صباح الخير
مثل قيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو الأغر انتصاراً وطنياً وعربياً كبيراً حمل معه طموحات واّمال الأمة العربية والإسلامية نحو التوحد والبناء الحضاري.وبحق جاءت الوحدة اليمانية المباركة تتويجاً لنضالات شعبنا العظيم الذي خاض مخاضاً عسيراً لتحقيق هذا الحلم الكبيرالذي ولد من رحم التمزق والتشطر والنكسات التي رافقت امتنا العربية في فترات سوداوية من القرن الماضي.وبتحقيق الوحدة تنفست الأمة الصعداء وخرجت من بوتقة حزنها واّلامها نحو عهد عربي أكثر اشراقاَ صنعه اليمنيون بروح عربية خلاقة وإرادة صلبة وشجاعة تجسدت في القيادة السياسية الحكيمة التي رسمت لوحة وطنية رائعة تعني كل شيء بالنسبة للشعب الذي ناضل طويلاً وجاهد حق جهاد منذ قيام الثورة وحتى انتصارها الظافر.ومازاد من عظمة تحقيق الوحدة الخالدة هو انجابها للديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الصحافة والتعبير والرأي والرأي الاخر لتطوى بذلك صفحة الماضي الشمولي البغيض الذي خلف لنا الخراب والعقول المريضة واحرق سنوات غالية من عمر ثورتنا المجيدة التي اكتوت بنار التجارب والأفكار المعلبة التي كثيراً ماجافت الحقائق وجففت ينابيع المنطق والعقل واختزلت سنوات من عمر الإنسان ذهبت هباءً منثورا في المختبرات السياسية التي اتلفت وعي الإنسان وحرمته من ابسط حقوقه في المواطنة المتساوية والمشاركة الحقيقية في بناء الأرض والإنسان لضمان حقوق الأجيال.وجاءت أحداث صيف 1994 م المشؤومة الخطر الأكبر الذي هدد حياة الوحدة وحبست أنفاس الجميع ممن يعشقون النهارويسعون في سبيل العزة والكرامة والدفاع عن الوحدة وخرج الشعب بحمد الله منتصراً من هذه المحنة العصيبة بعد تضحيات جسيمة واصطفاف وطني خلاق خلف قائد المسيرة الوحدوية البطل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي انتصر لإرادة الملايين وثبت الوحدة بيد من حديد ودماء طاهرة وزكية سالت على سهول وجبال ووديان الوطن الحبيب في وقفة وطنية مخلصة وتاريخية.المخجل بل المضحك أن بعض النفر ممن هم مرضى بحب الزعامة لم يفهموا من كل هذه الدروس والعبر ويغالطون أنفسهم ويعتقدون أنهم قادرون على إعادة الوطن إلى زمن السنوات الغابرة حيث كان القتل بالهوية ولون البشرة والمقابر الجماعية عنواناً للقضية وهدفاً للمشاريع الصغيرة التي بدأت تنشط خلاياها النائمة.أيها العابثون في سلة مهملاتكم.. أيها الغارقون في وحل التشرذم والتقزم.. أنتم تنسجون من خيوط العنكبوت هراءً وتحلمون بتغير لون الشمس والبحر والشجر..إنكم تثيرون زوابع أوعية فارغة هي ادمغتكم الخاوية.. المساس بالوحدة الوطنية بات أمراً خيالياً لقصص ألف ليلة وليلة ومغامرات طرزان.. ثقوا أنكم ستضربون بقوة بيد من حديد.. بيد شعب تعني له الوحدة كل شيء.