القاهرة / 14 أكتوبر / متابعات :
تحدث الفنان خالد الصاوي عن تجربة صعبة مر بها في حياته، والتي تتعلق بإدمانه للممنوعات. في حواره مع الإعلامي أنس بوخش في برنامج ABtalks، كشف الصاوي تفاصيل هذه المرحلة الحرجة التي أثرت بشكل كبير على حياته وصحته.
وتحدث خالد الصاوي عن بداية رحلته مع الممنوعات، وأشار إلى أنه كان يعيش حياة مزدوجة، حيث تداخل النجاح الفني مع التدهور النفسي وقال: "في البداية، كنت أعتقد أنني أستطيع التحكم في الأمر، وأنني أستطيع الاستمرار في العمل والفن، بينما أتجاهل المشاكل التي كانت تتزايد من حولي"، ومع مرور الوقت، اكتشف أن الممنوعات كانت تسيطر على حياته بشكل تدريجي، مما أدى إلى تدهور حالته الصحية والنفسية.
وتابع خالد الصاوي: "كنت أشعر وكأنني عالق في دوامة لا نهاية لها، وفي كل مرة كنت أقول لنفسي إنني سأخرج منها، كنت أعود للغوص فيها بشكل أعمق"، هذه الدوامة لم تكن مؤلمة فقط على المستوى الشخصي، بل أثرت أيضاً على علاقاته مع أسرته وأصدقائه، وخصوصاً والدته، التي كانت تمثل له الداعم الأساسي.
وتعرض خالد في مرحلة ما لأزمة قلبية مفاجئة استمرت لمدة أربع ساعات، مما كان بمثابة جرس إنذار له، وقال: "خلال تلك اللحظات العصيبة، أدركت أنني لم أعد أعيش، بل كنت أبحث عن طريقة للهروب من نفسي"، هذه الأزمة كانت بمثابة نقطة التحول التي أجبرته على إعادة التفكير في مسار حياته.
وأكمل خالد الصاوي: "فكرت في والدتي، في كل ما قدمته لي، وأدركت أنني لا أستطيع أن أتركها تعاني من فقداني. قررت في تلك اللحظة أنني بحاجة إلى تغيير جذري"، هذه اللحظة كانت بداية جديدة لخالد، حيث بدأ رحلة التعافي وتحرير نفسه من براثن الإدمان.
بدأ الصاوي بعد تلك الأزمة في اتخاذ خطوات فعالة نحو التعافي، حيث اتجه إلى الله بالصلاة والدعاء، موجهًا كل تفكيره نحو تحقيق الشفاء. قال: "قررت أن أبتعد عن كل ما يذكرني بالماضي، وأقمت نظام حياة جديد يعتمد على الصحة الجسدية والنفسية".
أوضح خالد الصاوي أنه بدأ بممارسة الرياضة بشكل يومي، حيث اعتبرها وسيلة للشفاء والتخلص من الضغوط النفسية. موضحاً أن ممارسة الرياضة غيرت حياته، وأعادت له قوته مرة أخرى، كما قام بتبني نمط غذائي صحي، وتوجه نحو القراءة والمطالعة، مما ساعده في تعزيز ثقته بنفسه.
ولم يكن الصراع مع الممنوعات هو التحدي الوحيد الذي واجه خالد الصاوي، بل كان هناك أيضاً مرض فيروس سي الذي أصابه في وقتٍ كان يحاول فيه التعافي.
وتحدث عن هذه القصة قائلاً: "عندما علمت أنني مصاب بفيروس سي، كان ذلك بمثابة ضربة قاسية لي"، ورغم ذلك، اتخذ قراراً بمواجهة هذا التحدي بنفس الروح القتالية التي اعتمدها للتغلب على الإدمان.
وأشار: "استعنت بالأطباء المتخصصين، وبدأت العلاج بجدية. كان لدي إيمان قوي بأنني سأتعافى من كل ما مررت به"، وبفضل العزيمة والإرادة، تمكن من استعادة صحته والعودة إلى حياته الطبيعية.
وفي خضم تلك التحديات، واجه خالد صعوبات مالية كبيرة، حيث كان دخله الشهري لا يكفي لتغطية تكاليف العلاج. وأضاف: "كان من الصعب جداً أن أخفي حالتي عن زملائي في الوسط الفني، وكنت أشعر بالخجل من ذلك"، لكن بدلاً من الاستسلام، قرر البحث عن حلول بديلة. بدأ خالد بالتركيز على مشاريعه الفنية، حيث استغل مواهبه في الكتابة والإخراج لإنتاج أعمال فنية جديدة تعكس تجاربه الشخصية، ووصف حالته قائلاً: "الفن كان بمثابة المنفذ لي، حيث استطعت من خلاله التعبير عن ما مررت به، كما أنني أريد أن أكون مصدر إلهام للآخرين".