إجراء مناورات عسكرية لمنظمة شنغهاي ومعارضة للهيمنة الأميركية
شيباركول (روسيا)/14 أكتوبر/رويترز:قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس الجمعة إن روسيا أرسلت 14 قاذفة في دوريات تتجاوز الأراضي الروسية معلنا عودة دائمة لإحدى ممارسات العهد السوفيتي. وقال بوتين إن استئناف هذه الطلعات جاء ردا على تهديدات أمنية من جانب قوى عسكرية أخرى. وقال بوتين للصحفيين خلال مناورات مشتركة في منطقة جبال الاورال في روسيا مع الصين وأربع دول أخرى في آسيا الوسطى “قررنا إعادة الرحلات التي يقوم بها الطيران الاستراتيجي الروسي بشكل دائم.” وقال “في أول ساعة من صباح أمس 17 أغسطس انطلقت 14 قاذفة إستراتيجية من سبع قواعد جوية في أنحاء البلاد فضلا عن طائرات إمداد وتزويد بالوقود.” وأضاف “في عام 1992 أنهت روسيا من جانب واحد طلعات طائراتها الإستراتيجية إلى مناطق دوريات عسكرية بعيدة. للأسف ان نموذجنا لم يتبعه الجميع. استمرت طلعات الطائرات الإستراتيجية لدول أخرى ويخلق ذلك مشاكل معينة لضمان الأمن للاتحاد الروسي.” وقال جنرالات في سلاح الجو الروسي في وقت سابق الشهر الجاري إن قاذفات حلقت قرب جزيرة جوام في المحيط الهادي حيث توجد قاعدة عسكرية أمريكية مما اجبر مقاتلات أمريكية على الانطلاق خلفها لتعقبها. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون) إن الطائرات الروسية لم تقترب من السفن الأمريكية بشكل يستدعي رد فعل من الطائرات الأمريكية. في المقابل ردت الولايات المتحدة على إعلان أمس الجمعة روسيا استئناف طلعات قاذفاتها بالاستخفاف واكتفت وزارة الخارجية باعتبار الإعلان “مثيرا للاهتمام”. وقال المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك تعقيبا على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استئناف دوريات القاذفات الإستراتيجية اعتبارا من يوم أمس وبصورة متواصلة “انه قرار يعود لهم وهو مثير للاهتمام”. وأشار ماكورماك إلى ان روسيا تملك “طائرات قديمة”.إلى ذلك بدأت أمس في منطقة جبال الأورال جنوبي روسيا مناورات عسكرية ضخمة غير مسبوقة تضم قوات تابعة لمنظمة تعاون شنغهاي بحضور الرؤساء المشاركين في قمة دول المنظمة المنعقدة في قرغيزيا أمس الأول.
وتهدف المناورات لإظهار القوة العسكرية المتزايدة للتحالف، بعدما أعلن قادة دول المنظمة في قمتهم -التي حضرها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بصفة مراقب- رفضهم للهيمنة الأميركية، والسعي لعالم متعدد الأقطاب.وتشارك روسيا والصين بالعدد الأكبر من القوات البالغ تعدادها ستة آلاف جندي في هذه المناورات.وتأتي هذه المناورات ختاماً لتدريبات عسكرية بدأت بالصين في التاسع من أغسطس الحالي، وشاركت فيها قوات دول المنظمة الست (الصين وروسيا وكزاخستان قرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان) تحت عنوان “مهمة السلام 2007”.وتحاكي المناورات هجوما تشارك فيها المروحيات والطائرات المقاتلة والقوات البرية باستخدام الذخيرة غير الحية على “ألف إرهابي” سيطروا على قرية وهمية بنيت خصيصا لاستخدامها في المناورات.وقد تحملت موسكو معظم تكاليف المرحلة التي شاركت فيها بتلك المناورات حيث أنفقت نحو 80 مليون دولار، فيما ساهمت بكين بنحو 1700 جندي وأرسلت ومقاتلات ومروحيات إلى منطقة التدريب.وتعد هذه المناورات مؤشرا على مستوى جديد من التعاون العسكري بين موسكو وبكين، بعد أن أجرى الطرفان أول مناورات مشتركة قبل عامين.وقال القائد الروسي المسؤول الجنرال فلاديمير مولتينسكوي إن المناورة ستساعد أعضاء المنظمة على مكافحة كل من “الإرهابيين المحليين والدوليين”.لكن جمعية الأميركيين اليوغوريين -التي تتخذ من واشنطن مقرا لها وتدعم مسلمي اليوغور بالصين- قالت إن حجم المناورات يشير إلى أنها تهدف إلى السيطرة على السكان المحليين “وليس مجرد مكافحة الإرهاب”.وفي روسيا قالت فوزية بايراموفا الناشطة عن أقلية التتار المسلمة المتحدرة من منطقة الأورال إن المناورات هدفها “ترويع” السكان المحليين.كما انتقدت منظمة هيومان رايتس ووتش في نيويورك منظمة شنغهاي، وقالت إن “حكومات المنطقة استغلت مفهوم التطرف لإسكات المعارضين المسالمين”.وقارنت وسائل الإعلام الروسية بين المناورات والانتفاضة التي شهدتها جمهورية أوزبكستان عام 2005 عندما قمعت قوات الأمن بعنف المدنيين مما أثار انتقادات الدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان التي قالت إن مئات المدنيين قتلوا في الانتفاضة.ووقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينها إلى جانب أوزبكستان، ووصف المحاولات الأميركية بنشر الديمقراطية في آسيا الوسطى بأنها “هوجاء”.ومن ناحيتها لا تزال بكين تعتبر وادي فيرغانا بآسيا الوسطى “النقطة الرئيسية لزعزعة الاستقرار بالمنطقة” حسبما ذكرت صحيفة كومرسانت الروسية أمس الأول. وذكر سفير الصين بموسكو أن بلاده لا تزال منشغلة بقضية “الانفصاليين الإسلاميين” في منطقة شينجيانغ الشمالية الغربية.وأنشئت منظمة تعاون شنغهاي عام 2001م من تحالف أصلي شـُكـّل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق عام 1991 بهدف خفض عدد القوات على طول الحدود المشتركة بينها، وتحولت إلى منظمة للتعاون العسكري والاقتصادي بتركيز خاص على آسيا الوسطى.