غضون
* خلال هذا الأسبوع أظهر الأمريكيون والأوروبيون اهتماماً كبيراً بالوضع السياسي في اليمن، وذلك من خلال تصريحات صدرت عن مسؤول في الخارجية الأمريكية وعن الاتحاد الأوروبي، وتكاد تكون متطابقة، حيث رحبوا بالانتخابات النيابية وتمنوا أن تكون حرة وشفافة ونزيهة وأن تدار من قبل اللجنة العليا للانتخابات، ودعوا في الوقت نفسه إلى عدم تبادل الاتهامات حول الإدارة الانتخابية وعدم اللجوء إلى العنف وعدم الاستمرار في حالة الانقسام حول هذه الانتخابات واقترحوا عودة الأطراف إلى الحوار للوصول إلى توافق حول القضايا الخلافية.. وأزعم أن الإنصات إلى نصائح الراشدين ضرب من الرشاد، كما لابد من الإدراك أن ما نقوم به في بلادنا ليس حقاً خالصاً لنا وحدنا، خاصة إذا كان ما نقوم به يؤدي إلى أزمات ووضع عراقيل أمام التنمية والنهج الديمقراطي.* المؤتمر الشعبي عقدت أمانته العامة اجتماعاً الأربعاء الماضي برئاسة نائب الرئيس الأمين العام عبدربه منصور هادي ورحب بما ورد في التصريحات الأمريكية والأوروبية، وأكد حرصه على الحوار السياسي مع كافة أحزاب المعارضة ودعاها مجدداً إلى المشاركة في كل إجراءات ومراحل العملية الانتخابية، وأكد أيضاً تمسكه بموقفه بشأن إجراء الانتخابات في موعدها، وهو موقف يرفض تأجيل الانتخابات وفي الوقت نفسه يؤكد رغبته في العودة إلى الحوار للتوافق حول القضايا التي تلي مرحلة مراجعة وتعديل جداول الناخبين.. والوقت لا يزال يساعد على ذلك وعلى تبادل التنازلات. وبمقابل هذا الموقف الواضح بدت قيادات أحزاب اللقاء المشترك مضطربة حيال التصريحات الأوروبية والأمريكية.. فبعضها غاضب وبعضها مرحب.. بعضها تقول إن التصريحات ليس فيها أمر جديد وأخرى تقول إنها مهمة ويجب أن تدرس.. طرف في المشترك يقول ليس لدينا ما نتنازل عنه، وطرف يرى أن حزب السلطة عليه أن يتقدم نحونا خطوة وعلينا أن نقابلها بخطوة حتى نلتقي.. ومع ذلك قد يكون هذا الاضطراب هو نتاج عدم رضا عن التصريحات الأوروبية والأمريكية التي شجعت من حيث المبدأ على إجراء الانتخابات.* قيادات أحزاب اللقاء المشترك تظهر بمظهر تلك “الخاور المستحي”، فهي لا تريد مقاطعة الانتخابات لأن في ذلك مواتاً سياسياً لها، وفي الوقت نفسه تخشى المشاركة وهي لم ترتب أوراقها بعد نظراً لأنها استغرقت جزءاً من الوقت الهام في الاشتغال بسلوك وخطاب سياسيين لم يفلحا في تأجيل الانتخابات.وأزعم أن على قيادة المؤتمر الشعبي أن تساعد هذه الأحزاب من خلال مبادرة جديدة ليس فيها تنازل عن موعد الانتخابات وفيها تنازل مقبول لجهة ضمان مشاركة هذه الأحزاب في الانتخابات بالقدر الذي يطمئنها أنها مشاركة مجدية.. وفي كل الأحوال المشاركة ستكون مجدية، وما تحتاج له هذه الأحزاب هو التخلي عن فكرة “النتائج محسومة سلفاً..”.. فالنتائج يتحكم فيها الناخبون وحدهم ويجب الثقة بهم.