نواب شيعة وسنّة يتبادلون اتهامات بالإرهاب
القاهرة/ وكالات:رحب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى باتفاق سوريا والعراق أمس الثلاثاء على استئناف العلاقات بينهما.وقال في بيان "هذه الخطوة ستعزز التعاون بين البلدين الشقيقين... بالاضافة الى ما تحققه من دعم التواصل مع الشعب العراقي والتشاور مع حكومته وقواه السياسية."وأضاف أن القرار "يعتبر تنفيذا لقرار القمة العربية الاخيرة في الخرطوم."ودعت قمة الخرطوم التي عقدت في مارس الدول العربية لاقامة بعثات دبلوماسية في بغداد. لكن هجمات مسلحة وقعت ضد دبلوماسيين عرب وأجانب في بغداد تسببت في امتناع العديد من الدول العربية عن ايفاد دبلوماسيين الى العاصمة العراقية.وقطع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والرئيس السوري الراحل حافظ الاسد علاقات بلديهما قبل نحو 25 عاما عندما أبدت سوريا تعاطفا مع ايران خلال الحرب العراقية الايرانية التي استمرت من عام 1980 الى عام 1988وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد وقع اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع نظيره العراقي هوشيار زيباري والذي اتفقا فيه على أن القوات الامريكية يجب أن تبقى في العراق في الوقت الحالي.ويزور المعلم العراق في أول زيارة يقوم بها وزير سوري منذ غزو العراق عام 2003 .وكان المعلم قد دعا في وقت سابق الى جدول زمني لانسحاب 140 ألف جندي أمريكي من العراق. ونص الاتفاق الذي وقعه مع زيباري على أن القوات يجب أن تنسحب تدريجيا عندما لا تكون هناك حاجة لها.ووسط دعوات للرئيس الامريكي جورج بوش ببدء محادثات مع سوريا وايران للمساعدة في تحقيق الاستقرار في العراق قال زيباري ان الرئيس العراقي جلال الطالباني سيسافر الى طهران يوم السبت وسيزور دمشق قريبا ونفى أن الرئيس السوري بشار الاسد سيشارك في قمة في ايران الاسبوع الحالي.وحذر زيباري في مؤتمر صحفي "قلنا في البداية اننا لا نتوقع المعجزات أو أن تحل المشكلات دفعة واحدة."وفي البرلمان حيث تزايدت النبرة الطائفية في الايام المنصرمة تبادل زعماء سنة وشيعة الاتهامات بخصوص مساندة فرق الاغتيالات وجماعات المسلحين.إلى ذلك قال الأمين العام للأمم المتحدة إن القوات الأميركية بالعراق "عالقة في فخ" ونصح واشنطن بإيجاد الوقت المناسب للانسحاب من دون إغراق البلاد في مزيد من الفوضى.وأوضح كوفي أنان خلال مؤتمر صحفي "بالنسبة لمسألة الوجود العسكري.. إنها قضية شائكة، الأميركيون عالقون نوعا ما في فخ العراق، بمعنى أنهم عاجزون عن البقاء وعاجزون عن الرحيل الآن".وتأتي تصريحات أنان بعد أيام من النصيحة التي قدمتها لجنة وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر، بضرورة تغيير الإستراتيجية في العراق.كما أن رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال بيتر بيس توقع أن يتخذ القادة العسكريون قرارا بإجراء هذا التغيير، مؤكدا أن الوقت حان لإجراء مراجعة صادقة بشأن ما يجدي وما لا يجدي وما هي العوائق أمام إحراز تقدم وما ينبغي تغييره بشأن الطريقة المعمول بها للتأكد من الوصول للهدف المنشود.وينظر الكثيرون لتنحية وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رمسفيلد، عن منصبه، على أنه نتيجة طبيعية لفشل القوات الأميركية في إعادة الأمن والاستقرار للعراق. في سياق اخر تبادل قياديون سياسيون من الشيعة والسنة اعضاء في مجلس النواب العراقي أمس اتهامات شديدة مرفوقة بكلمات نابية باذكاء العنف الطائفي والتشجيع عليه الامر الذي حذر خلاله اخرون من ان فشل العملية السياسية سيؤدي الى تشكيل حكومة انقاذ وطني او حكومة عسكرية فيما اعلن عن اجتماع قريب لقادة الكتل السياسية يهيء له الرئيس جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في محاولة لانهاء الاحتقان السياسيي بين الفرقاء في الحكومة والبرلمان .