العمال في عيدهم العالمي
في الاول من مايو من كل عام يحتفي عمال العالم بعيدهم العالمي كتقليد سنوي بينهم من تقدير رمزي عالمي لهذه الشريحة الواسعة في المجتمعات العالمية نظير ما تبذله من جهود وما تقدمه من خدمات يعجز اللسان عن منحها ما يليق بها من آيات الشكر والتقدير والعرفان.يسهرون من اجل راحتنا ويتعبون من اجل خدمتنا، يكابدون الآلام والمتاعب والصعاب داخل مقرات أعمالهم المختلفة ويضربون بمنغصات الحياة وتأثيراتها السلبية على حياتهم والأسرية عرض الحائط في سبيل استمرار مسيرة العطاء والبذل والكفاح، تراهم في المصانع ومواقع العمل كخلية النحل يعملون بجد وإخلاص وتفانٍ حتى خلال أيام العطل الرسمية.وفي بلادنا تأتي هذه المناسبة هذا العام بعد الخطوة الجادة التي اتخذتها الحكومة ممثلة بإقرار هيكل الأجور والمرتبات والذي أسهمت مرحلته الأولى في معالجة الأوضاع المعيشية لشرائح الموظفين بمن فيهم العمال وهو الأمر الذي خلق لديهم بارقة أمل لمواصلة الاهتمام بأوضاعهم المعيشية والمضي قدماً في استكمال مراحل هذه الاستراتيجية بما يلبي رغباتهم وتطلعاتهم وخصوصاً ان المرحلة الأولى لم تف بالغرض وما يزال العامل اليمني غارقاً في مشاكلة الاقتصادية والمادية.وفي ذات السياق يأتي الاحتفال اليوم في وقت تجدر فيه العمل النقابي في أوساط هذه الشريحة يعكس ذلك الحراك المنقطع النظير للنقابة العامة لعمال اليمن والتي أظهرت نشاطاً ملموساً في الدفاع عن حقوق وامتيازات كافة منتسبيها بما في ذلك مواقفها المشهودة إزاء تصنيف العمال في هيكل الأجور والمرتبات وحرصها على تدريب وتأهيل الكادر المحلي وتزويده بالمهارات الفردية التي تحمل منه عنصراً منتجاً بتميز واقتدار يكفي لكسر عقدت الأجنبي التي ما تزال مسيطرة على عقول بعض مسؤولينا.بالاضافة إلى دور النقابة في التنسيق مع الجهات ذات العلاقة للعمل على ترجمة مضامين برنامج الرئيس الانتخابي فيما يتصل بقضايا العمال وتحسين أوضاعهم المعيشية ومنحهم الإعفاءات والتسهيلات الضرورية التي تمكنهم من العيش بهدوء واطمئنان وراحة واستقرار مادي ومعنوي وهو ما يشكل في حد ذاته دافع وحافز لهم لمضاعفة الجهود وزيادة الإنتاج وإمداد السوق اليمنية بكل حاجياته ولنا من الأصدقاء في اليابان والصين مضرب المثل في ذلك.ومما يجدر الإشارة إليه إلى أن قيام العديد من المؤسسات والمصانع والدوائر الحكومية بتكريم عدد من العاملين في هذا اليوم يعتبر تكريماً لكل العاملين على حدٍ سواء وهو تقليد محمود ينبغي على هذه الجهات أن تتعامل معه بحيادية وشفافية مطلقة معتمدة في ذلك على معيارين رئيسين هما الكفاءة والعطاء في الميدان من حيث الأقدمية في العمل والجهد الذي يبذل بعيداً عن المحسوبية والوساطة اللتين غالباً ما تعكر صفوة فرح وابتهاج العمال بعيدهم العالمي، وشرف متعة التكريم وأهميته ومكانته ودلالاته، ليدب اليأس والإحباط في صفوف العمال وهو ما يؤثر سلباً على مستوى أداء الأعمال المنوطة بهم.وفي الأخير تهانينا الحارة لأصحاب السواعد السمراء العنوان الأكثر تميزاً في البذل والتضحية والعطاء وهم يحتفلون بعيدهم العالمي مع الأمنيات لهم بالمزيد من التقدم والرقي في حياتهم العلمية والانفراج والتحسن في أوضاعهم المادية والمعيشية وكل عام والجميع بألف خير.