الدوري العام وثالوث التخلف
انتهى الدوري العام في بلادنا .. دوري عام ضعيف ركيك هش .. دوري عام عانى من أنين الوجع .. وجع تحكيمي كان الأبرز .. هزالة تحكمية كانت الأقوى .. مفردات تحكيمية ليس لها وجود الا في القاموس الكروي اليمني .. برز نوعان من الحكام في الدوري العام . النوع الأول : حكام قدراتهم محدودة ، وصلوا حد معين من التطور ليس بإمكانهم تجاوزه .. قدراتهم وقفت عند هذه الحدود – موضوعياً – هؤلاء الحكام تم الزج بهم في مباريات تفوق إمكانياتهم .. فوقع المحظور في كثير مباريات قاموا بتحكيمها .. وربما هؤلاء الحكام لايتحملون أي مسؤولية ( مباشرة) عن إخفاقاتهم الا بالقدر الذي كان يحتم عليهم رفض تحكيم مثل هكذا مباريات هم أضعف من أن يقوموا بإيصالها إلى نهايتها الطبيعية العادلة .. وهنا تبرز مسؤولية لجنة الحكام ( المباشرة ) التي قامت بتكليف مثل هكذا حكام لإدارة مباريات تفوق إمكانياتهم .. رغم ادراك لجنة الحكام محدودية إمكانياتهم .. هنا الضرورة أن نضع لجنة الحكام في شرك المسؤولية ونوجه لها أصابع الاتهام !! النوع الثاني : حكام دوليون كبار لاتنقصهم الجدارة .. هؤلاء يمكنهم قيادة أي مباريات – مهما بلغت قوتها وحساسيتها – بمنتهى الاقتدار .. ولعل الأخطر عندما نشاهد هؤلاء الحكام يقعون في أخطاء فادحة فاضحة ، لاتبررها عبارة : إن الحكام بشر ولأنهم بشر لابد أن يخطئوا .. عبارة سئمناها وهي تتكرر بدوران لايتوقف .. هذا النوع من الحكام عندما يخطئ وباستمرارية وضد فرق ولصالح أخرى .. وهو بكامل قواه العقلية ومع سبق الإصرار والترصد .. ويبقى هذا النوع من الحكام هو الأخطر لأنه بذبح فرق ويريق دمها وهو يبتسم .. ثم يستلق ليلاً على فراشة يغط في نوم عميق .. لا يؤرقه وخز الضمير !!.وهنا أسأل : هل علمتم عن عقوبة أتخذت بحق حكم مارس الظلم بحق فريق ولصالح فريق آخر .. هل سمعتم عن قرار بإيقاف حكم لأنه بطش بفريق ولصالح فريق آخر .. هل قرأتم عن حكم خضع للمساءلة لأنه قام بتحويل مباراة في كرة القدم إلى حلبة للمصارعة الحرة ؟!!ربما يرد البعض بأن أي عقوبات تتخذ بحق الحكام تبقى في طي السرية والكتمان ولا يتم الإعلان عنها .. جميل .. ولا خلاف على ذلك .. ولكن هذه السرية وهذا الكتمان تستطيع الصحافة الرياضية والصحفي الرياضي اختراقه وبأساليب عديدة – مشروعه – والا لما سميت الصحافة بمهنة البحث عن المتاعب .. ولهذا فالأكيد أنه لم تتخذ أي عقوبة أو قرار إيقاف أو مسأءلة لأي حكم أخطأ أو ظلم أو بطش بفريق ولصالح آخر .. والا لكنا في الصحافة الرياضية على علم بها !! طيب دعونا نسأل مرة أخرى : من سيحاسب من ؟! .. فحكم المباراة يرفع تقريره وينحى بنفسه بعيداً عن أي أخطاء وإخفاقات يدين بها نفسه .. ولجنة الحكام تعتمد تقرير حكم المباراة بمنتهى الانكماش والسكون .. والأمانة العامة لاتحاد الكرة والذي يفترض أن تقوم بمساءلة لجنة الحكام ، لاتريد أن تغضب – بضم التاء – أحد .. ولتسر الأمور ، وشعارها : نحن الأقوى ولا يخيفينا أحد !!وهزاله التحكيم ليست بمنأى عن هزاله مستوى فرق الدوري .. استعداد هزيل جعلنا .. ويجعلنا نغسل آلا منا بالدموع ونجفف جراحنا بالصمت المجنون .. وأقرأوا هذه الحقائق : شباب البيضاء ونصر الضالع صعدا ليهبطا ويعودا لمستقرهم المحتوم .. وحدة صنعاء ( الزعيم ) نجا من الهبوط .. التلال ( العميد ) يهبط لأول مرة في تاريخه فيما حسان ( الفقير) يحتل الوصيف ، لم تشفع للتلال (العميد ) الملايين الذي صرفت له .وفي الوقت الذي كان التنافس يحتدم حد الضراوة بين الصقر وحسان للظفر بالبطولة ، انبرى أهلي صنعاء ليظفر بالبطولة ويضحك على الجميع .. الهلال فريق الملايين والمحترفين يحتل المركز السابع بــ (36) نقطة وبفارق نقطتين عن التلال الهابط وبـ (34) نقطة .!!إذن .. التحكيم في بلادنا يكيل لكمات التخلف والجهل والهشاشة ( لبعض ) فرق الدوري العام .. وفرق الدوري العام ظهرت بمستوى عال من الاحتقان .. صوتها أجش كله بكاء .. واتحاد الكرة بلجانه المختلفة نبضه بطئ وأنفاسه متقطعة .. وباختصار شديد : الكرة اليمنية في الدرك الأسفل من التطور .. الكرة اليمنية تحتضر .. هكذا يقول واقع الدوري العام في بلادنا بشمولية المشاركين فيه .. الفرق ولاعبيها .. الحكام .. اتحاد الكرة بمختلف لجانه !! [c1]نهاية المطاف [/c]*وحال تخلف الكرة اليمنية باكتمال ( الثالوت ) .. الأندية ، الحكام ، اتحاد الكرة .. هذا التخلف الذي افرزه الدوري العام .. يصيبنا بخوف .. نرتعش .. نرتجف .. ونحن مقدمون على مشاركات كروية خارجية عديدة . * نحن نجيد التربص ببعضنا البعض .. نبدع في التمادي بالخطأ .. نعشق حد النخاع الاجتماعات في الغرف المغلقة .. والمظلمة ( أحياناً ) .. لضرب هذا .. وإعاقة ذاك .. وبالتالي تتأصل فينا ثقافة المؤامرة وبالتالي ثقافة التخلف .. نعم فالتخلف بأن له ثقافة .. هذا همنا الأكبر .. وهكذا يتم ابتلاعنا عند مشاركاتنا الكروية الخارجية .. نحن أبطال وعمالقة في سلوكاتنا الداخلية .. ونحن ضعاف ولسنا أكثر من أقزام في مشاركاتنا الكروية الخارجية .. وكان الله في عون الكرة اليمنية وفي عوننا جميعاً !!