د . زينب حزام رغم التطور التكنولوجي في صناعة الادوات الا ان الزخرفة اليمنية لم تتأثر بهذا التطور لانها اصبحت جزءاً من التراث الشعبي اليمني ثم تخصص تجار الحرف اليمنيين بصناعة هذه الادوات والاهتمام بزخرفتها ورسم النقوش عليها مثل صناعة الخناجر والسيوف والتحف وصحون الزنك والبلاطات الخزفية حتى خطوط اليد والمنمنمات والقمريات في واجهات المنزل والسجاجيد وصناعة النسيج والادوات المنزلية والملابس . ان الهدف من الحفاظ على فن الزخرفة في الادوات الشعبية اليمنية ليس فقط الحفاظ على التراث اليمني وانما تطوير فن الزخرفة في صناعة الادوات الشعبية المنزلية والتحف الفنية وفن العمارة اليمنية ان عمل الزخرفة هو عمل فني يحتاج الى ان يكون ذهنياً ومرئياً ومن الممكن الوصول اليه بعد مستويات ويحتاج الى اعتبارات متزامنة لفهم التكوين والزخارف المصورة التي تحمل المعنى المطلوب الى جانب فن الخط والادب ولا توجد أي حضارة في العالم متعددة الفنون او تعتمد على ازدواجية عرض الافكار مثل الحضارة اليمنية واكبر دليل على ذلك القطع الاثرية التي وجدت مؤخراً في مارب واكتشفتها البعثة الالمانية والخبراء اليمنيين في شهر يناير 2006م حيث تم العثور على عدد من الادوات المزخرفة تحتوي على صحون خزفية مورسكية واسلحة مصنوعة من حديد النيازك اضافة الى موميات للاشخاص يتراوح اعمارهم بين الاربعين والخمسين عاماً معظم الافراد كانوا مصابين بمرض في الاسنان وهذه الادوات والموميات تعود الى عهد مملكة سبا وهي اشهر المدن اليمنية ويعود تاريخها الى ثلاثة الاف عام وقد اعتبرها الجغرافي بطليموس الاسكندري " وسط الاقليم المناخي الاول في الارض " ويعتبر عرش بلقيس وسد مأرب اكبر دليل على اهتمام اليمنيين القدماء بفن زخرفة الادوات والقمريات والمباني السكنية والمعابد كما توجد في المتحف الوطن للاثار بعدن اداوات من العصر الحجري والبرونزي قدر عمرها بـ 40 الف عام اضافة الى قطع فنية مزخرفة وتماثيل للعصور القديمة تعكس مراحل تاريخية هامة في تطور الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية على امتداد اكثر من 500 الف عام وتحظى هذه القطع الفنية المزخرفة باهمية كبيرة فهي تضم تماثيل رخامية والادوات البرونزية والحجرية والعكسية ( الحجر الجيري ) والذهبية والفضية وكما يعرض روائع الفن التطبيقي والنقود وغيرها وكذلك المخطوطات المتنوعة التي تحتل مكاناً مميزاً في تاريخ فن الزخرفة اليمنية الشعبية . وفي الريف اليمني اهتم الفلاحين بزخرفة الادوات المصنوعة من الجلود والفخار والخوص والخشب والنبات والآلآت الوطنية الشعبية لاهل المنطقة وعادات التزاوج والآلآت الموسيقية وادوات الزينة ولوازم الاطفال مثل المراجيح القديمة وكذلك زخرفة العملات اليمنية القديمة الوحدة الفنية في زخرفة الادوات الشعبية اهم الاسباب في الوحدة الفنية في فن الزخرفة اليمني تبدو واضحة الاشكال الفنية في العصور الاسلامية من خلال بناء المساجد وزخرفتها واختيار الخط العربي في كتابة الايات القرآنية على جدران المساجد فمقارنة الاشكال الفنية في الحضارة الاسلامية مع مثيلاتها من الاعمال الفنية في اليمن تظهر بوضوح على الطراز المعماري الاسلامي اليمني وعلى الادوات الشعبية مثل الاباريق المصنوعة من النحاس الاصفر مرصع بالفضة والذهب وعليه شعر عاطفي وجدت بالمواقع الاثرية في حضرموت ان الناظر الى مدينة صنعاء القديمة يجد المدينة برزت بأعمال فنية دقيقة تدل على المهارة الفنية لدى اليمنيين في الفنون والصناعات كما نجد جمال الزخرفة في صناعات الادوات من نوافذ وابواب وقمريات سميت بالنقوش لانها كانت بديعة النقش حيث نجد هذه المباني من الرخام المصقول وجدرانها مزينة بالرخام المطعم كما نجد الحدائق الباسقه مما جعل بعض احياها مضرب المثل في الجمال . زخرفة التحف والاواني النحاسية تعد زخرفة الاواني والتحف المعدنية من الحرف القديمة في اليمن التي يتوارتها الاجيال وقد ابتكروا في زخرفتها ونقوشها بما يوافق عادتهم وتقاليدهم فطبعوا الفن بطابع يلائم طبيعتهم واخلاقهم فكان فناً جميلاً قائماً بذاته حتى اصبحت لهذه الصناعة مدارس شعبية يتعلم فيها عشاق فن الزخرفة وكان الطابع اليمني يجمع بين الكتابة على التحفة بخطوط مختلفة جميلة وتصاوير تمثل مظاهر الترف وبعض المظاهر الفلكية كالنجوم والشمس والقمر وغيرها من الاجرام السماوية والطيور الاليفة والكاسرة وزخارف هندسية نباتية . واستعملوا اليمنيين القدماء فن زخرفة التحف والاواني النحاسية والطينية وكان فضل صناع اليمن في هذه الصناعة هي تطعيم الاواني بالذهب والفضة مثل صناعة مقابض الخناجر التي تعد من اشهر ادوات الزخرفة الشعبية في اليمن ان فن زخرفة الادوات الشعبية في اليمن عمل فني من التراث ولم يتاثر بتطور التكنولوجي الحديث قد يكون متنوع او متباين في الرؤية والتناول ولكنه يتفق في تمثيله للتراث وهضمه الفنان اليمني وعمل على تجديده بابداعه ومزجه بالفن الحديث والواقع المعيشي للانسان اليمني في عصر النهضة الحديثة وهذا هو الطريق الامثل في تجديد الفن اليمني الحديث والامثل في بعث التراث والحفاظ عليه .. خاصة وان مجتمعنا اليمني ما زال يمتلك العديد من الفنانين التشكيليين والمهارة في مجال الزخرفة والنقوش والنحت وفن العمارة والفن التشكيلي بشكل عام ومازال فيه نفر يقدرون على الابداع حق القدرة وربط الفن القديم بالفن الحديث مع الحفاظ على التراث الشعبي وفيه اهل الفن من يعتز بهم الفن اليمني وفيهم من اهل الفن من يفخر بهم الفن وهم في امس الحاجة لإتاحة الفرصة لهم في تقديم هذه الادوات والتحف لان المستورد من الخارج عرقل سير ابداعهم في هذه الصناعة الشعبية اضافة الى ان الادوات المستوردة اصبحت سهلة المنال للايادي خاصة في المدن الحديثة اما الريف اليمني ما زال يفضل الادوات الشعبية اليمنية المزخرفة والمصنوعة من ايادي الفنيين اليمنيين المحافظين على التراث الشعبي اليمني .
|
ثقافة
نظرية الجمال وفن زخرفة الادوات الشعبية اليمنية
أخبار متعلقة