[c1] الموسيقار فريد الأطرش في عدن [/c]نشرت صحيفة (القلم العدني ) في الثامن من فبراير 1956م خبراً عن وصول الموسيقار الفنان فريد الأطرش إلى عدن في العاشر من فبراير 1956م وسيكون في صحبتهم السيد حسن اسماعيل خدا بخش خان الذي سافر إلى مصر لذلك الغرض ، وسوف يقضي الفنان الكبير فريد الأطرش أسبوعاً في دار الهناء منزل النبيل المعروف حسين اسماعيل خدا بخش خان ، فقد أعد السيد حسين خدا بخش الدار إعداداً حديثاً يتلاءم وحياة الفنان الموسيقار الموهوب في منزله في القاهرة ، فقد زين الصالات بالرياش والستائر وأعد المائدة وغرفتها من الخشب الصقيل ونظم غرفة نوم الموسيقار الكبير بالأثاث الايطالي الممتاز والثريات الفاخرة والأنوار الخافتة وتكييف الهواء كما أقام غرفتين للاستقبال بأحدث الأثاث وغير ذلك ، حيث سيقضي فريد الأطرش وأخوه فؤاد الأطرش في دار الهناء ، اما الفنانات إيمان وثريا حلمي في ضيافة كريمة السيد حسن خدا بخش ، أما الراقصة نادية جمال وأمها وحوالي 16عازفاً يؤلفون تخت الموسيقار فريد الأطرش في فندق قصر الجزيرة .وأشارت الصحيفة إلى الاتفاقية المبرمة بين السيد حسين خدا بخش والموسيقار بأن الاتفاقية أبرمت على دفع مبلغ سبعة آلاف وخمسمائة جنيه للموسيقار فريد الأطرش عن الليالي الثلاث وعلى أن يدير السيد حسين اسماعيل خدا بخش امر إقامتهم في عدن وإعداد المسرح الخاص بظهوره أمام الجمهور وهذه تزيد على خمسمائة جنيه في اليوم الواحد ، وقد علمت الصحيفة من السيد حسين خدا بخش بأن فريد الأطرش سيتكفل بأجور النقل إلى عدن ومنها . ومعنى ذلك أنه أراد أن يساهم في إحياء هذه الليالي فضحى بمال كثير في سبيل الحضور إلى عدن والغناء أمام جمهوره الكبير المعجب به .كما أشارت الصحيفة إلى أن السيدين حسن وحسين خدا بخش قد أعطيا التعليمات اللازمة للخدم والطهاة عن نوع الخدمة المطلوبة للفنان الكبير ونوع الأطعمة الخاصة التي يحبها الفنان فريد الأطرش .وأثناء وصول الموسيقار الكبير فريد الأطرش عدن وفي الحفل الفني ألقى كلمة أثنى فيها على الشعب العدني الكبير وحيا فيها جمهوره المعجب به قائلاً : إنني ما جئت إلى عدن لكسب مادي ولكنني أردت أن أجتمع بالشعب العدني الكبير الذي اتصل به بواسطة فني دائماً والذي ألاقيه بواسطة خطابات الإعجاب والتشجيع التي تصلني بين الحين تشجعني على الاستمرار في هذا الفن الموسيقي الجميل الذي نعجب به جميعاً وقد وجدت نفسي في عدن بين أهلي وفي بلادي لأنني عربي والعربي في كل بلاد العرب يعيش في وطنه وبين أهله . واستطرد فريد الأطرش في الثناء على الفاضلين حسن وحسين خدا بخش قائلاً : إنهما كان لهما الفضل الأول في استقدامي وفرقتي إلى عدن وأطري على جهودهما في هذا السبيل وقال : «إن حسن وحسين خان لا يهدفان إلى أي كسب مادي ، بل أنهما فعلاً خاسران مالياً في هذا العمل فأن مجيئي وفرقتي يكلف مبالغ باهظة منها المواصلات والاقامة والنقل ولكنهما أراد تقديم خدمة فنية لعدن وللشعب العدني ، وكما كنت حريصاً على أن ألتقي بالشعب العدني أحبه وأجله وأحمل له التقدير فقد اقترحت على حسن وحسين خدا بخش خان أن يقبلا بأن أجعل حفلاتي خمس حفلات غنائية بدلاً من ثلاث حفلات على أن يجد الشعب التسهيل اللازم لحضور الحفلات فأتمتع أنا بمقابلة الشعب العدني الكريم في الليالي الخمس ولذلك فقد اقترحت عليهما أن يتحملا فوق ما تحملاه من خسارة وأن يجعلا تخفيضاً في أسعار الدخول بنسبة خمسين في المئة (50% ) فتكون الأسعار ما يلي :عشرين شلناً الدرجة الأولى ، وخمسة عشر شلناً للدرجة الثانية وعشرة سنتات للدرجة الثالثة .