ما يسر الخاطر وتطيب له النفس أن يبادر الأستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور - صاحب الاستنارة العلمية والثقافية رئيس جامعة عدن - باتخاذ قرار أكاديمي يقضي بتأسيس “ جمعية “ تعنى بتعريب العلوم لكي تساعد الطالب الجامعي على الفهم السريع والإدراك المتعمق بشكل واضح في كل ما يتصل بأمور لغته الأم التي لها احيانا قصب السبق في التفوق العلمي ، وتحقق للأبناء بسهولة في الاطلاع على المستجدات العلمية والتعمق في فهمها .وقد أثبتت تجربة تعريب العلوم في جامعة دمشق السورية نجاحا منقطع النظير منذ عقود طويلة من السنين وانه لا أساس للصحة بالنسبة للمخاوف بشأن تدريس الطب باللغة العربية ، والمهم هو نشاط حركة الترجمة والمتابعة للجديد في العلم وتنظيم ذلك وبهذا الخصوص نستشهد برأي الدكتور محمد توفيق الرخاوي ، أستاذ التشريح بطب القاهرة حيث يقول : انه كان من معارضي تدريس الطب باللغة العربية ، لكن بعد ممارسته لتعليم الطب ، لمس صعوبة بالغة أثناء العملية التعليمية في محاولة نقل المعلومات لطلابه ، فالمحاضر يفكر بالغة العربية ، ثم يترجم فكرة إلى اللغة الانجليزية والطالب يتلقى باللغة الانجليزية ثم يعيد ترجمة ما تلقاه من حيث لا يشعر إلى اللغة العربية . وهذا كله ما يثقل العلمية التعليمية . ويقودنا حب الاهتمام بفكرة تشكيل مثل هذه الجمعية التي ستضطلع بمهمة التعريب والترجمة للكتب العملية المنهجية والمساعدة ، بل وكل ما يستجد في مجال العلم والتقنية ، إلى معالجة الفكرة بإسهاب وطرح تصورات واضحة المعالم في تطوير مهام الجمعية والارتقاء بها نحو الأفضل ونوجزها في نقاط محددة كالتالي : أن تتم الاستفادة من المراكز الثلاثة التابعة لجامعة عدن وهي مركز الدراسات والبحوث اليمنية برئاسة أ.د. الظفاري ومركز الترجمة والذي يشرف عليه أ.د.أنيس عبادي ومعهد اللغات تحت إدارة أ.د. محمد احمد صالح ، حيث تمثل هذه المراكز اللبنات الأساسية في صرح الترجمة التي يمكن أن تستند إليها جمعية تعريب العلوم “ وفق منهجية واليات عمل مشتركة حتى تصب كل الجهود في بوتقه عمل واحدة ، وتأتي بثمار طيبة . دراسة آراء الطرف المؤهل لتقديم مثل هذه الترجمة مسألة مهمة في وضع خطط للترجمة والتعريب للكتب العلمية والعمل على تنفيذها بحيث تتم مراعاة التنسيق بين المترجم المكلف وعضو هيئة التدريس حتى لا يحدث أي تضارب بينهما في أولوية الكتب العلمية المطلوب ترجمتها أن يتم إعداد استمارة تهدف إلى استطلاع آراء أعضاء هيئة التدريس في الكليات المرتبطة بقضايا العلوم والتقنية في جامعة عدن في مختلف شؤون الترجمة بحيث تتضمن الاستطلاعات في هذه الاستمارة تحديد رأي عضو هيئة التدريس في مدى الحاجة إلى التوجيه نحو ترجمة العلوم وتعريبها ، ومعرفة اثر ترجمة العلوم والتقنية على العملية التعليمية وتحديد مدى رغبة التكاليف المادية التي يقبل عضو هيئة التدريس العمل على أساسها . معرفة رأي هيئة التدريس في أولويات الترجمة أو أنواع الكتب التي يجب إعطاؤها الأولوية في التعريب والترجمة مثل الكتب الجامعية في أسس التخطيطات والكتب الجامعية في التخصصات الدقيقة ومعاجم المصطلحات العلمية والموسوعات العلمية وكتب ومقالات الثقافة العلمية والمراجع المتقدمة والبحوث العلمية في المجلات العلمية المحكمة . أن تكون للجمعية نشرة حوارية منتظمة تفتح صفحاتها لنشر الترجمات والمقالات العلمية الملائمة في هذا المجال. أن يبادر بالمساهمة كل مبتعث للدراسات العليا في أوروبا ، بعد عودته إلى الوطن بترجمة كتاب في حقل تخصصه العلمي أو التقني حتى تسر أذاننا بسماع لغتنا الجميلة وهي تصدع بين ردهات العلم ، فتكون حقيقة لدفع لغتنا وامتنا العربية إلى الأمام . ويتضح مما تقدم ، إنني أؤيد عملية تعريب الكتب العلمية في المرحلة الجامعية الأولية ، كما أرى انه من الضروري والواجب ايضاً التأكيد على معرفة اللغات الأجنبية كأداة اتصال بالعالم الخارجي وللحاق بمصادر الإشعاع العلمي والتقني وتتبع كل ما يستجد ولا شك أن طموح الطالب الجامعي النابه هو الذي يرفعه إلى تعلم لغة أجنبية أو أكثر ، وهي مفروضة عليه كجزء من المقررات المنهجية الجامعية . ختاماً نقول إن الخطوة الجريئة والرائعة التي أقدمت عليها رئاسة جامعة عدن والمتعلقة بالإعلان عن تأسيس “جمعية تعريب العلوم “ تعد لبنة مهمة وأساسية في خلق بوادر نهضة علمية من خلال ما ستمارسه من نشاط حركة الترجمة والمتابعة للجديد في العلم والتقنية مع تمنياتنا للجمعية بالتوفيق والثبات ودوام الاستمرارية في أعمالها ونشاطها وبقدر أهل العزم تأتي العزائم .
|
اتجاهات
جمعية تعريب العلوم .. ضرورة ملحة للطلاب
أخبار متعلقة