التعليم العالي والتقني بين الصعوبات والطموحات..
عدن / 14 أكتوبر/ خاص :
- الوطن بحاجة إلى عمل وتعليم وتنمية .. غير هذا سنظل محلك سر
- شروط الابتعاث نعلنها على موقع الوزارة الإلكتروني وأوائل الثانوية العامة في مقدمة المبتعثين
- نركز على التخصصات الطبية والهندسية و التقنية في الابتعاث
- أصدرنا قرارا بإيقاف إنشاء الجامعات الداخلية إلا إذا طابقت الشروط القانونية
- تحقيق ثورة حقيقية في التعليم الفني لن يتحقق إلا بوجود استراتيجية متكاملة
للتعليم العالي والبحث العلمي في بلادنا مشاكله ومشاغله التي تثار بين الحين والآخر عند كل من يهمه امر هذا المساق الحيوي الهام من طلاب جامعيين في داخل البلد وباحثين عن الالتحاق بالمنح الدراسية في الجامعات الخارجية، وباحثين اكاديميين وغيرهم.
ولأن المسؤول عن هذه المهام هي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي اوكل اليها ايضا الاضطلاع بمهام التعليم الفني والتدريب المهني .. ارتأت ١٤ اكتوبر أن تطرح على طاولة معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور خالد الوصابي عددا من التساؤلات التي تطرح هنا وهناك حول هذه المجالات.. فقدم لنا مشكورا اجوبة لها بكل رحابة صدر.
سألناه في البداية عن مهام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؟
- طبعا اللائحة التنظيمية الصادرة في العام 2010م حددت مهام التعليم العالي، ويشمل اربعة قطاعات رئيسية:
- قطاع البحث العلمي الذي يهتم بتطوير برامج البحث العلمي وقدراته وبتمويل البحوث العلمية.
- قطاع التخطيط: يقوم برسم استراتيجية للوزارة والقطاعات المختلفة والاشراف على تنفيذ خطط الوزارة سواء الاستراتيجية أو الخطط السنوية التدريبية.
- الشؤون التعليمية :يشرف على الجامعات الحكومية و الاهلية وتطوير برامجها التعليمية والاعتماد الاكاديمي لها، والغاء البرامج المخالفة لها.
- وقطاع البعثات. المسؤول عن ابتعاث الطلاب للدراسة الجامعية في الخارج لمساقي البكالوريوس والدراسات العليا والاشراف على الملحقيات في الخارج، وبالخارج.
عملية الابتعاث
## دعنا نبدأ بالابتعاث.. كيف تسير هذه العملية وماهي الشروط المطلوبة للطالب المبتعث؟!
شروط الابتعاث نعلنها سنويا على موقع الوزارة الالكتروني.
طبعا يأتي اوائل الجمهورية في الثانوية العامة في آخر عامين دراسيين في مقدمة المبتعثين. ثم نقوم بإجراء امتحان مفاضلة لهؤلاء الطلاب في أربعة مراكز رئيسية في محافظات عدن وحضرموت وتعز ومأرب. فيتم ترتيب الطلاب في كل محافظة وفقا لنتيجة الثانوية العامة بنسبة %30 ونسبة امتحان المفاضلة %70..ثم نعلن النتيجة رسميا، بعدها نترك فرصة للتظلم لأي طالب تقدم إلى الامتحان أن يتظلم كنتيجة.
بعد ذلك يتم توزيع المنح الدراسية على المحافظات. وذلك بنسبة %50للمحافظات الجنوبية و%50للمحافظات الشمالية.
وتقسم هذه المنح وفقا للكثافة السكانية لكل محافظة.. فمثلا من المحافظات الجنوبية تكون الأعلى عدن، لحج ، حضرموت ، الضالع ، وهكذا شبوة ، ابين، المهرة وسقطرى..وهكذا بالنسبة للمحافظات الشمالية. على أن تأخذ كل حصة محافظة بحسب تسلسل الطلاب وفقا للتقديم.
هذه طبعا المعايير الرئيسية لابتعاث الطلاب إلى الخارج.
نحن حقيقة الآن بعض الدول يتم التقديم بها مباشرة وتقوم هي بإجراء المفاضلة بين طلابنا المبتعثين اليها كروسيا ومصر التي بدأت بهذا النظام من العام الماضي. وبعض الدول فتحنا معها آفاقا جديدة للتعاون الثقافي..لكن نحن ايضا بصدد رسم استراتيجية جديدة للابتعاث، لأن الابتعاث في المرحلة السابقة يحتاج إلى تطوير وإعادة دراسة ورؤية جديدة. ونحن بصدد تنفيذ هذه الاستراتيجية بالتدريج التي ستختلف عن الوضع السابق.
