عبدالكريم صالح الصغيري لعل الميزة الثابتة والواضحة في يمن ما بعد ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر هي المداورة على المناصب الادارية في قطاع التربية والتعليم بمحافظة ذمار بشخصيات لاتكاد تتغير ولاتجد لها من دونها تحويلا ... ولايبرح احدهم ادارته الا على نعش محمول يواري الثرى بمقبرة ذمار واذا غادرها لماماً فسيعود اليها حتماً مقضياً.منذ عشرات السنين جمع الله شمل هذه الشخصيات من هنا وهناك لترث كراسي الادارات المدرسية .. وإذا اقتضى الامر اتساع العدد وتكاثره وتوسيع قاعدة الادارة وسعوها ولو ادى ذلك الى نشوء ادارات هلامية وبروز مدراء بلا إدارات وان وصل عدد المدراء والمديريات الى رقم يفوق تعداد جمهورية الصين ذات الاكثرية السكانية على وجه المعمورة.إن نظام التربية والتعليم المتبع في محافظة ذمار فيما يتعلق بالترقية والتعيين يبدأ من الشخص وينتهي بادارة المدرسة بمعنى ان لدينا جيشاً جراراً من الاشخاص الذين يتكلف مكتب التربية والتعليم باعالتهم فيشعر انه ملزم بتدبير ادارة لكل واحد منهم ولوبصناعة ادارة من العدم وبعيداً عن معيار الكفاءة والمؤهل ،والمشكلة ان القائمة مضاف اليها اسماء جديدة ولوبالتقطير فهذا لدية واسطة من الشيخ الفلاني وذاك موفد من قبل النائب البرلماني وهلم جراً.وهو ما ضاعف من اعباء المكتب بضرورة ترتيب المناصب لهم وتكييف اوضاعة وهيكلته بما يتناسب وهذه القائمة؟[c1]قرارات تبعث من في القبور[/c]وحكايات المدراء والمديرات عندنا في ذمار طريفة ومحزنة في آن واحد- فمدير يولد- (لا اقول وفي فمه رضاعة) لكن خلف ظهرة كرسي ادارة.- ومدير يدخل المدرسة فيمتلكها ويصبح صاحبها لكأنما رفع يافطة على مدخلها الرئيسي كتب عليها (مدرسة ... لصاحبها أناوآخر من المدراء انفق زهرة شبابه في المناصب الادارية يتقلب فيها ثم انقطع عنها وفارقها زمن الشيخوخة ولما طال امد ذلك ايقن ان لا امل يرتجى من عودته اليها بعد ان نسيته القرارات والتعيينات ولكن يا سبحان الله فجأة يأتي قرار يبعث من في القبور ويعيده الى كرسي الادارة من جديد.وهذا مدير لمدرسة ثانوية بنيت على نفقة فاعل خير يستمد استمراره وبقاءه من وضع مزري قوامه من فرخهم ومن مراكز القوة التي بناها حتى اذا اضطروا لابعاده لسبب مما فإنهم سينقلونه الى منصب اعلى ليكون ساحة جديدة يفرخ مزرياته فيها..[c1]هؤلاء حولوا التعليم من رسالة الى تجارة[/c]من المؤسف حقاً وفي ارض الايمان يمان والحكمة يمانية ان يتحول التعليم في وقتنا الراهن من رسالة سامية الى تجارة مربحة على ايدي مجموعة من ضعاف النفوس الذين استغلوا التوجه الديمقراطي والحرية التي وفرتها دولة الوحدة ذلك التوجه الذي اطلق العنان لحرية التعليم والتوسع فيه بهدف خلق جيل متنور يحلق بركب الدول المتقدمة ويحتل مكانة مرفوعة بين الامم فهؤلاء وبدافع الجشع للحصول على ثروة باي وسيلة استغلوا تواجدهم كمدراء لبعض المدارس الاساسية والثانوية في ذمار منتهجين سياسة ترسيب الطلاب والطالبات في مدارسهم التي يتجه اليها ابناء وبنات الطبقة العريضة من الشعب وهي الطبقة الفقيرة وعندما يدخل اليأس القاتل الى نفوس اولئك الطلاب والطالبات بعد تكرار رسوبهم عاماً