الملابس الساخنة
بعيدا عن اللعبة البيضاء المحببة للملايين وفنونها وهدف إمتاع الجماهير العاشقة في المدرجات ، اتجهت العديد من لاعبات التنس إلي أقصر الطرق لتحقيق المكاسب والشهرة النجومية .. فالبعض اهتم بالاستعراض في الملاعب وإظهار القوام أكثر من التدريبات وتنمية القدرات والمواهب ، بينما فضل البعض الأخر المظهر والملابس الساخنة علي الأداء والقوة البدنية .وانتشرت هذه الظاهرة بشراسة في السنوات الأخيرة تحت قيادة اللاعبة السابقة الفاتنة الشقراء الروسية انا كورنيكوفا ، والتي أصبحت خطرا كبيرا يهدد مستقبل اللعبة في المستقبل القريب .وباتت لاعبات التنس مؤخرا تبحثن عن التألق الرياضي مع بحث دؤوب عن الطلّة البهية والقوام الممشوق والمفاتن المؤثرة في العيون والقلوب ، وهذه الأشياء يضعها المنظمون لبطولات التنس في الاعتبار حيث تحقيق الربح بالنسبة إلى المروجين ، كما انها تعد عوامل جذب للمشجعين والمعلنين والنقل التلفزيوني والإعلانات .ولعلّ ظاهرة اللاعبة الروسية المعتزلة آنا كورنيكوفا في الأعوام الماضية فتحت العيون على هذا الرأسمال غير المستثمر إذ باتت "قنبلة" الملاعب وصاحبة العقود الإعلانية التي تغنيها عن البروز والتألق في الدورات وحصد جوائزها.ترجع مستوى كورنيكوفا كلاعبة بسبب عدم تركيزها الدائم على التدريب وتفضيلها علاقات الاستعراض والتمثيل الإعلاني وبرامج المنوعات لكنها ظلّت مطلوبة من المنظمين للدورات والضامنين لعقودها حتى تركت اللعبة وكانت شركات الدعاية ومن ثم المتفرجون يتهافتون علي البطولات التي تشارك فيها كورنيكوفا.ولم تكن كورنيكوفا هي اللاعبة الوحيدة في العالم التي أخذت من التنس بوابة للشهرة والنجومية بملابسها الساخنة بل انساقت مواطنتها الروسية شارابوفا في هذا الطريق هي الأخرى ، إلا أنها رغم ذلك تألقت وهي في الخامسة عشر من عمرها وتمكنت في هذا السن الصغيرة من الحصول على بطولة اليابان المفتوحة للتنس ، ثم بطولة كوبك ، ثم بطولة ويمبلدون أحدي بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى والعديد من الألقاب ، وأخيرا بطولة أمريكا المفتوحة "فلاشينج ميدوز"ورغم تألق شارابوفا في عالم التنس إلا أنها انساقت للدخول في عالم الاستعراض والاهتمام بالإعلانات حيث وقعت العديد من العقود لشركات إعلان مختلفة .يتوقع لها النقاد والمحللون ان تكون نسخة طبق الأصل من مواطنتها الروسية انا كورنيكوفا بالإضافة إلى التشابه الكبير في الشكل بينهما سواء في الشعر الأصفر الحريري الطويل أو العيون الزرقاء ، إلا أن شارابوفا خيبت الظنون حتى الآن بتألقها في عالم التنس وبطولاتها التي تبرزها يوما بعد يوم .. وأكدت أنها تتمنى أن تكون اللاعبة الأولى في العالم لذلك فهي تسعى إلى تحقيق حلمها منذ ان كانت طفلة صغيرة وتسعى بكل جد في الوصول إليه.وقالت شارابوفا أن دخولها عالم الإعلان لن يقلل من مستواها في التنس خاصة إنها دخلت مجال الإعلان لكي تحقق شهرة تفيدها في مشوارها الرياضي في التنس كما أن مجال الإعلان يعطي اللاعبة الربح الذي يساعدها على التركيز في التنس .