تجاهل بيانات حرق قش الأرز المؤكدة بالأقمار الصناعية
القاهرة / متابعات:نشرت صور الأقمار الصناعية، التي ترصد أرقام وبيانات حرائق قش الأرز، “ التي تجاهلت وزارة البيئة إرفاقها ضمن التقرير السنوي عن نوبات تلوث الهواء الحادة لعام 2009، الذي أرسلته إلى الحكومة المصرية وبينت أن عدد الحرائق في المحافظات التي تزرع الأرز بلغ 148، مقارنة بـ106 حرائق في 2008، وفى شهر أكتوبر بلغ عدد الحرائق 290 مقارنة بـ205 حرائق في 2008، وبلغ عدد الحرائق في النصف الأول من شهر نوفمبر والذي يعتبر نهاية موسم الحرق 17 حريقاً مقارنة بـ11 حريقاً فقط في العام 2008، مع الوضع في الاعتبار أن القمر الصناعي يلتقط صور الحرائق مرتين يومياً، في 11 صباحاً و11 مساءً، وهى أوقات عادة لا تشهد إشعال الكثير من الحرائق، خاصة أن المزارعين يقومون بعمليات حرق القش في ساعات متأخرة من الليل ، وتنطفئ بمجرد الشروق.وكانت كل المؤشرات والبيانات والصور، التي لم ترسل إلى الحكومة المصرية أكدت أن سحابة سوداء تصاعدت آثارها خلال عام 2009، بشكل يفوق الأعوام السابقة ، الأمر الذي نفاه المسئولون عن التقرير في وزارة البيئة ، بتأكيدهم أن التركيزات المرصودة بالقاهرة الكبرى لكل ساعة خلال 2009 كانت أقل من التركيزات المرصودة خلال العامين الماضيين، باستثناء ساعتين يوم 12 ويوم 18 سبتمبر، وأنه حدث تحسن في متوسط التركيزات التي رصدت خلال النصف الأول من أكتوبر 2009، مقارنة بنفس الفترة في 2008، وأن المتوسط العام لتركيزات الأتربة الصدرية بالقاهرة لم يتجاوز حدود الإنذار خلال هذه الفترة إلا ساعة واحدة يوم 13 أكتوبر، ويؤكد التقرير أن البلاد تعرضت من منتصف أكتوبر حتى نهايته إلى رياح جنوبية وجنوبية غربية كانت محملة بالأتربة من الصحراء الغربية وصحراء شبة الجزيرة العربية، أدت إلى زيادة تركيزات الأتربة، واستمرار تأثيرات الأتربة وتجاهل آثار حرق القش، وقال التقرير إن البلاد استمرت تحت تأثير هذه الرياح خلال النصف الأول من نوفمبر، مما أدى إلى زيادة تركيزات الأتربة خلال أيام 4، 5 ،7 ،8 نوفمبر 2009.وقد جاء في التقرير أيضاً أن نسبة عدد الساعات التي تخطت فيها تركيزات الجسيمات الصلبة الصدرية حاجز تركيز 300 ميكروجرام/ متر مكعب خلال الفترة من 17 أكتوبر إلى 9 نوفمبر 2009 تمثل حوالي 24 % من إجمالي العدد الكلي، وأنه بخصم هذه النسبة التي سببتها العاصفة الترابية يتبين أن عدد الساعات التي تخطت الحاجز تبلغ حوالي 39 ساعة، من سبتمبر إلى نوفمبر، وأنه في حالة المقارنة بالأعوام السابقة يتضح وجود تحسن نسبي مقداره 2,5 % بالمقارنة بعام 2008، و54 % مقارنة بعام 2007، وأن من أهم النتائج التي رصدها التقرير لعام 2009 أن التركيزات المرصودة خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر 2009 لم يكن مصدرها حرائق قش الأرز بالدلتا نتيجة اتجاهات الرياح خلال تلك الفترة. والملاحظ أن تقرير وزارة البيئة الذي نفى أي صلة لحرق قش الأرز بالسحابة التي غطت القاهرة العام الماضي، أسهب في شرح وتوضيح جهود الوزارة خلال العام الماضي في تدوير قش الأرز، وعدد الشركات والمعدات التي شاركت في عمليات الجمع والكبس والتدوير، هذا وقد شمل التقرير جهود الوزارة في الحد من الحرق المكشوف للمخلفات الصلبة، لمواجهة تلوث الهواء، بالإضافة إلى توفيق أوضاع المصانع الكبرى ومشروعات مكافحة التلوث الصناعي.وزارة البيئة في ردها أرسلت مجموعة من الصور التي تضمنها التقرير المرسل إلى الحكومة المصرية ، توضح توزيعات الرياح خلال شهري أكتوبر ونوفمبر لعامي 2008، 2009 اللذين شهدا تشابهاً كبيراً في اتجاهات الرياح وهى شمالية إلى شمالية شرقية وأن معدلاتها كانت طبيعية، وأن النصف الثاني من الشهر شهد رياحاً جنوبية إلى جنوبية شرقية، وجنوبية غربية، استمر إلى التاسع من نوفمبر، وهو ما زاد من تركيزات الأتربة العالقة.