بعد عام يتدخل ضعاف النفوس من مواقعهم في المدارس او عبر السماسرة القادمين من خارج اسوار المدرسة لتعديل النتائج من راسب الى ناجح وبمقابل ثمن معلوم متفق عليه مسبقاً !![c1]إنهم يسرقون المدارس![/c]توالت رسائل عديدة من ولاة الامور - امور الطلاب والطالبات وهي شكاوى رفعت لأكثر من مرة لمدير مكتب ذمار الاستاذ/ عبدالكريم محمود صبري كلها تقطر مرارة وألماً فكثير من المدراء والمديرات في المدارس الاساسية والثانوية يتجاوزون التعليمات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم ويضيفون الى رسوم التسجيل رسوماً اخرى تفرض على الطلاب والطالبات خلال ايام الدراسة تحت مسميات عدة وحجج واهية طبعاً كيف سيسرقون ؟ وهذا الصنف من المدراء والمديرات من حقهم ان يتجاوزوا القانون المحترم لانهم وضعوا لانفسهم قانوناً بديلاً هو قانون السرقة بمباركة وتأييد كل القيادات التربوية بالمكتب وفي ادارة التربية بالمديريات ؟فالمدراء والمديرات يعيشون ثراء فاحشاً فيما رواتبهم محدودة من اين ؟ اما الثانية فهي ان ولاة الامور في غالبيتهم معدمين اي فقراء هؤلاء ماذا يصنعون اذا كان لديهم ثمانية اطفال من اين ياتون بالرسوم؟ ولوازم الدراسة ؟ثم هل بمقدور الاخ مدير التربية بالمحافظة الاستاذ/ عبدالكريم محمود صبري الذي يقال عنه انه يهتم بهندامه اكثر من اهتمامه بقضايا التعليم هل بمقدوره ان يصدر توجيهات باعفاء الابن الثالث وما فوق على ان يكتفي رب الاسرة بمساعدة الحكومة بدفع رسوم اثنين من ابنائه؟؟[c1]إنها مأساة ورب الكعبة[/c]قالت مديرة مدرسة للتعليم الاساسي والثانوي في مديرية ذمار انها لاحظت طالبة تدرس في الفترة الصباحية تغير ملابسها المدرسية في غرفة خاصة لتمنحها اختها التي تدرس في الفترة المسائية بنفس المدرسة اما لماذا؟ فلان اسرتهما لاتستطيع ان توفر لكل واحدة منهن زياً مدرسياً نعم زياً مدرسياً ،فهل هذا معقول؟وانا بدوري اتساءل اين هي المؤسسات والجمعيات الخيرية -الاغنياء-التجار-البنوك ووو...الخ؟اذا وجدنا ان عشرات بل المئات من الاطفال يجلسون مع المكالف في البيوت لان اسرهم لاتملك رسوماً دراسية -زياً مدرسياً - كتباً دراسية ولاتستطيع تلبية متطلبات مدراء المدارس التي لاتنتهي لماذا لا تقوم ادارة التفتيش التربوي بالمكتب بايجاد الية لمساعدة هؤلاء الطلاب ؟ ومن ثم تقوم بمحاسبة المدراء والمديرات الذين اثروا من ظهور المعدمين عشرات الملايين التي توفرها المقاصف المدرسية ؟ اين تذهب الكتب المدرسية التي تكلف الدولة مئات الملايين ،هل تصرف للطلاب والطالبات ؟ ام تباع لاصحاب المكتبات والاكشاك واصحاب البوفيات والمخابز والافران؟[c1]المعلمون المنقطعون من يتستر عليهم [/c]المساعدات والقروض الدولية ؟ وعلى الخصوص ماتنفقة منظمة الاغذية العالمية اين هي ؟ وما مصيرها مدراء المدارس هل يختارون بعناية فائقة وبحسب الخبرة والكفاءة ام ان الباب مفتوح لكل من هب ودب؟الألوف من المعلمين المنقطعين عن العمل بالمدارس والذين ذهبوا للعمل في دول الخليج او بالداخل ممن يمتهنون اعمالاً اخرى هؤلاء لماذا يستلمون مرتباتهم كل شهر؟ وكم ياترى نسبة المتسترين عليهم ؟ومن هم المتسترون بالضبط؟