صنعاء / سبأ:اعتبر رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني الاحتفاء بالمناضل الكبير القاضي عبد السلام صبرة وفاءً وعرفانا لرجالات اليمن الكبار صانعي التحولات الكبرى، من خلال دوره البارز والمؤثر في الحركة الوطنية اليمنية.وأشار رئيس مجلس الشورى في الاحتفائية التي نظمتها مؤسسة اليمن للثقافة والتراث أمس تكريماً للمناضل القاضي عبدالسلام صبرة إلى الأهمية التي يكتسبها هذا الاحتفاء كونه يعكس ما تحقق على صعيد النضال الوطني بكل أبعاده وتجلياته وخاصة ونحن اليوم نجني ثمار ثلثي قرن من العمل الدؤوب والأداء المتقدم والالتزام الصارم لمبادئ الثورة لدى هذا الزعيم الوطني.وقال عبدالغني في الاحتفاء الذي حضره مدير مكتب رئاسة الجمهورية علي محمد الآنسي، ونائب رئيس مجلس الشورى محسن العلفي ووزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى :” إن هذه الاحتفالية تعد بمثابة رد الجميل لرجالات اليمن الأبرار وهاماتها الباسقات أمثال والدنا المناضل الكبير القاضي عبدالسلام صبرة”.وأضاف:” نجد أنفسنا اليوم نقف في حالة عرفان وتقدير للزعيم الوطني الكبير رمز الوفاء فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي تجسدت في سجاياه أعمق دلالات الوفاء لرجال الثورة ومبادئها من خلال رعايته الكريمة لتلك الكوكبة وإخلاصه لكل مبادئ الثورة اليمنية”.وقال:” إن الوالد المناضل عبدالسلام صبرة وبإتفاق كل رفاق النضال الوطني بمختلف مراحله يعد احد رموز الثورة اليمنية وأحد أهم صناعها والتجسيد الصادق لحلم الدولة الوطنية العادلة القائمة على أسس الكرامة والعدل والمساواة التي ينال أبناؤها في ظلها الحق في الحياة الكريمة بعيدا عن أشكال الظلم والقهر التي سادت أرجاء الوطن خلال حكم الإمامة”.. مشيراً إلى مايتميز به المناضل عبدالسلام صبرة من رجاحة عقل وحكمة بشهادة جميع قادة الثورة لمواقفه البطولية الشجاعة والثابتة والتي جسدها خلال مسيرته النضالية .
جانب من الحضور
من جانبه قال وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي :” نحتفل اليوم بتكريم رائد من رواد الحركة الوطنية وواحد من الرعيل الأول من المناضلين الذين بدؤوا حركة المعارضة للنظام الامامي وشكلوا بذور الوعي الوطني المطالب بالتغيير والثورة .وأضاف:” إن لقاءنا اليوم يمثل احتفالاً بالحضور الرائع الذي يجمع عقوداً من تاريخ الوطن والثورة عبر فيها اليمن من ظلام الامامة وظلم الاستعمار الى اشراقات الثورة والوحدة والحرية“.ولفت إلى أن التاريخ النضالي يتجسد في شخصية المناضل والرائد القاضي عبدالسلام صبرة الرجل الذي عاش مراحل التغيير وعانى تحولاتها, وشارك في وقائعها وملأ صفحات تاريخها بالمواقف الحكيمة والأعمال الجليلة .وأكد المفلحي أن المناضل صبرة قد جمع في شخصه كل الأحرار اليمنيين والتقى عنده قبل اللحظات الأخيرة من إعلان ثورة سبتمبر الضباط الأحرار لقادة الجيش اليمني والأحرار من الحركة الوطنية التي ينتمي اليها لتثمر تلك اللقاءات ثورة الوطن وحريته وكرامته .وقال :” لقد رأيناه حريصاً على تاريخ الثورة ونضال الثوار اليمنيين أكثر من حرصه على إبراز دوره في الثورة وهو إنكار للذات الذي يبين أصالته وثوريته ويكشف حرصه المعهود على نقاء الثورة وتاريخها “. . مؤكداً أن أعظم تكريم لهذه القامة الكبيرة يتمثل في المعاهدة على الاستمرار في المسار الوطني الذي مهد له وشارك في صنعه والمحافظة على الثورة والجمهورية والوحدة.إلى ذلك اشار رئيس مجلس امناء مؤسسة اليمن للثقافة والتراث الدكتور حسين العمري، إلى المناقب الوطنية للقاضي عبدالسلام صبرة التي تميز بها خلال رحلة نضاله الطويلة والتي تعرض خلالها للسجن من قبل الامامين يحيى حميد الدين وابنه احمد.وقال الدكتور العمري:” إن صبرة يعتبر بمكانة الأب الروحي لتنظيم الضباط الاحرار الذين فجروا ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وكان نجله الراحل اللواء عبدالله عبدالسلام قد تشرب بروح والده وأصبح واحدا من أبطال ذلك اليوم العظيم.
