(آي بود) الموسيقى يحتفل بعيد ميلاده الخامس
واشنطن / متابعات :قد تكون كومبيوترات (مكنتوش) هي روح أجهزة شركة (ابل) للكومبيوتر، لكن اجهزة (آي بود) هي محفظتها المالية! قبل خمس سنوات سجلت هذه الشركة التي تعتبر معلما بارزا من معالم وادي السيليكون في الولايات المتحدة، عائدات ربع سنوية بلغت 1.45 مليار دولار، أي انها انخفضت بنسبة 22 في المائة. وبعدما انخفضت الارباح الى النصف، شرع البعض يتساءل ما إذا كانت شركة (ابل) ستظل تعاني الى الأبد على أيدي منافسين يقومون بانتاج كومبيوترات (بي سي) شخصية رخيصة الكلفة مثل (ديل). ولكن لم يحتاج جمهور (ابل) لان يصابوا بالقنوط طويلا، فبعد ستة أيام فقط، وفي 23 من شهر أكتوبر من عام2001 بالذات، كشفت (ابل) النقاب عن (آي بود) الذي ادى الى تغير مقدرات هذه الشركة بشكل دراماتيكي كبير مع سائر الصناعات الموسيقية.والآن بعد مضي خمس سنوات على هذا التاريخ اعلنت الشركة انها شحنت 8.7 مليون جهاز من هذا النوع خلال الربع الرابع من السنة المالية التي انتهت في 30 سبتمبر الماضي. والواقع ان دخل الشركة البالغ 1.6 مليار دولار من مبيعات (آي بود) من ذلك الربع الاخير هو أكثر بكثير مما أدخلته الشركة برمتها في أكتوبر من عام 2001. كما أن مبيعات هذه الاجهزة هي أكثر بنسبة 35 في المائة من مبيعات الفترة ذاتها من العام الماضي، وأكثر بكثير مما توقعه المحللون الماليون.[c1](آي بود) الموسيقي [/c]ومن الصعب جدا تقدير وقع هذه الاجهزة على الكومبيوتر ذاته، وعلى الاجهزة الموسيقية الاستهلاكية والصناعات الموسيقية منذ إنزالها عام 2001. وجهاز (آي بود) هو في الواقع أول منتج هجين من شركة تصنع الاجهزة الكومبيوترية التي لحقت بالموسيقى وتسجيلات الفيديو مما يظهر كيف أن الكومبيوتر بات قادرا على أن يصبح جزءا لا يتجزأ من نظام التسلية المنزلي ونجوم الموسيقى الشعبية (بوب) من أمثال مادونا وغيرها كما نقل موقع ( نيوز. كومط) عن ستيف جوبس المدير التنفيذي لشركة (ابل).واليوم أصبح جوبس هذا عضوا في مجلس إدارة شركة والت ديزني بعد قيام الاخيرة بالاستحواذ على شركته الاخرى (بيكسار). وهو حاليا يعتبر من أكثر الشخصيات تأثيرا في صناعة التسلية والترفيه، إذ يمكنك اليوم ان تتصور كيف أن مديرا تنفيذيا في شركة كومبيوتر باتت له أعمال وعلاقات وطيدة مع الشخصيات الشهيرة في عالم التسلية والترفيه من أمثال ستيفن سبيلبيرغ ودايفد جيفن. اذن كيف أصبح لاداة صغيرة مثل هذه مثل هذا الوقع؟ الجواب هو أن الجمع بين الاجهزة والعتاد وبرمجيات (آي تيونس) ومحلات ومخازن الموسيقى على الشبكة، منح الشعب مثل هذا الاسلوب السهل للحصول على الموسيقى الرقمية، كما وأنه اكد لصناعة الموسيقى أن انزال الموسيقى من الشبكة بطريقة شرعية يمكن أن يعمل، وبالتالي اعطى المجال لانتاج مجموعة واسعة من ملحقات (آي بود). واليوم تقوم (ابل) بالتوسع نحو الفيديو بحيث يمكن مشاهدة العروض التلفزيونية والسينمائية التي تتوفر في (آي تيونس) على الكومبيوتر، أو على أجهزة (آي بود) الفيديوية. (وهذه الاجهزة سهلة الاستخدام في الحصول على المحتويات وتشغيلها أيضا وتوزيعها على الاجهزة الاخرى) كما يقول تيم باجارن المحلل في (كريتيف ستراتيجيس).