إميل لحود طالب الرئيس الفرنسي بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية
بيروت/ وكالات:أعلنت قوات الطوارئ الدولية المعززة في جنوب لبنان (يونيفيل) أن القوات الإسرائيلية أكملت انسحابها من كافة المواقع التي احتلتها في الجنوب اللبناني باستثناء منطقة صغيرة من قرية الغجر المتاخمة لحدود القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني قرب هضبة الجولان.وقال قائد قوة الأمم المتحدة في لبنان الجنرال ألان بيليغريني إن من المتوقع أن تنسحب القوات الإسرائيلية من هذه المنطقة في غضون أسبوع، مشيرا إلى أن يونيفيل على اتصال وثيق مع الجيش الإسرائيلي لتسهيل الانسحاب السريع من منطقة الغجر.وأضاف بيليغريني أن قواته تعمل على التأكد من عدم وجود جنود إسرائيليين في المناطق التي أعلن إخلاؤها، وأن القوات اللبنانية ستبدأ الانتشار في هذه المناطق اعتبارا من صباح اليوم الاثنين.وكانت القوات الإسرائيلية أعلنت فجر أمس أنها أتمت انسحابها من جنوب لبنان ما عدا قرية الغجر المقسمة بسبب "عدم التوصل إلى تفاهمات أثناء اجتماعات بين ضباط إسرائيليين ولبنانيين ومن القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة حول ترتيبات أمنية بهذه المنطقة". في هذا السياق قال رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس للإذاعة العسكرية إنه "إذا اقترب حزب الله من الحدود بالأسلحة وحاول ترميم بناه التحتية التي دمرناها فإننا سنستخدم كل الوسائل التي لدينا لمنعه من ذلك".كما ذكر بيان رسمي صادر عن الجيش الإسرائيلي أنه بانسحاب إسرائيل من بقية المواقع التي احتلتها في الجنوب اللبناني تكون تل أبيب نفذت بشكل كامل قرار الأمم المتحدة رقم 1701, وقال إن الحكومة اللبنانية أصبحت الوحيدة المسؤولة عن حفظ الأمن في الجنوب.من ناحية ثانية أعلن المتحدث باسم القوة الدولية المؤقتة في لبنان ألكسندر إفانكو أن هذه القوة بدأت أمس الأحد تسيير دوريات في المناطق التي أخلاها الجيش الإسرائيلي للتأكد من تحقيق الانسحاب. في سياق اخر انتقد الرئيس اللبناني ما أسماه السياسة المتحيزة التي ينتهجها الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي قال إنه يتدخل في الشؤون الداخلية للبنان. وطالب إميل لحود في مقابلة مع صحيفة "لييراسيون" في عددها ليوم السبت شيراك بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، قائلا إن جاك شيراك "يسعى إلى دعم أصدقائه الشخصيين في لبنان". وأكد الرئيس اللبناني أنه ليس عنده أي شيء ضد شيراك، مشيرا إلى أن "المشكلة هي أنه (شيراك) يأخذ الأشياء وكأنها شخصية. نحن لا نقبل لا وصاية عربية ولا وصاية فرنسية على لبنان". وأوضح لحود أن عدم دعوته إلى قمة الفرنكوفونية في بوخارست كان سببه الرئيس الفرنسي. وقال إن "شيراك طلب من عدد من الدول الصديقة لفرنسا أن تقاطعني. هو الذي عمل بشكل ما لعدم دعوتي إلى هذه القمة". على صعيد اخر شن زعيم التيار الوطني الحر النائب ميشيل عون هجوما لاذعا على الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة واتهمها بسوء الأداء وخرق الدستور والقانون، معتبرا أن شرعيتها سقطت منذ أمد طويل وأنها أصبحت خارج إطار الطائف. وأشار عون في كلمة ألقاها مساء السبت -في مهرجان أقامه تياره لإثارة حق عودة المهجرين من مناطق الجبل- إلى أن "كل تجاوز للسلطة وكل تجاوز للنفوذ، وكل قرار تعسفي يخرج شرعية الدولة ويضعها في شرعية المافيا". وفي رده على كلمة السنيورة يوم الجمعة التي قال فيها إن "الاختلاف في الرأي مقدس" أوضح عون أن "الخلافات سببها الأداء السيئ للحكم في لبنان". وقال عون إن اتفاق الطائف حدد صلاحيات الرئاسات الثلاث، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن هو هيمنة فريق على آخر. واعتبر أن مقاطعة فريق الأكثرية لرئيس الجمهورية العماد إميل لحود بمثابة خرق دستوري وقانوني، رافضا أن تؤخذ الخلافات السياسية ذريعة لمقاطعة رئيس الجمهورية. كما وصف تعيينَ وزير الداخلية الحالي أحمد فتفت بأنه غير دستوري وغير شرعي. وطالب الزعيم اللبناني المعارض بتشكيل حكومة خاصة للنظر في قضايا الفساد، متعهدا بتقديم المزيد من الملفات حول قضايا الفساد تباعا. واتهم عون الأكثرية النيابية بالعمل على تهميش المسيحيين، متسائلا عما إذا كان ذلك يهدف إلى استفزاز المسيحيين ودفعهم للمطالبة بالفيدرالية أو بالتقسيم. وانتقد زعيم التيار الوطني الحر مراوحة ملف المهجرين دون تحقيق أي تقدم، مطالبا زعماء مليشيات الحرب الأهلية (1975-1990) الذين أنجزوا المصالحات فيما بينهم بالعمل على إنجاز المصالحات الشعبية. وأضاف أن المصالحة يجب أن تتم في أجواء مصارحة، مطالبا باعتذار علني لأسر الضحايا قبل المصالحة. ودافع عون بشدة عن ورقة التفاهم بين تياره وبين حزب الله، داعيا إلى أن تكون هذه الورقة مثالا يحتذى لتنظيم العلاقات بين كافة الفئات اللبنانية.وقد رفض زعيم اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط التعليق على كلمة عون، مشيرا إلى أن "الأركان" موجودة داخل الحكومة، موضحا أنه ليس من الضروري فتح حسابات طائفية في الوقت الحالي.