كانت خطوة إيجابية من الدكتور / عبدالعزيز صالح بن حبتور عندما أصدر قراره يوم أمس الأول بإلغاء الزيادة المبالغ فيها في رسوم السكن الداخلي الجامعي ، بعد أن قامت جامعة عدن هذا العام برفع رسوم سكنها الداخلي إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالأعوام السابقة وهي (الرسوم) كانت في السابق ألفي ريال شاملة السكن والتغذية ثم ارتفعت إلى ثلاثة آلاف ريال مع إيقاف خدمة التغذية ثم ارتفعت هذا العام إلى عشرة آلاف ريال لطلاب التعليم المنتظم وخمسة عشر ألف ريال لطلاب التعليم الموازي وعشرين ألف ريال لطلاب النفقة الخاصة .جاء قرار رئيس الجامعة بإلغاء هذه الرسوم المبالغ فيها بعد تسليط الضوء عليها من قبل وسائل الإعلام وبعد احتجاج العديد من طلاب السكن الجامعي على قيام إدارة السكن بإخراج عدد من الطلاب منتصف الليل ومنعهم من النوم ما جعلهم ينامون في العراء “مفترشين الكراتين على الأرض” بحسب ما قاله هؤلاء الطلاب المحتجون .تجاوب الدكتور حبتور مع مطالب الطلاب وشكاواهم يزيد في التأكيد على أنه رجل أكاديمي وإداري من طراز نادر وهذا ما برهنه الدكتور/ عبدالعزيز بن حبتور في كل المناصب الإدارية والأكاديمية التي تولاها.في خضم الحديث عن رفع رسوم السكن الداخلي يتبادر إلى الأذهان قرار آخر أصدرته جامعة عدن هذا العام ولكن ربما لأن هذا القرار صدر وتم تنفيذه في رمضان لم يتم تسليط الضوء عليه ، هذا القرار هو رفع رسوم التعليم الموازي بنسبة 75 % عن العام الماضي .. فكلية الهندسة ـ على سبيل المثال ـ والتي كانت رسوم الدراسة فيها للتعليم الموازي في العام الماضي ستة وسبعين ألف ريال ارتفعت هذا العام إلى مائة وعشرة آلاف ريال ، وكليات الاقتصاد والعلوم الإدارية التي كانت رسوم الدراسة فيها في العام الماضي لا تتجاوز الواحد والثلاثين ألف ريال تم رفعها هذا العام إلى ستة وخمسين ألف ريال وهكذا دواليك .. الأمر الذي حرم الكثير من الطلاب المتفوقين من ذوي الدخل المحدود من الالتحاق بالجامعة في الوقت الذي سمح فيه لميسوري الحال بالالتحاق بالجامعة لأنهم قادرون على دفع الرسوم المحددة. الغريب في الأمر أن جامعة عدن ترفض التخفيض أو التقسيط في رسوم التعليم الموازي وتصر على دفع المبلغ كاملاً دون تقسيط كما تقوم برفع رسوم التعليم الموازي من عام لآخر ، ومؤخراً تناولت الصحف موضوع تخفيض الجامعة رسوم التعليم الموازي لأبناء الدكاترة في الجامعة بنسبة 75 % حيث يدفع أبناء الدكاترة 25 % فقط من رسوم الموازي رغم أن الدكتور في الجامعة يتقاضى راتباً يفوق الـ 150 ألف ريال في الوقت الذي ترفض الجامعة تخفيض حتى 10 % أو تقسيط المبلغ للمتفوقين من ذوي الدخل المحدود ، وجاء رد الجامعة بأن هذا قرار المجلس الأعلى للجامعات اليمنية ولاتنفرد به جامعة عدن أو وزارة التعليم العالي !!ما يدعو للتعجب أن الجامعة في الوقت الذي تقوم فيه برفع الرسوم على الطلاب بحجة زيادة الإيراد نجد الجامعة تصرف الكثير على إقامة الندوات وورش العمل وتقوم برعاية العديد من الفعاليات وتتبرع مالياً وعينياً لعدد من المراكز والمؤسسات والأندية ، ولا بأس بالتذكير بأن العديد من الامتيازات التي كانت تقدمها الجامعة للطلاب قد اختفت مثل إعفاء أو تخفيض الرسوم على المتفوقين من الطلاب الدارسين على حسابهم في نظامي النفقة الخاصة والموازي تحفيزاً وتقديراً لهم ، وكذا ابتعاث الطلاب المتفوقين الى الخارج للتدريب الصيفي وتقدير أبناء الشهداء وابناء الريف عند قبولهم .. كل هذه الامتيازات وغيرها التي كانت تقدم للطلاب تم الغاؤها ، ومن الانصاف أن نذكر بأن هذه الأخطاء لم يرتكبها بن حبتور وانما تم تعيينه وهي شيء واقع ، ولكن الأمل أن يأتي الفرج في معالجة هذه الأخطاء على يده. ختاماً.. لا نزال نبدي تفاؤلنا بالقدرات المهنية والأكاديمية للدكتور عبدالعزيز بن حبتور ، ومن الظلم أن نحمله كل ماتعانيه الجامعة اليوم فالرجل لم يمض على تعيينه في رئاسة الجامعة أكثر من ثلاثة أشهر ورغم ذلك فقد قطع شوطاً كبيراً في معالجة الكثير من الاختلالات التي ورثها ، وأملنا أن يستمر في معالجة كل الاختلالات والعمل الدؤوب على تطوير هذا الصرح العلمي الشامخ حتى يستعيد مكانه في مصاف الجامعات المتقدمة .[c1][email protected][/c]
أخبار متعلقة