# وماهو نوع التخصصات التي يبتعث اليها الطلاب؟
طبعا التخصصات المطلوبة التي نركز عليها للابتعاث هي التخصصات الطبية والهندسة والتقنية وهذا يختلف من دولة إلى أخرى. ففي دول مثل الصين والمجر وتركيا..نركز على التخصصات الهندسية.
أما ما يتعلق بمصر الشقيقة فأن معظم المنح هي للتخصصات الطبية.. أما المغرب فهناك منح في التخصصات التقنية وهناك ايضا بعض المنح لتأهيل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات اليمنية، إضافة إلى وجود 20 منحة جامعية في مختلف التخصصات. ايضا الجزائر هناك منح هندسية بدرجة رئيسية وبعضها طبية وطب اسنان هذا توزيع الخارطة بشكل عام. واشير إلى أن مستوى طلابنا سنويا يرتفع في دول الابتعاث.. ويحققون نتائج مشرفة . وهذا إن دل على شيء انما يدل على آلية الاختيار والفرز التي تعمل بها الوزارة والتي تمكنت من خلالها من ايفاد الطلاب الأفضل للدراسة الجامعية في الخارج. ابناؤنا المبتعثون في الخارج الان يبدعون بعضهم استطاع امتلاك براءة اختراع ويعملون بحوثا منشورة في ارقى الدوريات العلمية الدولية. ونحن دائما نسلط الضوء على هؤلاء الطلاب في موقع الوزارة الالكتروني.
طبعا لدينا اشكالات لبعض المحافظات التي تعاني من تدني مستوى التعليم العام فيها..لكن نحن سنحاول وضع آليات ومعالجات لهذه المعضلة في القريب العاجل.
منح الدراسات العليا
## ومنح الدراسات العليا تعطى في أي تخصصات.؟
نفس الشيء.. فمنذ العام 2021م تقريبا أنا اتكلم عن موفدي التعليم العالي..هناك موفدو الجامعات والعسكريون والامنيون تبع وزارتي الدفاع والداخلية.. أنا أتحدث عن موفدي التعليم العالي وبدرجة رئيسية الطبية والهندسية والتقنية.
طبعا نوفد بعض التخصصات التي تتعلق بالقضاء والشؤون القانونية بالمغرب لأنها متميزة في هذه الدراسات.
شروط إنشاء الجامعات الأهلية
## معالي الوزير نتجه إلى الشؤون التعليمية، وإلى الجامعات الاهلية...ماهي الشروط القانونية لانشائها؟
طبعا الوزارة منذ العام 2021م اصدرنا قرارا بإيقاف أي تراخيص بإنشاء جامعات اهلية جديدة.. الا إذا كانت مطابقة للشروط القانونية، وانت تلاحظ الآن أننا سمحنا فقط بفتح جامعتين بالعاصمة المؤقتة عدن خلال الثلاث سنوات الماضية. وهاتان الجامعتان استوفتا شروط قوانين انشاء الجامعات. فلديهما مبان ومساحات ومختبرات بعكس ماكان يتم سابقا من فتح جامعات في شقق مستأجرة ..هذا توقف تماما لأننا الزمنا كافة الجامعات بوضع ضمانات مصرفية في وزارة التعليم العالي وايضا الزامها بعدم فتح أي برنامج جديد الا عبر الالتزام بكافة الشروط بما فيها ضرورة وجود مبان لها خاصة بهذه البرامج..وهذا نطبقه حتى على الجامعات القديمة..ولكن نحن نقول بأن العملية هي عملية متوازنة فالجامعة تشكو من تدني السوق وتدني الوضع المعيشي في البلد. فالارتقاء بالمستوى التعليمي لهذه الجامعات في البلد وتطوير هيئتها التدريسية ومناهجها ومعاملها هو أمر مكلف بالنسبة لهذه الجامعات، نظرا لتدني الرسوم فيها.. التي لاتتجاوز الألف دولار..في حين الرسوم الجامعية تصل في بعض الدول العربية إلى 22 الف دولار. فحقيقة حتى تكون هناك جودة في التعليم لابد ان يترافق ذلك مع قدرات المجتمع الاقتصادية.. لأنه لابد ان نوازن بين جودة التعليم وقدرة المجتمع على الايفاء بمتطلبات التعليم الاهلي.
ومع ذلك نحن في ظل هذه المعاناة نحاول أن نحسن مخرجات هذه الجامعات.