ولكن هل بإمكان اية شركة أن تخفف من قبضة (ابل) على الموسيقى الرقمية الآن؟ربما.. استنادا الى المحللين، لكن أي جهاز اخر قد ينافس (آي بود) أمامه مهمة شاقة جدا، لان (ابل) التي يقدر البعض انها تملك 70 في المائة من سوق آلات تشغيل الموسيقى الرقمية في الولايات المتحدة كانت قادرة حتى الآن على تصميم منتجات قوية ذات نوعية جيدة وتوزيع كبير، كما يقول شاو وو المحلل في مركز (أميركان تكنولوجي ريسيرتش).وحتى اليوم لم تستطع أية شركة، أن تأتي بطراز منافس، والاجهزة القليلة التي تنتجها شركات أخرى مثل (سان ديسك) و(كريتيف) و(سوني) التي تتنافس على تقاسم بقية الكعكة، كان عليها الاعتماد على برامج من (مايكروسوفت)، أو (ريل نيتووركس) لكي تدير مجموعاتها الموسيقية بحيث لم تثبت ولا واحدة من هذه المجموعات المركبة المتحدة شعبيتها كما هي شعبية المجموعة (آي تيونس) ـ (آي بود). لكن (سوني) و(مايكروسوفت) هما الشركتان الوحيدتان اللتان تملكان الموارد والاتصالات اللازمة لمواجهة مجهودات (ابل)، لكنهما لم تستطيعا انتاج أجهزة تستطيع الصمود مع المستهلكين.[c1]منافسة الجوال [/c]وقد تواجه (ابل) تهديدا تنافسيا من الهواتف الجوالة اذا ما تحولت هذه الى منصة للموسيقى الرقمية كما يقول سامر بهافناني المحلل مع (كارنت أناليسيس). وكانت الشركة قد اتخذت خطوات تجريبية باتجاه سوق الهواتف الجوالة بالاشتراك مع (موتورولا) يتعلق بهواتف من طراز (روكر)، لكن هذه التصاميم لم تلق هوى لدى المستهلكين. وبدلا من ذلك يعتقد أن (ابل) تقوم بتصميم هاتفها الخاص بها الذي يتيح للمستخدمين الاصغاء الى الموسيقى بين المكالمات والرسائل النصية.لكن التقنية هي جانب واحد من قصة (آي بود)، اما الجانب الآخر فهو ببساطة قيام (ابل) بإنعاش سوق الاجهزة الموسيقية الجوالة واطلاق حيويتها الكبيرة وجعلها أمينة لاولئك الشباب الذين يتجولون هنا وهناك وقد علقوا على رؤوسهم السماعات كما يقول .وطابع (ابل) الفريد والاعلانات على التلفزيون وفي الشوارع التي تصور الاشخاص بسماعاتهم البيضاء كان من الصعب تفاديها خلال السنوات الخمس الماضية على حد قول بهافناني، كما أن فلسفة تصميم الجهاز الصغير المقرونة مع أناقة التشبيك لدى المستخدم وبكرة اللف صعودا ونزولا لاختيار المهام والقطع الموسيقية جعلته يتقبل ببساطة الاشياء والمستحدثات الجديدة للدخول الى الموسيقى الرقمية كما يقول.ويبدو أن الطلب على أجهزة الموسيقى الصغيرة هذه يبقى عاليا، ونحن ندخل في نهاية العام الحالي، عندما ستخرج (ابل) بتصاميم جديدة عبر فئاتها، أو مجموعاتها الثلاث الرئيسية. كما أن (مايكروسوفت) تخطط أيضا للدخول الى السوق مع جهاز (زيون) وخدمته الموسيقية في وقت لاحق من العام الحالي، في حين أن شركات مثل (سان ديسك) و(سوني) مستمرة في الترويج لاجهزتها. وهذا يعني أن أمام (ابل) الكثير من الفرص الان لزيادة حصتها من السوق ومشحوناتها الى خارج الولايات المتحدة، حيث لا توجد لها أية هيمنة هناك، كما أن الثقافة هناك حول الاجهزة الموسيقية المحمولة في حاجة بعد الى أن تتطور أكثر كما يقول باجارن.