بهدوء مشوب بالخفوت التام غادر الإعلامي الرصين حسن عبدالوارث دنيا الفناء مارقاً إلى ملكوث السماء.
حسن غادر على حين غرة.. دون أن يودع أو يودعه أحد بعد ان كان وظل طوال مشواره الإعلامي اليراع الباتر لكل صنوف الظلم والاستبداد والتطاول وخذلان المستضعفين.. تميز بجراءة المجاهرة المثيرة للصخب والجدل دون مواربة .. يراع جدير بالاحترام والاكبار حتى مع من يختلفون واياه فكرياً أو من لا يحبذون اطروحاته ولعل ملكاته الأدبية والفكرية الاعلامية كانت جواز ولوجه إلى نفسيات وجوانح من يقرأون اطروحاته الاعلامية أو منتوجاته الأدبية كشاعر يبوح بما يختزنه في مكنوناته من لواعج وطموحات ومباهج واتراح تلامس هي أيضاً مكنون السواد الأعظم من مجايليه واقرانهم.
ولعل ما يميزه انه يمتلك من الشجاعة الفدائية ما يجعله في نظر الآخرين وكأنه يطلق عباراته من فوهة مدفع في جبهة .. صحافي وأديب مصر على الخوض في غمار حتمية تغيير الواقع اليومي المعاش بواقع أكثر اشراقاً وحيوية.
كان في قصائده أكثر تألقاً .. وفي مقالاته أكثر شجاعة وجراءة واثارة للجدل الصاخب.
وفي عيشته اليومية أكثر صمتاً وتأملاً للواقع.
يحب الحياة .. يمرح حد الابتهاج والانتشاء (بين دواخله) حينما يلمس أو يشاهد اية خطوة انفراج حياتي هنيهة يظفر به واقعه ومجتمعه المعاش .. كان واحداً في الكل وها هو يغادر بصمت.. متجاهلين خسارة مغادرته أو غدره من الكل.
رحم الله فقيد الاعلام والأدب المرموق حسن عبدالوارث ولعل التاريخ المشع المسطور بين جنبات منتوجاتك الرائعة يا حسننا ستشع ذات يوم لتشرح للاحفاد اللاحقة ما صنعته من احلام ناصعة تلامس أحلام المفتقرين لجراءة البوح والعطاء الانساني الرائع.
فطوبى لك يوم ولدت وطوبى لك يوم غادرت صامتاً.