لمعرفة الرجل الذي يفضله الرئيس الروسي خليفة له
موسكو / 14 أكتوبر / من: مايكل شتوت : بعد فترة انتظار وتلهف دامت 12 يوما جاء التعديل الوزاري للرئيس الروسي فلاديمير بوتين دون تعديلات جوهرية وأبقى روسيا في حيرة تضرب أخماسا في أسداس لتعرف الرجل الذي يفضله الرئيس الروسي خليفة له. وشعر مراقبو الكرملين الذين كانوا يبحثون عن مؤشرات تحل لهم هذا اللغز وتكشف عمن يفضله بوتين ليخلفه في انتخابات الرئاسة القادمة التي ستجري في مارس بخيبة أمل. فالرجال الثلاثة الذين ترددت أسماؤهم بكثرة في هذا السياق كمتنافسين محتملين على مقعد الرئاسة وهم سيرجي ايفانوف ودميتري مدفديف وسيرجي ناريوشكن احتفظوا المناصب والألقاب نفسها والمسؤوليات أيضا. ويقول محللون ان هدف بوتين الرئيسي هو ان يضمن استمرار سياساته بعد تركه المنصب العام القادم. ويقول بوريس ماكارينكو نائب مدير مركز التكنولوجية السياسية وهو مركز أبحاث مستقل "بوتين يعمل على الانتهاء من تشكيل فريق بوتين بدون بوتين.، "انه يرتب المنزل لخليفته وعليه ان يكون بالغ الحرص وهو يختار اين يضع كل مقعد وكل مائدة." وبدأ بوتين لعبة المقاعد الموسيقية حين عين حليفا وثيقا له غير معروف بدرجة كبيرة هو فيكتور زوبكوف رئيسا للوزراء في 12 سبتمبر وطلب منه ان يعيد ترتيب حكومته ويجعلها تعمل "مثل الساعة السويسرية." وحين أعلن في نهاية المطاف التغيير الوزاري بعد نحو أسبوعين من التكهنات والشائعات فقد ثلاثة وزراءفقط مناصبهم ولم يكن من بينهم أحد مرشح لخوض سباق الرئاسة الروسية. وبقي ايفانوف ومدفديف في منصب النائب الأول لرئيس الوزراء واحتفظ أيضا ناريوشكن بمنصبه كنائب لرئيس الوزراء دون تغيير. وكان من بين الناجين أيضا من مقصلة التغيير الوزاري سيرجي لافروف وزير الخارجية واليكسي كودرين وزير المالية. ويقول سيرجي ماركوف وهو محلل سياسي له صلات وثيقة بالكرملين "احتفظ ايفانوف ومدفديف بمنصبيهما. وهناك فرصة كبيرة في ان يجري التنافس بينهما." ومثل محللين آخرين يقول ماركوف ان حرص بوتين على تعزيز مركز حليفه القديم ومبعوثه الى المقاطعة الجنوبية الاتحادية دميتري كوزاك في الحكومة جعل منه أيضا مرشحا محتملا للرئاسة. وتعزز موقف كوزاك حين أعلن يوم الثلاثاء الماضي انه في دوره الجديد كوزير للتنمية الإقليمية سيكون مسؤولا عن ميزانية استثمار قيمتها 12 مليار دولار. وفيما أدى إلى زيادة التكهنات وزيادة الضباب الذي يغلف الصورة عزز بوتين موقف وزير المالية ومنح كودرين لقبا جديدا هو نائب رئيس الوزراء ليصل بذلك عدد نواب رئيس الوزراء إلى خمسة نواب. وقال بنك رينيسنس كابيتال للاستثمار في موسكو في تقريره "مع وجود خمسة نواب لرئيس الوزراء يزداد هيكل الحكومة تعقيدا. "وإضافة إلى عودة كوزاك.. نرى في ذلك ان بوتين يفضل ان يبقي خياراته مفتوحة في اختيار خلفه." وخلال فترة رئاسته التي امتدت نحو ثمانية أعوام عرف بوتين وهو رجل مخابرات سابق بحبه إلى كتم الأسرار السياسية والخروج بمفاجآت ولم يكن تعديله الوزاري الأخير فيه أي خروج عن هذه القاعدة.