فإن هذا العمل سيمكن عدداً كبيراً من اصدقائي في عدن من حضور الحفلات الغنائية وهي فرصة أنا سعيد بها حريص عليها ، وبعد ذلك استقبل الجمهور خطابه بالهتاف والثناء والشكر والتصفيف الحار .[c1]الفنان أحمد قاسم يعود إلى عدن [/c]كما نشرت صحيفة الأخبار في عددها 995بتاريخ الأول من أغسطس 1966م ، ص2 لقاء مع الفنان أحمد قاسم أجراه مندوب الصحيفة حيث استهل مندوب الصحيفة بقوله : «الشيء الذي عرفته بعد عودة الفنان أحمد قاسم من القاهرة وبعد أن نجح في إنتاج فيلم (حبي في القاهرة ) أنه عاش الأشهر الأخيرة التي قضاها في القاهرة حياة مليئة بالمتاعب فقد اضطر إلى بيع ساعته ومعظم ملابسه ليسدد باقي نفقات الفيلم كما اقتصرت وجبات طعامه على العيش خلال تلك المدة (على العيش البلدي والفول المدمس ) ومع ذلك ظل يقاوم المصاعب ويذلل العقبات حتى أفلح في إنتاج فيلم ، واليوم يقف أحمد قاسم في الموقف الذي تتمناه كل فئات في بلادنا ، موقف الفنان الطموح الذي حقق طموحه بفضل العزيمة والاجتهاد ... وقد التقيته وسألته وكان الحوار ما يلي : [c1]- كيف كانت حياتك في القاهرة ؟[/c]- حياة لا أحسد عليها حياة مليئة بالعرق والدموع ... ومع ذلك حققت أملي في إنتاج فلم بالاشتراك مع صديقي أنور حامد ، وكنت اقرأ وأنا في القاهرة النشرات التي ظل يلاحقني بها البعض طوال سنة كاملة وقولهم إن تصريح أحمد قاسم بأنه سينتج فلماً كان كذبة أبريل ... ولكن ما رأي هؤلاء الأصدقاء اليوم وقد علموا بأنني انتجت الفيلم .. وماذا سيكون رأيهم عندما تشاهد أعينهم الفيلم .[c1]- هل يضايقك النقد ؟ [/c]- مضايقاتي هي ما يدور في رؤوس البعض من أفكار سوداء عن حياتي ، واكره بنوع خاص بعض الصحفيين الذين يشوهون الحقائق ويأخذون حديثاً ويطورونه حسب اهوائهم .. عندما تكون الانتقادات معقولة ولا تخرج عن الصدق لا تضايقني مطلقاً . [c1]- هل صحيح أنك بعت ساعتك في القاهرة ؟ [/c]- هذا حدث .. وبعت كذلك بعض ملابسي لكي أسدد باقي نفقات الفيلم الذي كلف انتاجه مبالغ طائلة .. ولا أظن أن هناك من سيشمت غير الإنسان الذي لا إحساس له بالمرة ، ولا اكتمك انني عند ما قررت المجيء إلى عدن لم أكن يومها وأنا في القاهرة املك ثمن إرسال برقية لأهلي لأشعرهم بمجيئي ووصلت دون أن يعلم بي أحد من الأهل أو الأصدقاء وفي المطار استأجرت سيارة تاكسي وأنا افتقر إلى ثمن الأجرة ومع ذلك اشعر بالارتياح وتغمرني سعادة لا تقدر بأموال الدنيا كلها بعودتي إلى الأهل والوطن بعد الغياب الطويل وبعد أن حققت امنياتي في إنتاج الفلم .[c1]- بلغني بانك تتمنى أن تلحن لأم كلثوم ؟ [/c]- ومن هو الفنان الذي لا يتمنى أن يلحن لأم كلثوم ، ألا تذكر عندما قيل أن بليغ حمدي سيلحن لأم كلثوم ، لم تكن له يومها هذه الشهرة التي نالها بعد التلحين لأم كلثوم ألا تذكر بالله عليك ، كيف سخرت منه الأقلام .. وقالوا إنه ليس مثله من يلحن لأم كلثوم ومع ذلك لحن بليغ حمدي لأم كلثوم وغنت له .. وإذا بمن سخروا منه يمجدون فنه ويشيدون بعبقريته .[c1]- ما رأيك بأصوات مطرباتنا الجديدات ؟ [/c]- بعد سفري علمت بظهور أكثر من عشر مطربات لم استمع إلى واحدة منهن مع الأسف لكن آمل أن استمع لهن وألحن لبعضهن ولكن اعجبت بصوت فتحية الصغيرة ، لأن صوتها نادر الوجود وأن صوتها كالبلبل الغريد لم يخلق إلا للغناء .[c1]- استمر ؟ [/c]- وهناك أيضاً بعض الأصوات الصالحة مثل صوت رجاء باسودان وصباح منصر. [c1]- وشقيقتك نجاة قاسم هل توقفت عن الغناء نهائياً ؟ [/c]- إنها غارقة في أحزانها الآن بعد موت زوجها رحمه الله ، وهي لا تفكر في العودة إلى الغناء في الوقت الحاضر .
|
ثقافة
الجوانب الفنية في صحف عدن التاريخية (3)
أخبار متعلقة