## رؤيتكم لتطوير التعليم الجامعي؟!
تطوير التعليم الجامعي لن يتأتى الا بتطوير البرامج التعليمية فيها والسعي نحو تصنيف وفق معايير اكاديمية وبحثية وتطوير برامج البحث العلمي والزام الجامعات الحكومية باعتماد مايقرره المجلس الاكاديمي الأعلى وكذا التأهيل المستمر لأعضاء هيئة التدريس. ونحن عملنا منحا بحثية لأساتذة الجامعات.
كل هذه تصب حقيقة بتطوير منظومة التعليم الجامعي لكن كما أقول دائما يد واحدة لاتصفق، والنجاح لن يكون بجناح واحد، فإذا لم تتوفر هناك امكانيات حقيقية لتطوير البنية التحتية للجامعة، فأنا لا أستطيع أن ألزم الطالب عضو هيئة تدريس في الجامعة ببحث علمي ولايوجد معمل، ولاتوجد كهرباء في الجامعة، ولاتوجد مواد البحث، ولايوجد عنده قيمة النشر في الدوريات العلمية، ويجري يوميا خلف لقمة عيشه واطالبه ببحث علمي. في هذه الحالة أنا عايش في (فنتازيا) و(عالم افتراضي) غير واقعي.
ومع ذلك نحن لابد ايضا أن نطور من قدرات جامعاتنا الحكومية..وهي في الحقيقة جامعات منتهية ومتهالكة، جامعاتنا كتجهيزات وكبرامج وكبنى تحتية منتهية.. نحن إذا افترضنا إنه في آخر عام 2010 تم توريد وتحديث الجامعات.. الآن بعد 14 سنة لم يدخل شيء إلى هذه الجامعات. لم يتم توريد أي شيء لهذه الجامعات. فلابد من التطوير البحثي والعلمي لابد أن تكون العملية متكاملة. لكن ظروف الحرب فرضت واقعا صعبا، ومع هذا نحن نحاول الا نستسلم لهذا الواقع ونتحرك في ظل الامكانات والفرص المتاحة.
واقع التعليم الفني والمهني
# نتجه معالي الوزير إلى التعليم الفني والتدريب المهني.. ماذا عنه؟
كما أقول دائما أن التعليم الفني وصل في بلادنا إلى مراحل متدنية، ولدينا تجارب كثير من دول العالم التي نهضت بسبب اهتمامها بالتعليم الفني والمهني كالفليبين وڤيتنام والصين وافغانستان وغيرها من الدول في العالم.. فالتعليم الفني والتقني والتدريب المهني يشكل ركيزة اساسية لاقتصاد أي دولة ولتشغيل الايدي العاملة من الشباب، لكن أنت أخي رياض لو زرت معاهد التعليم التقني والمهني في محافظة عدن سترى شيئا بائسا، مساحات اراض خالية ومباني متهالكة منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وهناجر مهترئة، ومعدات هي قديمة انتهى عمرها الافتراضي، برامج التعليم التي تعمل بها هذه المعاهد هي ايضا قديمة منذ أن انشئت قبل نصف قرن. لأن التعليم التقني متطور أدخلت فيه كثير من التحديثات فطريقة الصيانة الحديثة للكهرباء والميكانيكا والكمبيوتر غير الطريقة القديمة وكذلك المعدات المستخدمة في العمل الآن غير تلك المستخدمة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. فعملية التطوير هذه لابد ان تلامس تطوير المناهج والبرامج والبنى التحتية لهذه المعاهد بتجهيزها وتحديثها. نحن لدينا محاولات لإنعاش التعليم والتدريب في هذه المعاهد..نحاول أن نفتح برنامجا جديدا هنا وأن نطور برنامج هناك بدعم من جهات دولية..لكن في حقيقة الأمر لن يحقق هذا ثورة تطور حقيقية للتعليم التقني والمهني في بلادنا. فالثورة الحقيقية ستتحقق بوجود استراتيجية ورؤية متكاملة وهذا لن يتأتى في الظروف الحالية التي تعيشها الدولة ولكن كما أقول دائما اننا نعمل وسنعمل ضمن الظروف المتاحة.
كلمة أخيرة معالي الوزير؟؟
نشكركم في صحيفة 14 اكتوبر لتسليطكم الضوء على واقع التعليم العالي والتقني في البلد، وندعو الجميع للوقوف صفا واحدا خلف برامج التنمية، شبعنا صراعات وشعارات وتنظيراً..الوطن متخم بالخطابات.. الوطن بحاجة إلى عمل وتعليم وتنمية وهي الخطى التي ستسير بنا في طريق التطور. غير هذا سنظل محلك سر ولن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام!