرجوي وبسام والضبابي وعلي وياسين والعولي والعسل والشعب وغيرهم من نزلاء السجن المركزي افتقدتكم كثيراً وصدقوني دموعي كانت حقيقية عندما حان موعد الفراق.. أيام جميلة مضت هناك عشناها بحلوها ومرها..وقريباً ستنالون الفرج.. وسوف أراكم مجدداً.شكر لابد منه:أسجل هنا جزيل الشكر والامتنان للعقيد ركن سيف ناجي مدير عام سجن المنصورة الذي يعد نموذجاً للقيادي المتميز من خلال مراعاته لظروف السجناء وحالاتهم النفسية رغم شحة الإمكانات وعدم توفر الاحتياجات التي ستكون محل نقاش في مقالات قادمة.في الأخير:“ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين “ “رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”“ رب نجني من القوم الظالمين”وإلى اللقاء في حديث آخر..
أخبار متعلقة