حدث وحديث
قبل 18 عاماً وفي مثل اليوم في 30 نوفمبر 1989م كانت مدينة عدن الباسلة على موعد مع زيارة تاريخية لقائد وطني جسور.. وخرجت لاستقباله وبترحيبه عفوياً جماهير واسعة من نساء ورجال وشباب وشيوخ أبناء عدن والمناطق والمحافظات المجاورة لها ولازال الكثير منا يتذكر المشاعر الفياضة والفرصة المرسومة على جبين المرحبين ببشائر وحدة الوطن أرضاً وشعباً بزيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله.عرف عن فخامة الرئيس منذ انتخابه من قبل مجلس الشعب التأسيس لتوليه رئاسة الدولة في 17 يوليو 1978م نزعته الوطنية والوحدوية المفرطة من خلال خطابه الأول وأحاديثه اللاحقة وبرغم المعارضة لتوجهاته الوطنية الجادة في محيط السلطة خلال الأعوام الأولى لعهده الميمون بسعيه لتعزيز الوحدة الوطنية من خلال دعوته للمعارضين بعدن والذي كانويقودن أعمال العنف والتخريب في المناطق الوسطى لعودتهم لصنعاء للمشاركة السياسية في الحوارات الواسعة لتأسيس المؤتمر الشعبي وقد لقيت دعوة فخامة الرئيس هذه ترحيباً لعودة عدد واسع من كانوا يسمى بالجبهة الوطنية خلال السنوات الأولى من ثمانينات القرن الماضي.وفي 2 ديسمبر 1981م كانت المبادرة الأخوية والشجاعة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح لزيارته لعدن لعقد لقاء قمة وهي الزيارة الأولى لرئيس الدولة لشطرنا الشمالي حينها لتطوير أفاق التعاون الوحدوي وتهيئة الأجواء بين الاشقاء ولعبت هذه الزيارة دوراً لعودة أعدادً كبيرة من القيادات المعارضة لصنعاء بعد ضمانات وترحيب القائد علي عبدالله صالح لهم مؤكداً شعاراته والتزاماته الوطنية بأن الوطن يتسع للجميع.وكالة الأنباء نوفستي وهي وكالة للأنباء الرسمية التابعة للاتحاد السوفيتي قراءة لمحررها السياسي تقريرياً اخبارياً عن خطوات التقارب بين شطري اليمن جهود الزعيم اليمني علي عبدالله صالح بزيارته الشجاعة لعدن وهي أول زيارة لرئيس من صنعاء لعدن حيث لم يتمكن قبله أربعة زعماء وهم السلال والارياني والغشمي والحمدي كما أشارت وكالة نوفستي في تحليلها الاخباري إلى التوجهات الجادة للرئيس علي عبدالله صالح بترتيب الوضع السياسي الداخلي بصنعاء من خلال عودة عدداً من القيادات المعارضة المقيمة في عدن وصنعاء ودعوته لهم للمشاركة السياسية في أعمال المؤتمر الشعبي العام عند تأسيسه وتواصل لقاءاته وتواصله مع القيادة في عدن في الخطوات الوحدوية المشاركة من خلال إقرار مشروع دستور دولة الوحدة المرتقبة والذي تم التوقيع عليه من قبل رئيس اللجنة الدستورية الأستاذ / عبدالله غانم من عدن وحسين الحبيشي عن صنعاء بتاريخ 30 نوفمبر 1981م.وتوقع المحرر السياسي لوكالة نوفستي السوفيتية في تحليله الإخباري بأن اليمن بشطريه سوف يشهدا استقراراً وخطوات لتعزيز علاقة الثقة لمصلحة الشعبين منذ قدوم وتولي الرئيس / علي عبدالله صالح للسلطة في صنعاء واشار التحليل الإخباري بوصف الرئيس صالح بالزعيم الوطني الذي يضع المصالح العليا لشعبه في مقدمة أجندة أعماله السياسية وتوقع بتوحد شطري اليمن بعهد فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح.. مطالباً القوى الوطنية في التحالف معه سعياً نحو تحقيق الأهداف الوطنية والقومية وللتصدي للمخططات الخارجية هذا التحليل الإخباري في بداية الأعوام الأولى لثمانيات القرن الماضي.لقد جسد فخامة الرئيس نزعته الوحدوية بزيارته التاريخية في 30 نوفمبر 1989م لعدن للتوقيع على اتفاقية الوحدة المباركة.وفي الأمس وبمناسبة الذكرى (40) لعيد الاستقلال و(18) لتوقيع اتفاقية الوحدة عزز فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح توجه نزعته الوطنية بدعوته للقيادات بالخارج بالعمل السياسي بالداخل أو العيش مكرمين في بلادهم ومنحهم دون استثناء وسام الوحدة من الدرجةالأولى تقديراً لنضالاتهم ضد المستعمر البريطاني ومشاركتهم بأعادة وحدة وطن 22 مايو.كما تم التوجه بسرعة إنجاز ما تبقى من تداعيات حرب صيف 1994م.. فعلى الجميع وضع المصالح العليا للوطن فوق أي اعتبار بعد التوجيه باطلاق الموقوفين على ذمة أعمال خارجة عن القانون والعمل وفقاً للقانون لممارسة حقوقهم السياسية من خلال أحزابهم لتجسيد التداول السلمي للسلطة من خلال إرادة الناخب تحت راية وطن 22 مايو.