نوال قاسم سيف لـ (14أكتوبر):
أثمار علي هاشم :مع احتفالات شعبنا اليمني بالذكرى الأربعين لاستقلال جنوب اليمن من المستعمر البريطاني وحتى لايصبح نضال صانعي ذلك اليوم التاريخي نسياً منسياً، التقينا بعدد من المناضلات اليمنيات اللواتي كان لهن شرف مشاركة أخوانهن الرجال في الخوض بمختلف أشكال النضال التحرري ليثبتن فعاليتهن في هذا الشأن ويبرهنن عن صدق وطنيتهن تجاه الوطن الذي ينتمين إليه.. المناضلة نوال قاسم سيف إحدى أولئك المناضلات اللواتي يحملن رصيدا في الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني لعدن.. [c1]بصفتك واحدة من رواد الاتحاد الطلابي للجنوبالعربي المحتل فماهو دورك حينها؟[/c] في فترة الستينيات ، وهي فترة تأسيس الاتحاد الطلابي للجنوب العربي المحتل ، اشتد النضال الطلابي ودفعنا ذلك للخروج من المدارس في مظاهرات والقيام بتجمعات شبابية وطلابية متحدين بذلك قوانين المدارس التي كانت تدار من قبل المستعمر وقد كان هذا التحدي هو الإنطلاقة الأولى للكفاح المسلح في مدينة عدن بالذات، وإن كان اتحاد العمال هو الذي سبقنا بقيادة المسيرات الجماهيرية.[c1]- ما الذي ساعد على امتلاككم للوعي الوطني وانتم في سن الصغر؟[/c] لقد ساعدتنا قراءة الصحف التي كانت تنشر في ذلك الوقت مثل ( الأيام واليقظة ) ومتابعة ما يجري من خلالها وكذا الاستماع إلى الإذاعات ومنها ( إذاعة صوت العرب ) كما ساعدنا على نمو الحس الوطني حينها الدراسة نفسها والاختلاط بشخصيات نسويه وشبابية تمتلك الكثير من الأفكار وتدفعنا للتساؤل: لماذا نحن محتلون؟ ولماذا لايخرج الاستعمار؟[c1]- في أي عام بدأ انضمامك للعمل الوطني؟[/c]كان ذلك في عام 1965م وعمري “15” سنة، و كُنت أشعر حينها بالغبن وأنني غريبة في بلدي فنحن نعيش تحت الاحتلال وفي وطن ليس حراً ولا يتمتع بحكم نفسه ولا بالاستقلال التام من كل الحكومات الرجعية الاستعمارية القديمة التي كانت تمارس ضد اليمن الاحتلال والهيمنة.[c1]- من المعروف أن تنظيم الجبهة القومية كان سرياً فكيف استطعت الانضمام إلى صفوفه؟[/c]كانت المناضلة فطوم الدالي مديرة مدرستنا في ثانوية البنات بخور مكسر وعندما رأت مدى نشاطي في كثير من الأمور مثل الرياضة والثقافة والتي كانت تحتضنها مدرستنا عرضت عليَّ موضوع الانضمام للجبهة القومية فوافقت على ذلك.[c1]- كيف كانت طبيعة مشاركتك في تنظيم الجبهة القومية؟[/c] في بداية انضمامي كانت تعقد لي ولغيري من الزميلات جلسات تثقيفية تنظيمية من قبل بعض الأخوات اللواتي كن مسؤولات علينا ليزرعوا فينا المواضيع النضالية والقضايا الإنسانية التي تساعد على تحرير البلاد ثم أصبحت بعد ذلك مسؤولة عن نشاط التنظيم في كلية البنات بخور مكسر.[c1]- أين كانت تعقد اجتماعاتكم؟[/c] النظام في التنظيم كان سري جداً، وكانت لنا أسماء تنظيمية وقد ساعد هذا على استمرار العمل بنجاح وكانت اجتماعاتنا تعقد في بيوت الأخوات والصديقات المنظمات للتنظيم.[c1]- الم تكونوا تخشون أن يثير تجمعكم انتباه جنود الاحتلال؟