مدن عربية وعالمية
تبدو كلمة الصحراء قاسية بحق توزر فهي منطقة تضج بالحياة والحركة والخضرة . وفيها واحد من أجمل ملاعب الغولف في تونس إن لم يكن في حوض المتوسط وفي توزر يغمرك إحساس أنك مقبل على المتنبي أو الشابي وعلى عالم من الشعر والجمال، فواحاتها وبيوتها المصنوعة من الآجرّ الأصفر الصحراوي وأجواؤها الهادئة عالم يداعب المخيلة ويستقر في الذاكرة. ولاية توزر هي إحدى ولايات الجمهورية التونسية الـ24 ، و تقع الولاية جنوبي البلاد التونسية تحدها الجزائر شرقا، ولاية قفصة شمالا و ولاية قبلي من الناحيتين الشرقية والجنوبية.استطاع عديد علماء الآثار و المؤرّخين و الجيولوجيين بداية من سنة 1930 اكتشاف آثار (أواني و أدوات و أسلحة حجريّة و آلات صنعت من العظام) تدل على وجود الإنسان بمنطقة الجنوب الغربي إلى ما يزيد عن مائة و خمسين ألف سنة مضت في المثلّث الذي يمسح قابس ، قفصة ، توزر.منذ أربعة آلاف سنة قبل الميلاد (عصر المنتجين المربّين بالمغرب العربي) : اكتشفت آثار تعود إلى هذا العصر كالخزفيات و الرّسوم المنقوشة على الصّخور خصوصا بكهوف جبل المليحي قرب مدينة تمغزة حاليّا.منذ ألفي سنة قبل الميلاد تسرّبت إلى الجهة خصائص العصر البرنزي منها التي لها مساس بالثقافة الميغالية التي تميّزت باستعمال الحجارة الضّخمة والغيران الصّخرية و الحوانيت وهي القبور المحفورة في الصّخر.وقد أصبحت توزر اليوم قبلة المشاهير وتزدحم على فصول السنة مقاهيها ومطاعمها وأسواقها بكبار المخرجين والفنانين العرب والأجانب والصحفيين والسياسيين ونجوم الموضة وغيرهم من رموز المجتمعات الراقية أو المخملية . أما الرحلات السياحية إلى الواحات العديدة في المنطقة بين جبلية وصحراوية أو الرحلات التي يتم تنظيمها على متن القطار الملكي السابق الذي يعود إلى القرن التاسع عشر فمن أهم الفقرات السياحية الناجحة والمطلوبة جداً .وتشتهر المناطق الصحراوية بصناعة المنسوجات ذات الجودة العالية والتوشيات والرموز الخاصة ويعتبر «المرقوم» و «الكليم» من أشهر أنواع السجاد في المنطقة إلى جانب عدد من المنتجات التقليدية الأخرى في توزر أو المدن القريبة مثل «قبلي» أو «دوز» كالجلود والملابس الصحراوية والحلي والمصاغات والسعف وغيرها من المنتوجات الصحراوية المميزة.