يكثر الحديث هذه الأيام عن حزام الأمان وأهميته، وأن ربطة دليل على وعي السائق وحرصه على الأمن والسلامة، وهذا صحيح ولا غبار عليه, لكن لأن حزام الأمان قد حظي بزخم إعلامي وتوعوي فقد تولد عند البعض ما يشبه التزامن بين الوعي المروري وبين حزام الأمان، فإذا ذكر حزام الأمان ذكر الوعي المروري، وإذا غاب الوعي المروري غاب ربط حزام الأمان, وفي الحقيقة، فإن الوعي المروري أشمل وأعم من أن يقتصر على ربط حزام الأمان، وأن ربط حزام الأمان إنما هو أحد مظاهر الوعي المروري التي ينبغي لكل سائق أن يتحلى بها.إن لهذا الوعي المروري الذي تدعو إليه الحملة ا لإعلامية المرورية، ويدعو إليه المخلصون والمهتمون بسلامة الأفراد والمجتمع مظاهر متعددة، متى ما تحلى السائق بها والتزم بمتطلباتها دل ذلك على استشعار كبير لمسؤولية قيادة السيارة، وحرص على سلامة النفس والغير.فمن أهم مظاهر الوعي المروري،أولاُ الوعي بحق الله سبحانه وتعالى وأنه هو الحافظ والمستحق للتوكل عليه وحده, وأن من حفظ الله في حدوده وأوامره ونواهيه حفظه الله من كل سوء ومكروه ثانياُ الوعي بالمركبات التي نقودها. إن من أهم أصول قواعد السلامة التي ينبغي لكل سائق أن يكون على وعي وعلم بها المركبة أو السيارة التي يقودها, والوعي بالمركبة يجب ألا يقتصر على نوع السيارة أو موديلها أو بعض جوانب الاستخدام فيها، إنما الوعي أيضا بأهم الجوانب الفنية والإلكترونية التي تساعد على الاستفادة القصوى منها وقيادتها بشكل آمن, ثالثاُ الوعي بالطرق التي نسير فيها أو نسلكها. فمن نعمة الله سبحانه وتعالى أننا نسير في الغالب على طرق معبدة ومزودة بوسائل السلامة. والوعي بالطريق يقتضي من السائق أن يكون على علم وبصيرة بجميع العلامات والخطوط الأرضية ومدلولاتها التي تساعد السائق على القيادة الآمنة, رابعاُ الوعي بالأنظمة التي ينبغي إتباعها. وهذا الوعي بالأنظمة يحصل بالإيمان الكامل بأن الأنظمة المرورية إنما وجدت لحمايتنا وليس لمضايقتنا, وأنه كلما كان التزامنا بهذه الأنظمة أكبر كانت سلامتنا وسلامة الآخرين أكبر.إن الالتزام بالسرعة المقررة داخل المدن وعلى الخطوط السريعة لدليل كبير على مدى وعي السائق والتزامه بالأنظمة المرورية, خامساُ الوعي بأهمية ومدلولات الإشارات واللوحات الإرشادية التي تنظم السير.يصادف السائق أثناء قيادته كثيراً من الإشارات واللوحات الإرشادية التي تنظم السير، أو التحذيرية التي تنبه السائق على حالة الطريق، وإتباع ما تدل عليه هذه الإشارات دليل على وعي السائق, سادساُ الوعي بوسائل السلامة التي ينبغي التأكد من وجودها أو توفرها في السيارة أو الضروريات التي قد تبدو الحاجة إليها.إن كثيراً من السائقين وللأسف يغفل التأكد من توفر بعض الأشياء الضرورية في سيارته والتي قد لا يعرف قيمتها إلا إذا احتاج إليها, ومن هذه الأشياء التي ينبغي على كل سائق واع التأكد من وجودها في السيارة: حقيبة العدة، حقيبة الإسعافات الأولية، مثلث الأمان أو السلامة، طفاية الحريق، وغيرها.إن هذا الوعي الذي ندعو إليه لا يأتي في يوم وليلة، فهو مجموعة من الخبرات المتراكمة، بعضها يأتي من خلال التجربة والخبرة الحية بالممارسة والاحتكاك، وبعضها يأتي من خلال التعلم والتعليم, وإن أهم مصدر لهذا الوعي هو حرص السائق على تثقيف نفسه بنفسه وذلك من خلال القراءة وحضور المعارض التي تقام لهذا الغرض، وحضور الندوات والمحاضرات التي تتحدث عن بعض الجوانب المرورية، وسؤال أهل الاختصاص عما يشكل، وأخذ الدورات المتخصصة مثل دورات الإسعافات الأولية.إن أهمية السيارة كوسيلة مواصلات لا تخفى على أحد، فبدونها لا يمكننا الوصول إلى مقاصدنا وأعمالنا إلا بشق الأنفس، فهي بحق خير معين على توفير الوقت والجهد والمال وذلك بالطبع إذا أحسن استخدامها, ونقول ونؤكد إذا أحسن استخدامها ، لأن هذه الوسيلة قد تصبح نقمة لا قدر الله وقد تكون سبباً في ضياع الوقت، وتشتيت الجهد، وهدر المال وذلك إذا أسيء استخدامها.لذا كان لزاماً علينا جميعاً أن نكون على وعي كبير بهذه المركبة وما يرتبط بها من أنظمة وقوانين لنحمي أنفسنا ونحمي غيرنا، ونحفظ أوقاتنا وأوقات غيرنا، ونصون أموالنا وأموال غيرنا، ونوفر جهودنا وجهود غيرنا.والله الموفق،،،
أخبار متعلقة