البيئة ومخاطرها
أحمد العمري، مخلد الحافظي :نجح ميناء الملك فهد الصناعي بينبع في نقل شحنة البترول من على متن السفينة المعطلة «بولار» قبالة سواحل ينبع، والتي تقدر حمولتها بنحو 136 ألف طن من النفط بما يقارب مليون برميل إلى السفينة البديلة «هيلاس» دون حدوث أي تسرب أو تلوث نفطي أو أضرار بيئية، وذلك باستخدام أحدث الطرق لنقل الزيت الخام من سفينة إلى أخرى وبإشراف ومتابعة جهاز إشراف متخصص في مثل تلك العمليات المعقدة حيث تتطلب العملية حرصا وتقنيات دقيقة للحفاظ على مستوى الغازات في خزانات السفينتين في مستويات معينة أثناء عملية الشحن، لأن اختلال هذه الموازين والمعايير الفنية قد يتسبب في كارثة بيئية لا سمح الله. وأوضح مدير عام ميناء الملك فهد الصناعي بينبع الدكتور حمود بن عبده الصعدي، أن السفينة «بولار» كانت قد تعطلت منتصف الشهر المنصرم على بعد 120 ميلا بحريا في عرض البحر الأحمر شمال ميناء الملك فهد الصناعي بينبع بعد أن تعطلت ماكيناتها. وقد تمكن الميناء من الوصول إلى السفينة والسيطرة عليها وقطرها إلى منطقة المخطاف بالميناء حيث كانت السفينة المعطلة تتواجد بالقرب من محطات التحلية بالوجه وضباء، الأمر الذي أدى إلى تفادي جنوح السفينة إلى الشعاب المرجانية في ظل الظروف الجوية السيئة التي كانت سائدة آنذاك، وتفادي كارثة بيئية وتأثر المناطق الحساسة هناك. وقال الصعدي إنه نظراً لتوفر وحدات بيئية حديثة في الميناء فقد استطاع الميناء إنقاذ السفينة «بولار» بنجاح.وعلى صعيد متصل، تفقد مدير عام الهيئة الملكية بينبع الدكتور عقيلي بن ضيف الله خواجي أمس استعدادات الهيئة الملكية ممثلة في إدارة حماية البيئة لتجربة أجهزة الحماية من التلوث البحري وذلك استجابة للحادث الطارئ الناتج عن تعطل ناقلة النفط «بولار» على بعد أكثر من 100 كلم عن ميناء ينبع الصناعية نهاية الشهر المنصرم. واطلع خواجي ومرافقوه على معدات الاستجابة لحوادث التلوث البحري التي تسلمتها إدارة حماية البيئة مؤخراً، وهي عبارة عن 800 متر من حواجز منع تسرب الزيوت في مياه البحر، بالإضافة إلى معدات كشط واستخلاص الزيوت من مياه البحر. وقدم مدير إدارة حماية البيئة أحمد بن سعيد باجحلان شرحا فنيا عن أهمية معدات الاستجابة وتوفرها في المدينة كضرورة لعضوية الهيئة الملكية بينبع في اللجنة الوطنية للاستجابة للكوارث البحرية، مؤكدا أهمية تضافر الجهود بين الهيئة الملكية بينبع والجهات الحكومية والصناعات للمشاركة في خطط الطوارئ. كما أوضح باجحلان طريقة تشغيل هذه المعدات والاستفادة منها ومن ثم قام المختصون بإدارة حماية البيئة بإنزال حواجز منع تسرب الزيوت باستخدام قوارب الإدارة بنجاح وفي وقت قياسي. وبعد ذلك، انتقل خواجي ومرافقوه بواسطة القارب الرئيسي لإدارة حماية البيئة في جولة بحرية على مناطق قناة سحب مياه البحر التابعة لمحطة الطاقة والتحلية وكذلك معاينة ناقلة النفط «بولار» قبالة ميناء الملك فهد الصناعي، ومن ثم قام المختصون في القسم البحري بتقديم شرح عن المهام التي يقوم بها القسم بالإضافة إلى أهم الأجهزة المستخدمة في القياسات ومراقبة مياه البحر مثل أجهزة قياس التيارات البحرية، وأجهزة قياس الأملاح في مياه البحر، وأجهزة قياس العناصر الفيزيائية.إثر ذلك، توقف القارب في منطقة محمية نبات الشورة رقم 2 حيث تمت معاينة مشروع المشتل البيئي لنبات «المانجروف» الذي نفذته إدارة حماية البيئة بالتعاون مع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها والذي سيتم من خلاله استنبات 10 آلاف شتلة للاستفادة منها في إعادة تأهيل المحميات الثلاث، وكذلك في برامج التوعية والتثقيف البيئي بمدينة ينبع الصناعية.