تدريب الصغار على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس
د. زينب حزامتميل قواعد التربية الحديثة إلى منح الأطفال فرصا واسعة لتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، فالطفل اليوم لا يعيش في المستوى القديم الذي نشأ فيه والداه حين كانت للفتاة ألعابها الخاصة وكذلك الفتى.طفولتي تختلف تماماً عن طفولة ابني ففي المرحلة التي قضيت فيها طفولتي كانت الطفلة لها ألعابها الخاصة مثل الدمية أي (العروسة) والطفل له لعبة الكرة، وكانت الأسرة شديدة على الطفلة بينما كانت تعطي الصبي الحرية، والسؤال الذي كان يوجه للجميع: لماذا تفعلون هذا ولماذا لا تفعلون ذاك؟وكنا نحن الاطفال نحتار كيف نرضي الكبار ونتمنى ان يتغير الزمان ونحظى بقسط أكبر من الحرية، واليوم أصبحت احوال الصغار تختلف عن زماننا، بل انهم اصبحوا اكثر استقلالاً في آرائهم وحريتهم الشخصية، فالأم أصبحت عاملة وموظفة لا تجد الوقت الذي تكتم فيه أنفاس صغيرها وتقيد حريته الشخصية، لكن هذا لا يعني انها تهمل صغيرها بل انها تمنحه الحرية في تحمل المسؤولية وتوزع على صغارها المهام المنزلية الصغيرة ليعتمدوا على أنفسهم مثل: ترتيب خزانات الملابس الخاصة بهم، ترتيب الاسرة أو الغرف الخاصة بهم، تنظيف الاحذية وغسل الجوارب وغيرها من الاعمال المنزلية الخفيفة.يقول التربويون إن الاعمال الأسرية والمنزلية الصغيرة تمثل الخطوة الأولى نحو جذب الأبناء والبنات الى المسؤوليات الاجتماعية الكبرى، كما انها وسيلة تتيح لهم جميعاً فرصة النمو الذاتي السوي.ويجب تعليم الابناء والبنات بشكل متساو الاعمال المنزلية الخفيفة مثل غسل الأواني وتحضير الوجبات الخفيفة السريعة لينمو لديهم الاعتماد على النفس.
هذه بعض الامثلة لمشاركة الابناء والبنات في الاعمال اليومية الاسرية، وهي اعمال تبدو بسيطة ولكنها ستساعد الصغار على اثبات الذات، كما ستعطي لهم فرصة كي يشعروا بالمسؤولية، ومع مرور الوقت والايام والاعوام ستنمو روح المشاركة فيهم وتتحول الى عادة أصيلة من عاداتهم والى جزء من النسق القيمي الذي يسيرون عليه.[c1]يجب عدم التمييز بين الذكر والأنثى من أبنائنا[/c]ان التربية الحديثة تدعو الى عدم التمييز بين الذكر والانثى وعدم غرس العادات القديمة في ذهن الابناء ومساواتهم في التعليم والرعاية والاعتماد على النفس، كما يجب عدم الغاء شخصية الابناء الذكور وأهمية دورهم في الحياة الاجتماعية العامة، وانما يجب ان ندعم روح الديمقراطية وأسس المشاعر الانسانية العامة فيهم.ويجب عدم تحميل الكبار كل المسؤوليات كي لا يتحول الصغار منهم الى عناصر مدللة لا تفعل شيئا.[c1]كلمة (لا) لا تكفي للرد على طلبات الأبناء[/c]
هناك عادات قديمة يجب تغييرها، منها ما يخص الجانب المادي والامكانيات الخاصة بالأسرة، خاصة الأسر محدودة الدخل، فكل طفل أو طفلة له طلباته الخاصة ومنها المصروف المدرسي الذي يحتاجه خاصة في المرحلة الدراسية الأولى وهي التعليم الاساسي حيث يزداد التنافس بين التلاميذ في شراء الوجبات أثناء الاستراحة وهذا يؤثر على الطلاب من الأسر محدودة الدخل.لذا يجب على الآباء والأمهات من الأسر محدودة الدخل شرح امكانياتهم المادية لأطفالهم والتصرف حسب قدراتهم المادية وعدم الاجابة بكلمة (لا) فقط خاصة مع التطور العام وازدياد الوعي لدى الاطفال لان كلمة (لا) لا تكفي للرد على السؤال.دعوة جادة الى التعامل مع الاطفال على انهم يملكون قدرات تسمح لهم بالتقدير والعمل والانجاز، وهي قدرات لا شك صغيرة محدودة لكنها موجودة ولابد من تنميتها ودفعها الى النمو مع كبر أعمارهم والعمل على استثمار جهودنا في تحويل أبنائنا الى مواطنين ومواطنات فاعلين في المجتمع.