فيلم الرهان الخاسر الذي عرضته الفضائية اليمنية مساء الخميس 10 / 12 / 2008م والذي تم إنتاجه وإخراجه في اليمن .. وتعرض فيه للإرهاب ومنابعه الدينية الناشئة من التفسير الخاطئ للنصوص ولمنظومة المطاليب الشرعية والتي تعتمده وتصدره قوى مهووسة بداء الحفاظ على المصالح ولو على حساب الدين والكرامة والمروءة والقيم ! .. وتطويع تفسير نصوص شرعية والالتواء بها وتصميمها على وقائع الحياة المختلفة لتفرز مخرجات قتل المحليين مع الأجانب بعد تفصيل ثوب الكفر والردة والزندقة على هذه الأهداف البشرية أو حتى قتلهم ولو كانوا مسلمين اذا تمترس بهم الهدف البشري المعادي أو تحققت في قتل هؤلاء المسلمين مصلحة ضرب العدو ولو بإصابة كافر واحد كما قرر بذلك من يسمونه بشيخ الاسلام ابن تيمية الحراني وأكدها ونفذها من بعده الشيخ محمد عبدالوهاب النجدي في عصر الانحطاط الديني والاسلامي ونثر أشواكها وقذف حصواتها الدكتور الشيخ عبدالوهاب الديلمي في فتوى التمترس الشهيرة والتي أباح فيها قتل المدنيين الآمنين المسالمين من الأبناء والشيوخ والضعفة والنساء في المحافظات الجنوبية والشرقية إبان حرب صيف 94م - سيئة الصيت - ! والتي كانت من عجائبه وعجائب حزبه أحد حلفاء الحرب والنصر ( ! ) ولأنهم متخصصون في إنتاج الأعاجيب فقد أصدر أعجوبة العام 2008م بعد 14 عاماً من أعجوبة فتوى التمترس حيث نفى جملة وتفصيلاً ( !!! ) أنه أصدر أي فتوى في شأن التمترس وإباحة دماء أبناء المحافظات الجنوبية من الوطن مع انها موثقة لله وللتاريخ ولكل الأجيال الحاضرة والقادمة بصوته وإفتائه الجائر بما لا يخفى على نملة في جحرها ( !) ولكن المرجفين لا يخجلون !! وكما قال - صلى الله عليه وسلم - : (( ان مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى ، اذا لم تستح فاصنع ما شئت )) !! وعودة إلى بدء .. ففيلم الرهان الخاسر قد دلّل في عرضه الدرامي ووقائعه المترابطة على حقيقة بطلان الإرهاب وعلى تعريته وكشف أهدافه وحلحلة ملابساته وان كان كثير من القصور والعور قد أصاب الفيلم إلا أنه عمل متفوق وجرئ ساهم في التجاوب النفسي والعقلي للمشاهد على تعرية الإرهاب وأصحابه .. هذا القصور تمثل في رأيي في عدم كشف الطريقة التي يتم من خلالها تمييع النصوص الشرعية في التكفير والقتل والهجر والعقوبة وهي التي تعتبر ام الملاعين ( ! ) في تطبيع سوداوي للدين ومبادئه في النفوس حتى لكأن المسلم المغرّر به ينظر إلى الآخرين وكأنهم أصحاب جهنم ( ! ) ويشم رائحة التقرب إلى الله وجنته في دمائهم وهي تراق ( ! ) ، وفي جز رؤوسهم ( ! ) وقطع أعضائهم ( ! ) وترميل نسائهم ( ! ) وتيتيم أبنائهم ( ! ) وتدمير مقومات التنمية والعمل والنهضة في بلادهم ( !! ) . كما لم يتطرق الفيلم إلى تفاهة مبدأ الحوار مع هؤلاء والذي اعتمده بعض البلاد وخرج الحوار بعده بخفي حنين ( ! ) .. حيث استجاب كهنة الإرهاب للمحاور وغرروا به ( ! ) .. وبعد أن تم إطلاقهم عادوا إلى