وفي بداية جلسة مجلس النواب اتهم هادي العامري زعيم منظمة بدر الشيعية التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية رئيس جبهة التوافق السنية عدنان الدليمي بالتشجيع على الطائفية وقال ان كلمته في عمان قبل ثلاثة ايام كانت محبطة للامال وتبعث على اليأس وكان الامل ان تتحدث عن امال العراقيين وتطلعاتهم لان العراقيين بمختلف طوائفهم واعراقهم يعانون من العنف والارهاب . وكان الدليمي القى كلمة في حفل بعمان لتابين حسن البنا زعيم جماعة الاخوان المسلمين الراحل قال فيها ان بغداد يحكمها الصفويون (أي الايرانيون) . واكد العامري ان خطاب الدليمي يتهم الاكثرية الشيعية بالصفوية والروافض برغم من انه زعيم كتلة محترمة .واشار العامري الى ان كلام الدليمي شكل خرقا لاتفاقية مكة للمصالحة الوطنية كما صب الزيت على النار . وقال "لنرحم الشعب ونحرص على وحدته ودماء ابنائه" وان الكلمات التي قالها في عمان غير لائقة . ودعا الكتل السياسية الى التخلي عن مليشياتها وتقوية الدولة وعدم شتمها كما فعل الدليمي . ثم تحدث النائب جلال الدين الصغير من الائتلاف الشيعي الموحد عن عمليات تهجير العوائل وقتل الافراد التي يشهدهما حيا الجامعة والعدل في بغداد . واضاف ان هناك مسلحين يستقلون سيارات ويجوبون انحاء الحيين وينادون على السكان الشيعة من خلال مبكرات الصوت بضرورة الرحيل عنهما . واضاف انه تم خلال الايام القليلة الماضية اختطاف 12 سيارة نقل بركابها من حي العدل و9 اخرى من حي الجامعة . ودعا الشيعة والسنة الى الكف عن عمليات التهجير والثار الانتقامي وقال ان ذلك سيقود العراق وشعبه الى دمار . وكانت اخر احصائية عن عدد العائلات المهجرة داخليا اشارت الى انها وصلت الى 55 الف عائلة يبلغ افرادها حوالي 350 الف شخصا .وقد رد رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي على اتهامات العامري والصغير قائلا ان جميع ما قاله هذا الاخير غير صحيح وان الاتهامات وجهت له شخصيا وطالب بتشكيل لجنتين من مجلس النواب للتحقيق في الاوضاع بحبب الجامعة والعدل . ووصف الصغير بانه احد عناصر الفتنة الطائفية . واكد انه لم يسمي الشيعة رافضة مطلقا .. وخاطب النواب الشيعة قائلا " انكم لاتحترمونا وتعاملونا كاننا مجوس او يهود .. مساجدنا تحرق وابناءنا يقتلون في كل مكان" . ثم تحدث النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان فاكد وجود ازمة سياسية خطيرة وهي بامس الحاجة الى حل . وقال ان هذه الاتهامات المتبادلة تزيد من عمق الازمة وتعمل على تقطيع اوصال المجتمع العراقي . واشار الى ان الحل هو بعقد اجتماع لجميع قادة الكتل السياسية في البرلمان وخارجه موضحا ان هذا مايعمل على تحقيقه حاليا طالباني وبارزاني . واضاف انه كان مقررا ان يعقد هذا الاجتماع الاسبوع الماضي لكن هذا لم يتحقق ولذلك فان محاولات تجري لعقده نهاية الاسبوع الحالي . وشدد على ضرورة مراجعة القادة للاتفاقيات الامنية والسياسية الموقعة بينهم سابقا وتشخيص الجهات التي نفذتها والاخرى التي لم تنفذها والوقوف على اسباب ذلك لتشخيص المقصرين . وحذر من ان فشل هذا الاجتماع سيؤدي الى خيارات خارجية خطيرة ومنها وقوع انقلاب عسكري او تشكيل حكومة انقاذ وطني . ومن جانبه قال عضو القائمة العراقية الامين العام للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى ان تبادل الاتهامات هذا بين النواب قد زاد نار الفتنة اشتعالا . ودعا الفرقاء السياسيين الى العودة للغة النقاشات العقلانية والتحلي بحسن النية والحديث بلغة الوحدة والمصالحة الوطنية . واشار الى ان طريق العنف لن يؤدي الا لتدمير البلد وانقسام الشعب . اما النائب فلاح شنشل ممثل الكتلة الصدرية فقال ان القوات الاميركية والعراقية هاجمت اليوم مدينة الصدر بالطاءرات وقتلت طفلا عمره 7 اشهر اضافة الى 3 اشخاص اخرين . ودعا الحكومة الى العمل على انهاء ولاية القوات الاجنبية وتحقيق سيادة واستقلال العراق بشكل كامل .