أزمة المياه في عدن :
يبدو لنا أننا كلما تفائلنا خيراً، فإنّ ذلك التفاؤل لا يدوم طويلاً.. ربما لأننا لم (نمسك الخشب) يا حبايب .. وربما أصابتنا (عين) خبيثة فأحرمتنا ما نحن فيه من نعمة، وأية نعمة.. إنّها نعمة استمرار وبقاء وازدهار الحياة برمتها.وربما أنّ حال التقلبات الجوية والمُناخ المتغير في الكرة الأرضية قد فاقم المشكلة فانحسر مخزون المياه من شدة الحرارة وبلوغها درجة قصوى، لا يقدر على تحملها إلا من كان جلداً ولديه قدرة فائقة على التحمل، خصوصاً في هذا الوقت الذي ازدادت فيه شدة الحرارة.. وانحسرت معه كمية ضخ المياه إلى المنازل..!ولربما أيضاً أنّ فرحتنا بنعمة المياه لأشهر خلت، كانت قد دفعتنا للكتابة عن هذا التحسن، وهي حقيقة لا ينكرها أحداً، لكن الحال تدهور، ولا ندري، هل هو طارئ وتنجلي الأمور، أم ذلك نذير بصيف طويل وثقيل علينا، قد نكون اليوم في بداياته الأولى، ويا عالم أين وكيف ومتى النهاية!حقيقة أنا دائماً أتفاءل ويدفعني التفاؤل ولو كان بنسبة 50% إلى إصلاح الحال وعودة (المياه إلى مجاريها)، لكن هناك زملاء وشخصيات اجتماعية وتربويون، ينتقدون ما نكتب، ولهم الحق في ذلك، خصوصاً عندما يلمسون أزمة مياه حقيقية، قد لا يحصل المرء فيها على تمويناته من المياه لأكثر من فترتين في اليوم الواحد، وقد يكون ذلك متقطعاً ولا يفي بالغرض، إضافة إلى أنّ قيمة استهلاك المياه مبالغ فيها، وأنا أزكي ذلك وأتضرر كثيراً، لكن قلت قد أكون لوحدي، وليس القياس على فرد.. وهو ما أكده عدد من الناس.الأستاذ القدير والشخصية الوطنية المعروف : فاروق مكاوي، طلب مني أن اكتب عن نقصان المياه وكثرة قيمة الاستهلاك، وعن تقطع الإمدادات، برغم أنّه يسكن في شقة بعمارة في الدور الأول بالمعلا، فكيف الحال في من يسكن في الدور الخامس أو السادس.. أو في الجبال؟!وأنا أقول، لقد جمعتني مناسبة تربوية بالمهندس الخلوق حسن سعيد قاسم – نائب مدير عام المياه في عدن، وعضو مجلس المحافظة، وشكوت له سرعة العدادات الجديدة وضخامة الفاتورة فابتسم كعادته وقال : العدادات (الساعات) تعمل بنظام تم اختباره وليس هناك سرعة أو ما شابه ذلك، ربما أنّ تراكم المبالغ يضاعف النسبة المئوية.. ولكن : تعال بانسوّي لك تسوية وكل من هو كذلك، عليه مراجعتنا ومكاتبنا مفتوحة وسوف لن نؤجل حل مشكلة كهذه أبداً.أقول إنّ نقصاناً ملحوظاً هذه الأيام قد طال المدن والمرتفعات الجبلية وأنّ كثرة البناء وإدخال خدمة المياه إلى المنازل الجديدة، إضافة إلى مصنعي المياه المسماة مجازاً (كوثر) والاستخدامات الأخرى غير المرشدة.. كل ذلك قد أدى إلى شح ملحوظ مع ما لهذا الفصل الجاف / الحار من مضاعفات وأشياء أخرى ربما لا نعرفها نحن، كما يعرفها أهل المياه، من خبراء ومهندسين ومختصين أنفسهم.إنّ عدن بحاجةٍ ماسةٍ إلى من يلتفت إلى ناسها البسطاء خاصة، كونهم في معظمهم إن لم يكن كلهم يعيشون على راتب شهري لا يتجاوز الـ (50 ألفاً من الريالات) ولا ينقص عن الـ (10 آلاف ريال) .. وهو ما يجب أن يسترعي الجهات المعنية لكي تعمل اعتبارات لهم خصوصاً في المياه والكهرباء، والهاتف أيضاً.. وبالمناسبة الهاتف صار ناراً تلسع القلب والعقل قبل المال.. ويا الله السلامة!أخيراً.. ونحن في حرٍ لافحٍ وأجسادنا تأكلها الحرارة وتقشرت جلودنا.. نأمل من أهل المياه أن يضاعفوا نوبات الضخ، بدل أن يقللوا منها، حتى ولو بشكل استثنائي، رحمة بالناس الذين يكتوون وتحرقهم الشمس وقلة المياه.. وأعتقد أنّ الوقت قد حان لعمل شيء يجعل سكان عدن في راحة واطمئنان.. وما ذلك بالصعب أو بعيد المنال.. إن شاء الله!