[c1]غش وتزوير وفساد[/c]لو اخذنا فترة الامتحانات كتقييم لحالة الفساد المنتشر على نطاق واسع في قطاع التربية والتعليم بمحافظة ذمار لوجدناها البؤرة الحقيقية للفساد فبمجرد ان تعلن الوزارة عن مواعيد الامتحانات النهائية فإذا بالآباء والابناء يعلنون حالة الطوارىء فالاب يسعى بكل امكانياته لتوفير مصاريف الغش لولده والولد بدوره يسعى بكل طاقاته لعمل البراشيم لضمان نجاح باهر ،وهيهات ،هيهات بل ان البعض من الآباء يعد ميزانية خاصة منذ بداية العام الدراسي وخاصة اولئك الآباء الذين لديهم ابناء متقدمون لاداء امتحانات الشهادتين الاساسية والثانوية..فاذا اخذنا الفضول الصحفي واحصينا ما ينفقة الاباء لغش اولادهم ايام الامتحانات لوجدنا المبلغ يتجاوز مئات الالاف من الريالات على اعتبار ان كل اب يدفع 500 ريال او اكثر في اليوم الواحد للمراقب الذي هو المربي الفاضل والمعلم القدوة فاين يذهب هذا المبلغ ؟لقد ذهب في سبيل توظيف رجل غشاش وتزوير شخص غشاش ايضاً لان هؤلاء الطلاب هم في الاصل من سيتولون المناصب القيادية وهم من سيتحملون مسئولية قيادة هذا الوطن ؟ فاذا كان هذا هو تعليمهم فماذا تنتظر منهم ؟ اكيد الفساد وهكذا نجد ان الفساد في تواصل مستمر في قطاع التربية والتعليم في محافظة ذمار وسوف يظل كذلك ما دمنا نربي النشء على الفساد ونشجعه عليه .[c1]مافيا الفساد تعيق إصلاح التعليم[/c]يبدو ان عملية اصلاح التعليم في محافظة ذمار موضوع معقد وشائك مما قد يجعل من سياسات الاصلاح مسألة اكثر تعقيداً بل وباهظة الثمن خاصة وان تحمل اعبائها يقتصر على المواطنين البسطاء الذين يمثلون غالبية السكان في محافظة ذمار بينما تظل الجوانب والقضايا المتعلقة بمحاربة الفساد والرشوة والاختلاس والتزوير مجرد حبر على الاوراق رغم ان تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة تعج بمئات القضايا المتعلقة بعدد من رموز الفساد في مكتب التربية وادارات بالمديريات والذين لايزالون يواصلون مسيرة الهبر في اعمالهم وكأن شيئاً لم يكن .. واذا كان هدف اصلاح التعليم معالجة الاختلالات والخروج من الازمات فكيف له تحقيق ذلك في ظل بروز عدد من العوائق التي يصنعها المفسدون في قطاع التربية والتعليم بمحافظة ذمار.. كحجر عثرة امام نجاحة .. ويبدو ان المثل القائل (مخرب واحد غلب الف عمار) ينطبق على وضعنا التربوي والتعليمي الحالي وخاصة في ظل وجود اعداد مذهلة وطوابير رباعية وخماسية من المفسدين.[c1]بين يدي محافظ محافظة ذمار[/c]الاخ العزيز/ عبدالوهاب يحي الدرة محافظ محافظة ذمار ايصح ان يحصل هذا في محافظة انت من يدير شئونها ويقود زمام امورها؟الا يستحق موضوع هام كهذا لفته كريمة للتحقيق فيه لاسيما وانت قادر على فهم الاساليب الملتوية التي يمارسها هؤلاء من مافيا الفساد في قطاع التربية والتعليم بالمحافظة.ان وضع الضوابط الصارمة في مسألة التعليم باتت امراً مطلوباً وعاجلاً .. لما من شأنه اعادة الوجة الاخلاقي للتعليم ليكون كما ارادته الثورة والجمهورية ودولة الوحدة هدفاً سامياً ورسالة اخلاقية للمعلم وللإدارة المدرسية وقبلهما الطالب والطالبة .. ارجو ذلك.
اللامعقول في قطاع التربية والتعليم في محافظة ذمار
أخبار متعلقة