أما الحسناء السمراء نجمة التنس الأمريكية سيرينا وليامز فقد أبدت أكثر من مرة رغبتها في العمل في عالم تصميم الأزياء خصوصا أنه عالم جذاب ، مشيرة إلي أنها تشعر بالسعادة في هذا العالم الجديد عليها ، وأن الأقمشة والألوان تجذبها.وشاركت سيرينا في أكثر من عرض للأزياء ، وعرضت خلاله ملابس ساخنة للصيف ، وذلك خلال فترة إصابتها التي استغلتها جيدا وقامت بتجهيز العديد من موديلات الملابس التي سوف تقوم بطرحها في الأسواق ، ولم تكتفي سيرينا بالدخول في مجال الأزياء فقط بل وقعت عقد إعلاني مع شركة نايك أكبر شركة إنتاج ملبوسات رياضية في العالم بقيمة 60 مليون دولار, ليكون العقد الأول من نوعه في التاريخ الذي يبرم مع لاعبة أنثى وبموجب العقد ستتوقف سيرينا الشقيقة الصغرى لفينوس ويليامز عن ارتداء ملابس من إنتاج شركة بوما الألمانية ، التي كانت قد أبرمت معها عقدا لفترة ست سنوات.يتضمن حصولها مبلغ 12 مليون دولار تدفع على مدى خمس سنوات، كما أن توقيعها للعقد الإعلاني جعلها بموجبه أغنى لاعبة في تاريخ لاعبات التنس ، كما أكد ريكاردوا كولمبين مدير شركة نيك عن سعادته بانضمام سيرينا لأسرة نيك حيث أن ذلك من شأنه أن يزيد مبيعات الشركة بصورة كبيرة .وظهرت كذلك على مسرح التنس الجميلة الروسية ميسكينا إلا إنها لم تأخذ ما تستحقه من شهرة وإعلان خاصة إنها ذات مستوي ثابت ونجحت في إثبات وجودها علي ساحة عالم التنس دون ان تستخدم مغرياتها الجسدية رغم إنها تتمتع بنوع غريب من الجمال الهادىء الذي ربما لا يشبه حسن كورنيكوفا وشارابوفا الطاغي إلا إنه في الوقت نفسه تتمتع بوجه صافي وملامح جميلة هادئة تجذب إليها الكثير من عشاق اللعبة .وقد تبع ذلك بزوغ نجم الروسية ايلينا ديمنتييفا التي تقترب في الملامح والصفات من شارابوفا من حيث حسن الجمال والموهبة في عالم اللعبة البيضاء إلا انه تفوقت ووضعت لنفسها اسما في عالم اللعبة ولم تهتم فقط بجمالها كمؤثر لتحقيق الشهرة ومن ثم الاعتماد علي الظهور الإعلاني بل اعتمدت علي موهبتها التي وضعتها ضمن أفضل عشر لاعبات علي مستوي العالم .وظهرت جليا هذه الأيام جيلا جديدا مازال يخطو أولي خطوات النجومية نحو عالم التنس ، وذلك من خلال السير علي نفس الطريق وذات المنهج الذي يعتمد علي أن الملابس الساخنة والإغراءات الجسدية في ملاعب اللعبة البيضاء هي الطريق الأقصر والأسرع نحو الشهرة . وتعد الحسناء الروسية الشابة انا شاكفيتادزه ذات التسعة عشر ربيعا أخر إصدارات ومنتجات الجمال الروسي في ملاعب التنس ، فهل تواصل التحدي فى ملاعب التنس كما تفعل مواطنتها الجميلة شارابوفا أم تكتفي بالاعتماد علي جمالها والإغراءات المفعمة فى جسدها وتقلد مواطنتها المعتزلة كورنيكوفا وتطرق الطريق الأقصر للشهرة والنجومية وتكتفي بدلا من البطولات والإنجازات ببضعة ملايين تحصدها من الشركات الراعية والظهور على اغلفة المجلات ؟.