14محافظات/ 14اكتوبر/متابعات:هناك بعض الأساسيات التي تعتبر أمراً مفروغاً منه بالنسبة للمدارس في البلدان المتقدمة، بما في ذلك المعلمون المهرة والأجواء المواتية لرفاه الأطفال. ولكن في اليمن، وهي أفقر بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كان هناك عدد قليل فقط من المدارس يضع مثل هذه التدابير في الاعتبار حتى وقت قريب.ولكن الزمن قد تغير، وقامت اليونيسف باستهداف ما لا يقل عن 11 مديرية. ومن التدخلات التي أحدثتها في هذه المديريات هو مفهوم (المدارس الملائمة للأطفال) والتي يوجد 90 منها الآن في خمس محافظات في مختلف أنحاء البلاد.مبادئ المدرسة الملائمة للأطفال بسيطة وهي: ينبغي أن تكون البيئة التعليمية آمنة وصحية. وينبغي حماية حقوق الأطفال وسماع آرائهم. وينبغي أن يكون المدرسون العاملون في المدارس مدربين ومجهزين بالمواد التعليمية الملائمة، مثل السبورات والأدوات المكتبية والكتب المدرسية.[c1]مدارس أنظف تعني طلاباً أسعد[/c]في المديريات المستهدفة في اليمن، تساعد اليونيسف السلطات المحلية على إبقاء المدارس الملائمة للأطفال نظيفة وآمنة، وعلى إبقاء المعلمين مدربين وكذلك على التأكد من أن لديهم الموارد اللازمة لتزويد الأطفال بالتعليم الجيد.ومدرسة خديجة بنت خويلد في مديرية المخا الواقعة في محافظة تعز هي مثال ناجح للمدرسة الملائمة+ للأطفال. ففناء المدرسة والفصول الدراسية نظيفة بشكل ملحوظ، وجدران المدرسة مزينة بالصور الجميلة. والأهم من ذلك كله أن التلاميذ سعداء وأصحاء.وتقول حديثة، وهي تلميذة مرحة في الصف السادس: “أنا أحب المدرسة وأتعلم شيئاً جديداً كل يوم أذهب إليها» .[c1]صحة البيئة والنظافة[/c]مع التركيز على البيئات النظيفة ومرافق الصرف الصحي، تعتبر المدارس الملائمة للأطفال ملائمة بشكل خاص لتعليم الفتيات. وفي الواقع، يمكن أن يكون وجود مراحيض منفصلة للجنسين عاملاً رئيسياً في تحديد ما إذا كانت اليافعات يمكنهن حضور المدرسة.ومعظم المدارس الملائمة للأطفال أيضاً تهتم بوجود نوادٍ للطلاب خاصة بالمياه وصحة البيئة والنظافة الشخصية. وأعضاء النوادي يتأكدون من الحفاظ على مدارسهم مرتبة ويقومون بتشجيع النظافة وصحة البيئة داخل الصفوف وخارجها. كما أنهم يشجعون أقرانهم على غسل أيديهم بالصابون بعد استخدام الحمام وقبل وجبات الطعام، ويقدمون النصائح لأسرهم بشأن تنظيف الأواني المستخدمة في إعداد الطعام.وتقول جينا، 16 عاماً، وهي عضوة في نادي المياه وصحة البيئة في مدرسة عامر بن علاس في مديرية صبرا بمحافظة إب: “إن هذا أمر مهم جداً لأنه يحمي صحتنا ويقينا من الأمراض”.[c1]زيادة معدلات التحاق الفتيات بالمدارس[/c]لزيادة معدلات التحاق الفتيات بالمدارس - والتي لا تزال أقل في اليمن عن البلدان الأخرى في المنطقة - تساعد اليونيسف في توظيف المعلمات في العديد من المدارس الملائمة للأطفال. وكانت هناك نتائج ملحوظة لذلك.ففي عام 2006، على سبيل المثال، تم تعيين 70 معلمة في المدارس الملائمة للأطفال في مديرية بيت الفقيه في محافظة الحديدة. وبعد ثلاث سنوات، تضاعفت نسبة التحاق الفتيات، من 24 في المائة إلى 48 في المائة. كما لوحظت اتجاهات مماثلة في المحافظات الأخرى المستهدفة.ويقول قاسم الشاذلي، مدير مكتب التربية والتعليم في مديرية المخا: “في الماضي، كانت الفتيات يجلسن في مؤخرة قاعة الدرس وكان الفتيان يجلسون في الصدارة. ولكن الآن هناك صفوف للبنات وصفوف للأولاد. كما أن لدينا الآن تفاعلا جيدا مع الأسر، ولقد لاحظنا تغييراً فيما يتعلق بالأطفال. حيث إنه لديهم فرص للتعلم واللعب، وانخفضت معدلات التسرب من التعليم. “[c1]تأثير إيجابي[/c]يشير السيد الشاذلي إلى أن وجود المعلمات حسن العلاقة بين الأمهات والمدارس.و يقول: “في الماضي، كانت الأمهات نادراً ما يجئن إلى المدرسة، لأن الرجال فقط كانوا موجودين هناك. والآن الأوضاع اختلفت، حيث تأتي الأمهات إلى المدرسة مع أطفالهن لحضور الاحتفالات والمناسبات الأخرى. وتشعر الأمهات بالفخر لأن بناتهن في المدرسة. لكن ما يهم حقا هو الأثر الإيجابي على الأطفال أنفسهم. ويرى السيد الشاذلي أن الطلاب في المدارس الملائمة للأطفال - وخاصة الفتيات - عادة ما يكونون أكثر حماساً للتعليم من أقرانهم في المدارس العادية.وتوافق جينا قائلة: “لقد بدأنا نفكر في المستقبل، لأننا نعتقد أن النساء المتعلمات يربين أطفالهن بطريقة أفضل.