بغداد / وكالات :قال مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي أمس، إن القيادي في تنظيم القاعدة، الذي أعلن الجيش الأمريكي الجمعة، أنه يحتجزه في معتقل "غوانتانامو" العسكري في كوبا، كان قائداً رفيعاً في الجيش العراقي في عهد الرئيس الراحل صدام حسين.وأكد الربيعي لـ( سي إن إن) ، أن اعتقال عبد الهادي العراقي "يظهر أننا نتعامل مع عناصر تنظيم القاعدة بالعراق، ومتطرفين من الموالين لصدام، والذين يبدو أنهما (الجماعتان) تعملان عن قرب بين بعضهما البعض."ووصف الربيعي إعلان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" الجمعة نقل عبد الهادي العراقي، الذي وصف بأنه "وجه مهمّ" في تنظيم القاعدة، إلى معتقل غوانتانامو، بأنها "أنباء سارة"، مشيراً إلى أن المعتقل كان أيضاً من القادة البارزين لحزب البعث.وأضاف قوله إن ذلك "يظهر لنا أيضاً أن هذه الحرب لا تتعلق فقط بالعمليات العسكرية، وإنما هي حرب تعتمد أساساً على دور لأجهزة الاستخبارات."وكشف الربيعي عن الاسم الحقيقي للمعتقل، قائلاً إن اسمه عبدالرزاق نيشوان، فيما ذكرت مصادر البنتاغون أنه "كان واحداً من أهمّ عناصر تنظيم القاعدة، ومن أكثرها خبرة ونشاطاً عند اعتقاله."وأضاف المتحدث باسم البنتاغون، بريان وايتمان، أنّ عبدالهادي كان على علاقة بزعماء جماعات متشددة متحالفة مع القاعدة، في أفغانستان وباكستان، ومن ضمنها طالبان. كما أوضح أنّ المعتقل عمل "بكيفية مباشرة مع طالبان لتحديد المسؤولية وخطوط الاتصال بين طالبان وزعماء القاعدة في أفغانستان، وخاصة فيما يتعلق باستهداف القوات الأمريكية."ووصف مسؤولون في وزارة الدفاع والمخابرات الأمريكية، العراقي بأنه رئيس عمليات القاعدة الذي أشرف على مؤامرات لاغتيال الرئيس الباكستاني برويز مشرف، وقاد عمليات القاعدة ضد القوات الأمريكية في أفغانستان.وقال المسؤولون إن عبد الهادي كان عضواً في مجلس الشورى لقيادة القاعدة، قبل هجمات 11 سبتمبر2001م، والذي لم يعد له وجود الآن، وعمل في الآونة الأخيرة من قواعد في المناطق القبلية بباكستان.وذكر ملخص حكومي أمريكي بشأن أحدث المعتقلين في غوانتانامو، أنه كان"معروفًا ومحل ثقة" لأسامة بن لادن زعيم القاعدة، فيما كشف وايتمان عن أن العراقي كان يعتزم "إدارة شؤون القاعدة" في العراق، عندما اعتقل أثناء محاولته دخول البلاد.وبإضافة عبد الهادي العراقي إلى السجناء الذين يحتجزهم الجيش الأمريكي في معسكر غوانتانامو، يرتفع عدد المعتقلين في هذا المعتقل الذي يواجه انتقادات دولية متزايدة، إلى 385 محتجزاً.وقد أشاد مسؤول رفيع في وكالة المخابرات الأميركية باعتقال القيادي في تنظيم القاعدة عبدالهادي العراقي واعتبره "انتصارا فريدا" للوكالة.وقال مسؤول الوحدة الجوية للوكالة الجنرال مايكل هايدن في بلاغ مكتوب لموظفي الوكالة إن اعتقال العراقي "انتصار فريد"، مضيفا أن الـ"سي آي إيه" لعبت دورا مفصليا في مساعي" تحديد مكانه".ورجح مسؤول في الوكالة لم يشأ الإفصاح عن هويته أن يكون العراقي اعتقل نهاية العام الماضي 2006 دون أن يضيف تفاصيل أخرى.جاء ذلك بعد إعلان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) براين ويتمان أن "سي آي إيه" اعتقلت العراقي (46 عاما)، وأضاف أنه نقل منذ أسبوع إلى معتقل قاعدة غوانتنامو.ورفض وايتمان الإفصاح عن معلومات أخرى بخصوص توقيت وظروف ومكان اعتقاله وما إذا تم ذلك داخل الأراضي العراقية أو في بلد آخر.ووصف العراقي بأنه أكثر المسؤولين خبرة ميدانية في التنظيم، وأنه توجه إلى العراق لقيادة عمليات القاعدة والتخطيط من هناك لهجمات ضد أهداف غربية خارج الأراضي العراقية.وتتهم واشنطن عبد الهادي العراقي بالتخطيط وقيادة هجمات على القوات الأميركية في أفغانستان عبر الحدود الباكستانية بالتنسيق مع طالبان بين العامين 2002 و2004.كما أنه متهم بالتخطيط لمحاولة اغتيال الرئيس الباكستاني برويز مشرف ومسؤولين في الأمم المتحدة. ونقلت الأنباء في واشنطن عن مسؤول في البنتاغون -طلب عدم ذكر اسمه- أن العراقي يعتبر قائدا ميدانيا بارزا للقاعدة منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي وقضى في أفغانستان 15 عاما. كما أنه على اتصال مباشر بزعيم التنظيم أسامة بن لادن والرجل الثاني أيمن الظواهري اللذين يثقان به، وفق ما نقلت عن المسؤول الذي أشار إلى علاقته بجماعات وصفها بالمتطرفة في كل من باكستان وأفغانستان.وأِشارت إلى أن عبد الهادي العراقي -وفق البنتاغون- التقى أعضاء في القاعدة بإيران أثناء محاولته العبور إلى بلاده العراق، موضحة أنه من مواليد مدينة الموصل عام 1961 وكان ينتمي إلى الجيش العراقي السابق.وفي ردود الفعل الدولية على اعتقال العراقي اعتبر الناطق بلسان وزارة الدفاع الباكستانية محمد ظاهر عظيمي أن اعتقال العراقي "نجاح مهم من شأنه ضرب الشبكات الإرهابية".وفي إسلام آباد قال وزير الداخلية الباكستاني أفتاب خان شيرابو إن اعتقال العراقي "تطور مرحب به".وذكر مسؤول استخباري أفغاني لم يفصح عن هويته أن المسؤول المعتقل كان يعمل انطلاقا من منطقة القبائل الباكستانية شمال غرب البلاد قبل أن يختفي من هناك أواسط العام 2005. وقال إن العراقي كان يقود قوة القاعدة التي قاتلت القوات الأميركية في منطقة شاه أي كوت الأفغانية عام 2002.
ردود أفعال ترحيبية باعتقال الإرهابي (عبدالهادي العراقي)
أخبار متعلقة