تلوّث الهواء، شحّ المياه، ووجود بيئة ملائمة لتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض و الأوبئة، هي المخاطر الكامنة جرّاء الاحتباس الحراري، التي قد تؤثّر سلباً على صحة البشر، هذا ما أعلنه بيان فيدرالي صادر عن عدد من المسؤولين في الإدارات الصحيّة الأميركية في اجتماع عقدوه مع لجنة الصحة في الكونغرس الأميركي منذ أسبوعين . وقد حذر هؤلاء من أنّ حدوث أي تغييرات بيئية، سيؤثر سلباً وبشكل مؤكد على صحة سكان كوكب الأرض، لكنّ الأخطر و كما جاء على لسان الخبراء، يكمن في التأثيرات السلبية التي مازالت مجهولة لنا حتى الآن، أكثر من التأثيرات السلبية المعلومة. وفي هذا الصدد قال مدير مركز مراقبة الأمراض والأوبئة الأميركية للّجنة أنا لا أفكّر في بعض نواحي المسألة على أنّها سؤال افتراضي يبدأ بـ إذا، لكنّني أفكّر بها على شكل مجموعة من الأسئلة كـ من؟ ماذا؟ متى؟ أين؟ كيف؟ وما هو حجم الكارثة؟ . وفي المقابل توجّه رئيس لجنة البيئة في الكونغرس إلى الخبراء قائلاً أنتم تخبروننا أنّه يجدر بنا تحضير أنفسنا لوقوع هذه الكارثة، و أنّ الأصح و الأجدر بنا الشروع في تحضير أنفسنا منذ هذه اللحظة .تابع الخبراء تحذيرهم، قائلين تشتمل لائحة المخاطر الكامنة جرّاء الاحتباس الحراري، على مروحة عريضة من التأثيرات السلبية، تبدأ من زيادة في حجم الكارثة البيئية المرتقبة، كارتفاع في وتيرة الأعاصير، موجات الحرّ، انخفاض في معدّلات المياه و في نوعية الطعام الجيّد المتوافر .ولتوضيح الصورة أكثر، استعان الخبراء بالحادثة التي أدّت الى وفاة فتى في الـ 14 من عمره، في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، نتيجة إصابته بمرض الأميبا، بعد قيامه بالسباحة في بحيرة أريزونا، وعمد المركز بعد الوفاة إلى إصدار تحذير من السباحة في المياه الساخنة، أو في المياه الراكدة، حيث تعيش الأميبا. تابع الخبراء مداخلتهم قائلين قد تكون الإصابة بالأميبا أمر نادر، إلا أنّ الإصابة بالأمراض الأخرى الناتجة من الاحتباس الحراري، ليست بالندرة نفسها، ولإثبات صدق كلامهم أشاروا إلى الإحصائيات التي تشير إلى ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، نتيجة تلوّث الهواء المرتبط بثقب طبقة الأوزون. وأضافوا "يقوّض الاحتباس الحراري الجهود المبذولة بغية تحسين نوعية الهواء، إذ يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تسارع عملية تكوين الأوزون خلال أشهر فصل الصيف". وبينما تتفق الدراسات على أنّ النشاطات التي يقوم بها الإنسان هي المسبّب الأول لزيادة حرارة الأرض، نجد ألا أحد يعرف تماماً ما هو مقدار هذه الزيادة. كما أنّه يصعب توقّع عدد البشر الذين سيتكيّفون، أو سيفشلون في التكيّف مع التغييرات المناخية الجديدة.يُذكر أنّ عدداً من النواب الجمهوريين في اللجنة حذروا من أنّ الخوف من الاحتباس الحراري قد يؤدي إلى تحويل وجهة مصادر التمويل المهمة والمستثمرة في البرامج الصحيّة الفعّالة، إلى البرامج الخاصّة بالحدّ من انبعاث الغازات الدفيئة. الأمر الذي دفعهم إلى التساؤل ما هو التأثير الطويل الأمد لعدم تناول العقاقير الطبية الخاصة بالقلب، بضغط الدم و بتسكين الألم؟ .ويبقى السؤال الأزلي حول المعايير التي يجب اعتمادها بغية تحديد الأولويات، الأمر الذي يجب تحديده قبل أن تضطر البشرية إلى الاختيار بين المر والعلقم!!
الاحتباس الحراري يؤثر على الصحة البشرية
أخبار متعلقة