ما كانوا عليه ! وقد علمنا القران درساً أن الحوار مع أمثالهم من هذا القبيل فقال عن أهل جهنم : (( ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين )) الأنعام آية ( 27 ) . ولما كانوا بين يديه - تعالى - يوم الحساب : (( قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين ، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون )) المؤمنون آية ( 106 - 107 ) . ولكن الله الخبير بهم قال : (( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون)) الأنعام آية ( 28 ) . هذا الحوار الذي كان وسيظل سبب فشله انه يتم التعامل معه من قوم طبع في قلوبهم وهم ما زالوا في أحضان التلقي في منابت التربية والتعليم ان الجنة فوق أعناق المخالفين الفاجرين الكافرين الماجنين الذين يحلقون لحاهم ويغنون ويطربون ويرقصون ويقرعون الطبل والدف وينفخون المزامير ويقولون بدوران الأرض فيما الله أثبتها ( ! ) .. ويقولون بكرويتها فيما الله بسطها ( ! ) .. ويتعلمون علم الدنيا الخاسر من طب وفلك وفيزياء وكيمياء واحياء ورياضيات وصناعات وتاريخ ( ! ) وأكبر من ذلك يستخدمون عقولهم وقد قال سلفهم : لم يصح في فضل العقل شيء !! ويجب هجر هؤلاء جميعاً والقيام والانصراف اذا حضروا وعدم دعوتهم أو التحدث اليهم .. وزرع الكراهية فيهم ومن ثم قتلهم واستئصال شأفتهم !! هذه كلها ثوابت عقدية لا تزعزعها مهازل الحوار معهم وان قبلوه فعلى طريقة التقية عند الشيعة ( ! ) فيقبلونه لأجل سلامتهم ثم يخرجون ليعودوا إلى ضلالهم من جديد !! . ولأن هذا الفيلم - مع قصوره - هو احدى القذائف المؤلمة للإرهاب .. لم يخل من حاقدين وخاسرين اشتاطوا غضباً .. وطلبوا مساءلة وزير الإعلام على سماح احدى مؤسساته على عرضه مع أنه لم يهاجم الاسلام ولن يستطيع ذلك إلى يوم القيامة في بلد الإيمان والحكمة ولكنه هاجم وعرى مفاهيم الإرهاب التي تقوم على لي النصوص واستخدامها بدلاً من خدمتها لفرض شهواتهم التخريبية والدموية اللئيمة فإذا كان هؤلاء يرون في الإرهاب والإرهابيين انهم على الطريق المستقيم ، فتباً لهم ورمياً عليهم بالصواعق !! وكنت قد قلت مراراً ان هؤلاء عند أعمال الإرهاب يدفنون رؤوسهم في الرمال كالنعامة ! وإذا بعثوها أدانوا الإرهاب بتمتمات غير مفهومة وعلى استحياء وخجل شديدين حيث لم يصدروا حتى الآن رأياً صريحاً وفتوى واضحة في حكم شخص أسامة بن لادن أو مساعديه أو جنوده في الأرض ! وقلت كذلك : ان رسائل الإرهاب تصل إلينا بين الحين والحين بينما رسائل شجب أصحابنا الخجولة لم تصل إلى الإرهاب بعد ولم تؤت ثمارها ( ! ) والسبب واضح ( ! ) فإذا صح وأرجو ألا يصح أن هناك مشروع مساءلة فهي مساءلة خاسرة سوف تكشف بجلاء ووضوح السبب في قوة الإرهاب وانتشاره وكشف منابعه ؟ وسوف تكسب الحرب على الإرهاب وهم سوف يخسرون ! فكما كسب (( الرهان الخاسر )) اليوم .. سوف يخسر غداً ( الاستجواب الخاسر ) . والله من وراء القصد .
أخبار متعلقة