سطور
عوض سالم باسويدان ..في زحمة الأذواق الشعرية المتشابكة ووضوح ألوانها النائية المتداولة في الساحة الأدبية، وبعد تذوق لا بأس به للعطاءات التي تزخر بها القصيدة الشعبية ذات اللهجة الدارجة. أجد نفسي مشدوداً لمتابعة وسماع نتاجاته الشعرية ولست هنا في مقام ذكر سبب اللقب أو نشأته الشعرية ولكنني بحاجة إلى إنصاف هذا الرجل المعطاء صاحب الكلمة المتعددة المعاني غزيرة الهدف والتي من خلالها صار يتمتع بشعبية جارفة في كافة المنتديات والجمعيات والملتقيات والمحافل والجلسات العامة والخاصة.لقد واصل الشاعر شيخ صبري عطاءاته الشعرية وأجاد فيها كل الألوان الشعرية دون استثناء (المدح والغزل والهجاء والرثاء) متفوقاً على غيره مواكباً الأحداث والموضوعات في أدائه، كونه نشأ وترعرع على قراءتها وسماعها.قدم كثيراً من القصائد المميزة التي يعبر من خلالها عن موافقه مع أصدقائه ومحبيه مبيناً فيها سمو أسلوبه برموز ومعان بعيدة يختلف الآخرون في تأويلها وتداولها .إن القضاء والقدر لا يستطيع أحد أن يرده فيمن أحب برحيل كوكبة من الشعراء والأباء والفنانين خلال الأشهر القليلة الماضية ويحضرنا ذكر.. الفنان رضوان محمد عبده والأستاذ الأديب والشاعر عميد منتّدى بَاسويدان الثقافي محمد نعمان الشرجبي، والفنان سالم عبدالله المولد والأستاذ الأديب الشاعر الناقد عبدالرحمن إبراهيم والأستاذ الشاعر المناضل شيخ محمد صبري.. أحد رواد الشعر الشعبي الأصيل بعد حياة حافلة بالعطاء والحضور المتميز، خسرناه رجلاً كريماً عزيزاً وعشقناه ببساطته وطبيعته قبل شعره الذي يدخل إلى القلوب دون استئذان.كان رحمه الله ودوداً رحيماً مرهف الإحساس تميز إلى جانب شعره بدماثة خلقه وعشقه للسفر، ظل بيته طول فترة حياته ملتقى للجميع ممن يهوون الدخول إلى مملكة أدبه ونضاله خدمة للوطن تميز بحضوره الدائم إلى منتدى باسويدان الثقافي والفني عضواً متميزاً عن غيره برغم المسافات التي كان يقطعها للوصول إلينا إلا أننا نجد فيه تلك الابتسامة الطيبة المقرونة بنظرة الشوق لمن حق له من رواد المنتدى كان رحمه الله متحدثاً جديراً ومحاوراً بليغاً ومستمعاً منصتاً ما إن تفارقه تشتاق إليه.إن الأستاذية سعت إليه من موقعه كما عرفت عنه أستاذاً ومربياً فاضلاً وأباً تربوياً قديراً، أحب الوطن وقدم له العديد من نتاجاته الشعرية والأدبية مناضلاً دؤوباً..تم تكريمه من قبل فخامة رئيس الجمهورية/ علي عبدالله صالح حفظه الله - بوسام الوحدة 22 مايو..ومما لاشك فيه إن غياب مثل هذا الشاعر الشامل المتمكن سوف يترك فراغاً وأثراً ملحوظاً في الوسط الأدبي.. سائلين المولى أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح جناته. وإنا لله وإنَّا إليه راجعون.[c1]* رئيس منتدى باسويدان الثقافي والفني[/c]