[/c] لا، لأن التجمعات كانت تتم على أنها تجمعات بين صديقات بغرض تبادل الزيارات وأتذكر انه في إحدى المرات عرفت والدتي بطبيعة هذه اللقاءات وتضايقت وشعرت بالخوف عليَّ ولكني حاولت أن أشرح لها طبيعة المرحلة التي نحن فيها واستمر حضوري في تلك اللقاءات وإن كان عملي كله كان متركزاً في ثانوية البنات بخور مكسر من خلال قيادة المظاهرات والعمل على توزيع المنشورات مع باقي الزميلات.[c1]- أثناء خروجكم في المظاهرات الم تكونوا تتعرضون لمضايقات وقمع من قبل جنود الاحتلال؟[/c] لقد تعرضنا بالفعل لمضايقات لإيقاف المظاهرات ولكننا استمرينا بالخروج في مسيرات ومظاهرات كبرى في مختلف مناطق مدينة عدن رغم تعرضنا للإيقاف القسري والضرب.[c1]- هل كُنتم على تواصل برجال تنظيم الجبهة القومية؟[/c] في الفترة الأولى كنا منفصلات ولكن بعد الاستقلال مباشرة وخروج المستعمر جاءني الأخ المناضل حسن باعوم ، والذي كان مسؤولاً علينا حينها ، وطلب مني ضرورة الخروج لتفتيش بعض البيوت في المناطق الأخرى وهى لثوار من أعضاء جبهة التحرير إلاَّ أنني رفضت هذا الشيء وذلك على اعتبار أن هؤلاء ايضاً مناضلين ناضلوا لخروج الاستعمار وقد كان هذا أول أمر رفضته من ناحية تنظيمية.[c1]- كيف كان نشاط خلية التواهي؟[/c]اعتقد أن خلية التواهي كانت نشيطة جداً ولديها فهم كبير ومتابعة لكثير من الأمور ومع هذا يمكن القول بأن خلايا الشيخ عثمان كانت أكثر نشاطاً لأنها كانت منبع لكثير من الأمور فالمواضيع كانت مفتوحة أمامها كثيراً كما كان فيها أماكن للهروب والاختفاء عكس منطقة التواهي التي كانت تعتبر صغيرة مقارنة بالشيخ.[c1]- على مدى سنوات كفاحك ما هو أكثر موقف تشعرين انه باق في ذهنك ولم تستطع السنوات محوه من ذاكرتك؟[/c] كان يؤثر فينا عملية منعنا للخروج في مظاهرات لإظهار صوت الإنسان اليمني ومحاولة إيقافه بكل الطرق للنضال ضد الاستعمار البريطاني. ومن أشد الأشياء التي تأثرت بها هي فرحتي في بدء وصول الكفاح المسلح لمدينة عدن كنوع من المقاومة الصلبة ضد المستعمر وأتذكر أنه في ذلك الوقت كان الأخوة الفدائيون يقومون بوضع الحجارة لتتوقف السيارات التي كانت تحمل الجنود البريطانيين ويرمون القنابل عليهم وعندما حاول الانجليز تجنب هذا الأسلوب عمد الفدائيون إلى إتباع أسلوب آخر يتمثل في ربط أسلاك من الوتر التي كانت تستخدم في الصيد وربطها بين طرفي الشوارع التي تمر بها سيارات جنود الاحتلال ولأن تلك الأسلاك كانت غير مرئية فأنها كانت تسبب أذى للجنود الواقفين في السيارات وعلى الرغم من فرحتنا بقدرتنا على المقاومة إلا أنه في نفس الوقت كنا نشعر بالاستياء ونحن نرى أشخاصا يموتون أمامنا سواء كانوا من جنود الاحتلال أو من اليمنيين.[c1]- لوعدنا سنوات الى الوراء كيف كان شعورك انتِ وغيرك من المناضلين عشية الاستقلال بعد كفاح ضد المستعمر دام أربع سنوات؟[/c] كانت فرحتنا كبيرة ولا توصف حينها فلقد تفجر بداخلنا شعوراً كبيراً بالسعادة لخروج المحتل من أرضنا مطروداً بعد كفاح مسلح شاركت فيه جميع فئات الشعب، ولقد خرجنا بمسيرات تعبر عن سعادتنا بالاستقلال كما أقمنا عدداً من الأنشطة التي تدل على فرحنا وسرورنا بهذا الحدث السعيد.[c1]- كيف تنظرين الآن لعملك النضالي بعد هذه السنوات؟