القاهرة/ وكالاتأراد المؤلف "سامح مقار ناروز" أن يثبت من خلال كتابه "اللهجة العامية وجذورها المصرية" صادر عن مكتبة مدبولي أن جميع الاصوات المستخدمة في حياتنا اليومية لا يمكن ان تكون بلا سبب، بل هي كلمات ومفردات لها معان محددة. فقد اتفق الكل على تعبيرات محددة لانهم ورثوها من أجدادهم المصريين القدماء بالاضافة لمفردات أخرى كثيرة، ويقول المؤلف بأنه أثناء العمل بكتابه استرعى انتباهه وجود قلة من المنصفين وكثرة من المغرضين أجحفوا الحضارة المصرية حقها وعزوا كل شئ معجز فيها الى الصدفة أو الى أي شئ آخر غير الاعجاز، حتى أن البعض لم يتورع في أن ينسب أعمالاً عظيمة مثل بناء الاهرام الى من نزلوا من السماء أو صعدوا من تحت الارض أو ما شابه!! ويعتبر المؤلف أن دوره يقوم على إبراز ما في الحضارة المصرية القديمة من عظمة ولكن من منظور لغوي. ويرى أن بعض المصريين إسماً وإن دعاهم البعض كتاباً يريدون تسريب فكر معين ويدسونه في كتاباتهم تحت أسماء براقة يبدو ظاهرها مؤازرتها للحضارة المصرية القديمة بينما باطنها تسفيه تلك الحضارة لغرض ما في نفوسهم، وهذه الاعمال تترجم دون التدقيق في هدف تلك الكتابات.[c1]أسماء البلاد المصرية[/c]اعتمد المؤلف في عمله على الكثير من المراجع العربية والاجنبية للكتابة عن اللهجة العامية وجذورها المصرية.. فتناول في 8 فصول موضوعات عديدة منها التعبيرات العامية، الامثال الشعبية، الاهل والاسرة، الشهور الزراعية، أصل أسماء البلاد، وموروثات اللغة الانجليزية من الهيروغليفية، وعبقرية الهيروغليفية. ومن الفصول الممتعة في الكتاب " أصل أسماء البلاد"، فلا جدال في غرابة أسماء البلاد المصرية بداية من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب على حد تعبير المؤلف، ويقول المؤلف يحار المرء حقاً في تفسير أسماء هذه البلاد ودلالتها، واذا رجعنا الى جذور نشأتها لوجدنا أنها جميعاً تكاد تكون من أصل مصري قديم احتفظت به على مدار ألوف السنين ويرجع بعضها الى فجر الحضارة كما يرتبط معنى كل اسم بالموقع. فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن القاهرة أصلها "كاهي رع" بمعنى موطن الاله رع، وحلوان أصلها "حل أون" بمعنى أون العليا" وطنطا أصلها "طاننت" بمعنى طريق المعبد، إدفينا أصلها "دفنى" بمعنى مخزن الغلال، سوهاج اصلها "ساهو" بمعنى إبن المعبود، طور سينا أصلها "تور سين" بمعنى جبل القمر، دمياط أصلها "تا محيت" بمعنى أرض الوجه البحري.[c1]مفردات وأمثال عامية[/c]وفي فصل التعبيرات والاصوات تناول عدة مفردات متداولة بين الناس ووضح أصلها فعلى سبيل المثال "إخس على كدة" وهي العبارة التي تقال عند التورط في فعل مشين، أصلها قبطي بمعنى شيطاني، وغيرها الكثير من العبارات المستخدمة في اللهجة العامية المصرية... وتحت فصل الامثال الشعبية ألقى الضوء على بعض الالفاظ الغريبة في الامثال والتي لها أصل مصري قديم فهو يعتبر أن عدم معرفة معنى الكلمة قد يؤدي الى تفسير خاطئ في عديد من الامثال، ومنها "أعمى وبيرجس في النخل" ووضح أن البرجسة هي السباق بالخيل والجري واللعب بها، والاعمى لا يستطيع ذلك فاذا فعله وسط النخل فانه قد فعل العجب، وهذا المثل يضرب للعاجز عن الشئ يأتيه في أصعب حالاته وفيه تلميح بالاستهانة من الشخص المدعي بذلك، أما أصل كلمة برجس فهي كلمة مصرية قديمة مركبة بمعنى يغادر المنزل ويجري فيكون المعنى الكلي للفظة بيرجس هو يجري خارجاً. كما تناول بعض الالفاظ العامية الخاصة بالاطفال والحوار معهم والتي بقيت من آثار حضارة مصر القديمة. وأيضاً أسماء الشهور القبطية التي لا زالت مستعلمة ليومنا هذا خصوصاً في أمور الزراعة وحساب المناخ والفصول، وهي أسماء معبودات قديمة مصرية أو أسماء أعياد مخصوصة بقيت من زمن الفراعنة وحتى وقتنا هذا. كما تطرق الى "تحوت" او توت وهو اله القلم والحكمة والمعرفة حيث انه هو الذي اخترع الاحرف الهيروغليفية التي بدأت بها الحضارة المصرية لذلك خلدوا اسمه على أول شهور السنة المصرية أو القبطية.
|
ثقافة
ما معنى اسم القاهرة؟
أخبار متعلقة