... ويكرم الشاعر عبدالله الكبسي بوسام المؤسسة
وقدم رئيس مجلس الأمناء نبذة تعريفية عن المناضل صبرة، أوضح فيها انه ولد في صنعاء عام 1912م وتتلمذ على يد علمائها المعروفين ومنهم قادة في الحركة الوطنية أمثال الشهيدين احمد المطاع والحورش والصفي محبوب وابي طالب (الخطيب)، فيما كان زملاؤه في السجن ابو الاحرار الزبيري والمرحوم القاضي محمد الخالدي.وبين العمري ان صبرة تزامل وعمل بعد الثورة مع عدد من المناضلين منهم من زملائه في حجة كالرئيس الراحل المشير عبدالله السلال والفريق حسن العمري بل كان نائبا لهما او في بعض الاحيان قائما بأعمالهما متحملا تبعات جساماً في اوقات صعبة من تاريخ الجمهورية .. إلا ان الله تعالى قد امد في حياة هذه الشخصية الفريدة ليكون اليوم شاهداً على العصر وذاكرة لتاريخ الحركة الوطنية اليمنية بل رمزها الوطني الانساني المميز.كما استعرض اللواء علي عبد الله السلال سيرة المحتفى به، وتطرق إلى بعض الوقفات من سيرته النضالية الحافلة وراتباطه بكثير من مؤسسي حركة المعارضة السياسية لمقارعة غول الإمامة،ومشاركته الفاعلة في الثورة الدستورية 1948م بدور بارز لا يزال الكثير منه مجهولا حتى يفصح عنه في مذكراته الشخصية، ذاكراً بعض ما ناله المناضل صبرة بعد فشل ثورة 1948م مع زملائه الأحرار الذين شاركوا في تلك الثورة العظيمة من صنوف الإذلال والقهر والتعذيب في سجن نافع بحجة.وأشار الى مأساة الزرانيق وموتهم البطيء والتي أكسبت المناضل عبد السلام صبرة وزملاءه روح التحدي ومواجهة الموت البطيء بإيمان قوي ويقين ثابت بأنهم أقوى من الموت ذاته، ومروراً بحركة55م ضد الإمام احمد بتعز،والتي كانت سبباً ايضاً في إطلاق سراح المناضل صبرة ورفاقه الثوار الأحرار وحتى عودة الأحرار المناضلين الى مسيرة الحياة النضالية الذين كان المناضل المحتفى به في مقدمتهم. من جهته عبر المحتفى به المناضل القاضي عبد السلام صبرة في كلمة القاها بالنيابة عنه حفيده مصلح عبد الله صبرة عن سعادته بهذا التكريم.. شاكراً القائمين والمنظمين لهذه الإحتفائية التكريمية سائلاً المولى عزوجل ان يكون عند حسن ظن الجميع وان يجعله من الذين انعم عليهم بالرضا والعفو والمغفرة، وان تستمر قافلة الثورة والجمهورية والوحدة لا تتوقف عن سيرها في طريق الخير والإصلاح التي يشهد بها واقع الحياة في كثير من المجالات.وتخللت الإحتفائية مشاركة أدبية للشاعر عبد الله هاشم الكبسي، وعرض فيلم من سيرة المحتفى به،وتقليد المحتفى به وسام المؤسسة.