ويقول بهافناني ان بمقدور (ابل) استقطاب المزيد من المستخدمين عن طريق الكشف عن خدمة للاشتراكات. وكان آخرون قد جربوا طرز الاستئجار، لا الشراء، بالنسبة الى الموسيقى الرقمية من دون أي نجاح يذكر. لكن أحد أسباب الفشل هذا هو أن هذه الخدمات لا تعمل مع (آي بود) كما يقول. لكن اذا شاءت (ابل) ان تجرب طرازها الخاص بالاشتراكات فإنها قد تستقطب المزيد من المستخدمين الراغبين في دفع 10 الى 15 دولارا شهريا للدخول الى مكتبة (ابل) الموسيقية.[c1]عرش (أبل) [/c]وتساؤلات المحللين حول اذا كان بمقدور البعض ازاحة (ابل) عن عرش الموسيقى الرقمية هو بحد ذاته أمر كبير. وقبل خمس سنوات كان الذين يصغون الى الموسيقى الرقمية يعملون على حافة الحدود القانونية، فقد سمحت (نابستر) وبعد ذلك (كازا) للملايين من طلاب الجامعات والمهنيين الشباب بالحصول على مجموعاتهم الموسيقية بنسخ رقمية لأغانيهم وألبوماتهم. كما أن العديد منهم حولوا اقراص الـ (سي دي) الى أنماط وصيغ رقمية. غير أن انتشار خدمات المشاركة في الملفات أتاح للكثير من الاشخاص جمع أغانيهم من دون زيارة محلات الموسيقى ومخازن التسجيلات. إلا ان ذلك اوجد مشكلة لكون الذين يصغون الى الموسيقى الرقمية كانوا محصورين بصورة رئيسية بغرفهم اذا شاءوا الاستمتاع بموسيقاهم، لان الموسيقى الجوالة لم تكن رائجة أو شعبية خلال عقود كاملة، منذ أن قامت (سوني) بترويج الفكرة مع جهاز (ووكمان). لكن الذي كان يفضل الاصغاء الى الموسيقى في غرفته في التسعينات، لم يكن يشعر تماما مثلما كان يشعر الذي يصغي الى جهاز (ووكمان) كما يقول وو. وهكذا كان الحال في الثمانينات.واستمر هذا الى أن قامت شركات مثل (ريو) و(كرييتيف تكنولوجي) بسبق (ابل) عن طريق الاجهزة المحمولة باليد التي يمكنها تشغيل المخزونات الجديدة من ملفات (إم بي3). غير أن السوق آنذاك لم تكن تتبين ما هي الاجهزة الجديدة هذه في البداية، كما أن نقل الملفات من جهاز الكومبيوتر الشخصي (بي سي) الى الاجهزة الجوالة ومنها، لم يكن عملا سهلا.وفي عام 2000 شرعت (ابل) بخطوتها الاولى. وفي العام 2001 أطلقت برنامج (آي تيونس) لإدارة المجموعات الموسيقية الرقمية. وفي أواخر ذلك العام أبصر (آي بود) النور. وكان الجهاز الاول يملك خمسة غيغابايت من سعة التخزين ويكلف 399 دولارا، وهو السعر الذي وجد المحللون في ذلك الوقت أنه عال بعض الشيء. لكن سعر الجهاز هذا انخفض الى 299 دولارا قبل أن تخرج الى النور نماذج بسعات تخزينية أكبر.وفي عام 2003 خطت (ابل) خطوة جريئة في عالم (ويندوز) متيحة لمستخدمي كومبيوترات (بي سي) استخدام (آي تيونس) لادارة موسيقاهم بأنفسهم لاول مرة. ومنذ ذلك الوقت استمر الزخم وراء الجهاز بالتنامي مؤديا الى إنتاج (آي بود ميني) و(آي بود نانو) و(آي بود شافل) اضافة الى أجهزة (آي بود) الفيديوية، وهي الفكرة التي سخر منها جوبس في وقت من الاوقات.وبغض النظر عما الذي تختاره (ابل) والتحديات التي تواجهها، إلا ان الشركة أنتجت منتوجها الثاني الرائع الذي تحول الى ظاهرة ثقافية كما يقول باجارن الذي تابع قائلا (على (ابل) الاستمرار في المحافظة على هذا الجهاز بسيطا متكاملا وجذابا).