منطلقات اليمانيين في صناعة حياتهم ٍعلى الأرض،هي نفسها بالأمس واليوم وغداً،مثلهم مثل كل شعوب الأرض، الذين أرادوا أن يعمموا ويشيعوا الخير لكل إنسان،وأن يشركوا كل الناس في صناعة حاضرهم ومستقبلهم الأجمل،وأن يرسخوا الديمقراطية الوطنية بين الأفراد والجماعات،ويقيموا العدل والمساواه بينهم،وفقاً للدساتير والقوانين والنظم المستوعبة والمرعية من قبلهم جميعاً.ولكن لكي تتحول هذه الأحلام والطموحات المشروعة إلى واقع،كان لابد من العناء والتعب والتضحيات،لأن ليس كل مايتمناه الناس يدركوه،فتجري الرياح بما لاتشتهي السفن فقد تعرض بعد 1962م،النظاوم الجمهوري،للمقاومة من بقايا وركائز النظام الكهنوتي ولكن بقوة الإرادة الشعبية في التغيير أنتصرت الجمهورية، وأنطلقت الثورة في الجنوب لطرد المحتل من جنوب اليمن،وانتزاع الاستقلال.وكانت المهمة اللاحقة هي الإعداد والتحضير لإعلان الدولة اليمنية الواحدة،على امتداد الحدود التاريخية لليمن الطبيعي كله، وبالرغم من كل المعوقات والصعوبات والمحاذير والمؤامرات الخارجية،فقد جرى إعلان الدولة اليمنية الواحدة في 22مايو1990م،وصارت تلك المنجزات الثورية من الثوابت الوطنية التي لايمكن للشعب اليمني التفريط بها وبأهدافها الإستراتيجية مهما كانت الظروف والملابسات والصعوبات والتعقيدات،سواء جاءت من الداخل أو الخارج،وجاءت عملية استخراج الثروات الطبيعية بعد إعلان الدولة اليمنية الواحدة،لتضعنا أمام أهداف الثورة والجمهورية وتعزيز الوحدة الوطنية الديمقراطية،وجهاً لوجه.وكان المنطلق الجديد هو تحرير الإنسان اليمني من أميته وجعل الصحة والتعليم مجاناً وللجميع،وكذا العمل والسكن،وإقامة بنية تحتية حديثة ومعاصرة على طول البلاد وعرضها،وليس فقط بنية تحتية خدمية،بل بنية تحتية كقاعة للإنتاج الكبير والواسع في الزراعة وفي صناعة البتروكيماويات،لأن هذا هو الطريق الوحيد لتحرير الإنسان اليمني من الفقر والجوع والمرض والبطالة،وضعف فاعليته الإجتماعية السياسية والإقتصادية والثقافية.ولكي نواصل نضالنا الوطني الديمقراطي بجدارة واستبسال،لابد لنا الآن أن نقيم ونراجع تجاربنا السابقة،،بشجاعة المصارحة والمكاشفة،وبأن تجرى أمورنا اليوم بشفافية وعلانية،وبعيداً عن المكايدات السياسية واسقاط التهم على أنفسنا وعلى الآخرين،وأن نزيح الإنتهازيين والنفعيين والوصوليين الفاسدين عن طريقنا مباشرة وميدانياً ووجهاً لوجه،وأن نخرج من دوائر افتعال الأزمات وخلق الصراعات الثانوية،حتى لوكانت تحت لافتات دينية إننا معشر اليمانيين فادرون على اجتراح المآثر التاريخية اليوم كما فعلنا في تاريخنا القديم،وأن تقدم أنفسنا للعالم نموذجاً وقدوة ومثالا يمكن الإقتداء به من حيث النظام السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي الذي ننشده لأنفسنا كدولة وكمجتمع،وفي صنعه نظام علاقاتنا بالآخر من الأقربين والأبعدين،المهم في هذا أن يكف قاداتنا عن العبث والإسراف في إنفاقاتهم الشخصية،لينعم الجميع بالخير الوفير،فاليمن واعده بكل خير إذا أنصفنا وعدلنا وتواضعنا،وسادت بيننا روح التعاون والمساعدة المتبادلة والتكافل الإجتماعي والمتكامل في الأدوار بين من هم في القيادة أوخارجها،فكلناً مسؤولونعن حاضرنا ومستقبلنا.إن النهوض باقتصادنا الإنتاجي هو عنوان مستقبلنا لا لنظل مجرد سوق نستهلك منه مايأتينا من الخارج،لأن هذا وحده هو معيار الشرف والكرامة الإنسانية للمواطن اليمني،وهذا وحده هو ضمان حقوق الأجيال القادمه في مجتمعنا،وفي هذا السياق ينبغي أن تكون برامج الأحزاب وخطط الدوله،لأننا نقر جميعنا بأن الإنسان هو أغلى رأسمال.والإنسان كان دائماً وأبداً هو هدف التنمية المستدامة ووسيلتها في الوقت ذاته،وما أحوجنا اليوم أن نتصالح ونتسامح وأن نتخلص من جشعنا وأنانيتنا وحب الذات المفرط، وإلاّعدنا جميعاً إلى المربع الأول.
أخبار متعلقة