[/c] برأيي الشخصي اعتقد أن النضال هو واجب كل إنسان وهذا الواجب والشعور بالانتماء لهذا البلد الذي ولدنا ودرسنا فيه كان ضرورياً أن نقوم به ولو عاد بي الزمن إلى الوراء لكنت خرجت مرة ثانية في مقاومة المحتل فأنا أشعر بالاستياء لأني ناضلت ولكن يزعجني استلام البعض لمبالغ لهذا النضال لقناعتي بأن أي إنسان قام بواجب يفترض عليه ألا يقبض عليه أي ثمن. وبعد انتهاء حديثي مع الأخت/ نوال قاسم استدركت شيئاً ودت اضافتة وهو بالرغم من أن بداية نضالها مع الجبهة القومية إلا أنها انسحبت منها عام 1970م لتنظيم لاتحاد القوى الشعبية الذي كان يرأسه المناضل الراحل عبدالله باذيب وبعد أن تم توحيد جميع الفصائل انضمت للحزب الإشتراكي اليمني الذي طردت منه بعد أحداث عام 1986م.[c1]* تعريف :[/c]الأسم: نوال قاسم سيف إبراهيمتاريخ الميلاد: 30 نوفمبر 1950ممكان الميلاد: عدنالمؤهل العلمي: بكالوريوس آداب وتربية عام 1975 / 1976المستوى التعليمي: جامعيالدرجة الوظيفية: وكيل مساعد 1992مجهة العمل: الأمانة العامة لمجلس الوزراء (فرع عدن)المؤهلات العلمية في مجال التعليم والرياضة:1.شهادة الثانوية العامة عام 70/1971م2.دورة تدريبية وتحكيمية في كرة الطاولة عام 1971م -عدن3.شهادة البكلاريوس في الآداب والتربية عام 75/1976م- جامعة عدن4.الدورة الدولية لمدرسي التربية البدنية أثينا / اليونان / (14 عاماً) عام 1984م تحت إشراف اللجنة الاولمبية الدولية5.دورة سكرتيري اللجنة الاولمبية الوطنية / أثينا /اليونان (14 عاماً) 1984م تحت إشراف اللجنة الاولمبية الدوليةالمهام العملية في مجال التعليم والرياضة1.مدرسة (خدمة وطنية) عام 1971م في مدرسة إعدادية في الشيخ عثمان / عدن2. نائب مدير مدرسة عام 1976م في ثانوية صيره للبنات / عدن3.مشرفة أبحاث تربوية عام 1978-77 في مركز البحوث التربوية / خور مكسر / عدن4.رئيس قسم التعليم والرياضة عام 79/1982م في الأمانة العامة لمجلس الوزراء / عدن5.مدير دائرة العلاقات الخارجية وسكرتيرة اللجنة الاولمبية اليمنية (عدن) 1982/ 1986م6.مدير دائرة العلاقات الخارجية عام 86/1987م في الجهاز المركزي للتعليم الفني / دار سعد عدن7.نائب مدير معهد الفنون الجميلة 87/1988م كريتر/ عدن8.موظفة في وزارة الشباب والرياضة / عام 90/1991م / صنعاء9.موظفة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء عام 1992/ 1995 / صنعاء10.موظفة في فرع في الأمانة العامة لمجلس الوزراء / عدنفي مجال الرياضة:1.سكرتير عام الاتحاد اليمني للسباحة 1974 /عدن2.سكرتير عام الاتحاد اليمني لكرة الطاولة 1975 /عدن3.رئيس الاتحاد اليمني لكرة الطائرة 1976 /1980 عدن4.من مؤسسات الاتحاد العربي لكرة الطائرة في بغداد / العراق ديسمبر 1976م وأول فتاة عربية عضو في مجلس الإدارة5.من مؤسسات اللجنة الاولمبية اليمنية / عدن وأول سكرتيرة عامة لها عام 81/1984م6. من مؤسسات المجلس الاولمبي المحلي الآسيوي في الهند عام 1984م7. النائب الثاني لرئيس اللجنة الاولمبية اليمنية 84/ 1986م عدنفي المجال الجماهيري:1.من رواد الاتحاد الطلابي للجنوب العربي المحتل لفترة الستينات2.عضو الجبهة القومية 1965م ثم الحزب الاشتراكي اليمني حتى طردي منه عام 1986م3.عضو اتحاد نساء اليمن فرع عدن سابقاً4.من مؤسسات اتحاد الشباب اليمني (أشيد) سابقاً.