بريطانيا كثفت تعاونها لمكافحة الإرهاب مع دول جنوب أسيا وأفريقيا
لندن/ 14 أكتوبر/مارك تريفيليان: قال مسؤول كبير ان بريطانيا تكثف التعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع دول في جنوب أسيا وأفريقيا لإحباط جهود تنظيم القاعدة لتدريب بريطانيين في الخارج وإرسالهم مرة أخرى إلى الوطن للقيام بهجمات. والهدف هو مواجهة تفضيل تنظيم القاعدة النشر متطوعين غربيين في وطنهم الأم حتى عندما يتلقون تدريبا في الخارج أو يتطوعون للعمل في مسارح عمليات أجنبية مثل باكستان والصومال والعراق. وقال المصدر ان السلطات البريطانية تعمل الآن مع عدد من الدول من بينها باكستان وأفغانستان والهند وبنجلادش لإغلاق الطريق أمام متشددين مشتبه بهم يخططون لتلقي تدريب في الخارج ثم تطبيق ما تعلموه في بلادهم. وبينما يرفض مسؤولون تسمية الدول الإفريقية المشاركة يشير محللون وتقارير إعلام إلى جنوب إفريقيا على أنها نقطة عبور شهيرة بين بريطانيا وجنوب أسيا. وقال المحلل الأمني كورت شيلينجر ان القوانين الليبرالية في البلاد والأقلية المسلمة الكبيرة والندوات الإسلامية باللغة الانجليزية والاتصالات القوية ووسائل النقل جعلتها موقعا جذابا لمتشددين يمكنهم تجنب الظهور أثناء جمع أموال أو الحصول على جوازات سفر مزورة. وقال شيلينجر الذي يرأس مشروع أبحاث عن الأمن والإرهاب في معهد الشؤون الدولية بجنوب إفريقيا "من السهل الوصول إلى هنا ومن السهل العثور على جماعات متعاطفة." وأظهرت هجمات انتحارية ضد لندن في عام 2005 شنها أربعة بريطانيين شبان ثلاثة منهم من أصل باكستاني قيمة الأعضاء المحليين في شبكة أسامة بن لادن الذين يمكنهم السفر إلى الخارج للتدريب دون لفت الانتباه. وأمضى اثنان من الرجال عدة أشهر في باكستان قبل الهجمات. وقال مصدر امني "باكستان ربما تظهر دائما بقوة على أنها مكان يتجهون إليه بالتأكيد طالما بقيت العناصر الأساسية لتنظيم القاعدة متمركزة في المناطق القبلية في باكستان ولأسباب تاريخية حيث لدينا عدد كبير من البريطانيين الباكستانيين وفي كل عام يسافر آلاف وآلاف منهم إلى باكستان بطريقة مشروعة." وأضاف المصدر ان هناك دول أخرى تثير القلق مثل الصومال حيث وجه المتشددون "دعوة مفتوحة" إلى المسلمين ليأتوا ويكتسبوا خبرة في الجهاد. وتقول مصادر بريطانية أنها تشعر بالقلق بشأن التدريب المحتمل لمجندين في معسكرات يديرها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ويعتقد مسئولون بريطانيون وأوروبيون بدرجة متزايدة ان الغربيين الذين يتدربون في الخارج يلقون تشجيعا على العودة إلى بلادهم وتخطيط هجمات بدلا من تفجير أنفسهم "في هجوم انتحاري آخر" في العراق أو أفغانستان. وقال مصدر مخابرات أوروبي "بالنسبة لتنظيم القاعدة لا معنى لإهدار الفرصة وتكليف الذين يحملون جوازات سفر أوروبية بعمليات في ساحة الإرهاب العراقية" في الوقت الذي يمكن استخدام متطوعين عرب بدلا منهم. وقال "بالتأكيد من المفيد بدرجة أكبر في عيون القاعدة عندما تنشر الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين الذين يحق لهم الإقامة في أوروبا هناك بدلا من حرقهم في هجمات بالعراق."