مدير وحدة الأوزون الوطنية في حديث لصحيفة ( 14 أكتوبر ):
فيصل أحمد ناصر
صنعاء / لقاء/ سمير الصلويتحتل القضايا البيئية حيزاً كبيراً من اهتمامات العالم بالنظر إلى ما يرتبط بها من تحديات يومية تؤثر على عملية التنمية وتحمل الاقتصاديات أعباء إضافية خاصة في المناطق النائية من العالم فاستنفاد طبعة الأوزون وتغير المناخ أمثلة على التهديدات العالمية التي تعرض الحياة على سطح الأرض للخطر وقد مثلت هاتان المشكلتان هماً للمجتمع العالمي خلال الفترة الماضية من خلال الاتفاق على ضرورة التصدي لمثل هذه المخاطر والتوقيع على الاتفاقيات والبرتوكولات العالمية ذات العلاقة صحيفة (14 أكتوبر) ولأهمية هذا الموضوع التقت بالمهندس فيصل أحمد ناصر مدير وحدة الأوزون بالهيئة العامة لحماية البيئة لمعرفة بعض التفاصيل وكانت الحصيلة التالية [c1]حماية الحياة على الأرض[/c]* بداية نود أن نتعرف من خلالكم على طبقه الأوزون وكيف يتم التأثير فيها؟- طبقة الأوزون هي طبقه رقيقة من الغلاف الجوي يتركز فيها الأوزون (مركب كيمائي يتكون من ثلاث ذرات أكسجين) وتقع ضمن طبعة الإستراتوسفير الجوية على ارتفاع يتراوح بين (20 - 30كم) من سطح الأرض وتعمل على حماية الحياة على الأرض من الجزء الضار من الأشعة فوق البنفسجية ويتم التأثير فيها بوجود مواد تتميز بالثبات الكيميائي في طبقة الغلاف الجوي القريب من سطح الأرض وتحتوي على ذرة أو أكثر من الكلور أو البروم أو كليهما معاً وتبدأ في تفاعلات متسلسلة في طبقه الإستراتوسفير تؤدي إلى تآكل طبقة الأوزون.[c1]اهتمام المنظمات البيئية[/c]* ما أهم الاتفاقيات الموقعة في هذا الجانب وما هي الجهات الراعية والمهتمة بذلك؟- هناك عدد من الاتفاقيات والبرتوكولات بداية باتفاقية فينا لحماية طبقة الأوزون المبرمة في 22 مارس 1985م والتي وافقت عليها بلادنا وكذا بروتوكول مونتريال للمواد المستنفدة لطبقة الأوزون المبرم في ديسمبر 1987م وتعديلاته التي توافق بلادنا على الانضمام إليها طبقاً لأحكام دستور الجمهورية وهناك عدد من الجهات المهتمة بالحفاظ على البيئة وحماية طبقة الأوزون مثل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة (ONDP) ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (ONEP) وعدد من الجهات الدولية.
[c1]بدائل صديقة للبيئة[/c]* ما هي أهم المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وما هي المواد البديلة؟- هناك عدد من المواد المستنفدة للأوزون والتي يفرض البروتوكول قيوداً على استيرادها وتصديرها وإنتاجها بهدف التخلص التدريجي منها من هذه المواد (الهالونات) التي تعد أكثر فتكاً وهي عبارة عن مجموعة من المواد الكيمائية المركبة من الهيدروجين والكربون وتستخدم بصورة رئيسية في عمليات إطفاء الحرائق ويليه مادة بروميد المثيل والتي تتكون من الكربون والهيدروجين والبروم وتستخدم كغاز تعقيم التربة بقطاع الزراعة كما تستخدم كتعقيم لما قبل الشحن في السفن والحاويات ومخازن الحبوب والمواد الغذائية والمنازل وصوامع الغلال والحجر الصحي وكذا مادة الابروسولات والتي تتكون من غازات سائلة مضغوطه.وقد وجدت بدائل لهذه المواد تتميز بقلة أو انعدام تأثير على طبقة الأوزون تتمثل بالمواد المدورة وهي التي سبق استخدامها وأعيد تنقيتها من الشوائب وكذا المواد المخلوطة التي تتكون من مركبات كيميائية مختلفة تدخل فيها المواد الخاضعة للرقابة بنسبة بسيطة.ما هي أهم الخطوات المتبعة لتقليص استخدامات اليمن من المواد الخاضعة للرقابة؟- لقد شكل قرار مجلس الوزراء رقم (275) لعام 2006م بشأن لائحة التحكم في المواد المستنفدة لطبقة الأوزون بداية للتخلص التدريجي من المواد الخاضعة للرقابة وفقاً للتدابير الرقابية المحددة في البروتوكول وتتمثل بمرحلة التجميد وهي أول مرحلة من مراحل التخلص التدريجي لمادة أو مجموعة مواد خاضعة للرقابة يثبت خلالها استخدام هذه المادة أو المواد عند مستويات معينة ويحدد البروتوكول هذه المستويات وأزمانها إضافة إلى التكيف المتنقل المتمثل بوحدة تكييف هواء السيارات والمركبات والشاحنات سواء كانت مدمجة من تصميمها أم لا.
[c1]مكافحة تلوث الغلاف الجوي[/c]* أهم أهداف وحدة الأوزون الوطنية.إن إنشاء وحدة الأوزون الوطنية جاء بهدف التخلص التدريجي السلس من استخدامات المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وإحلال المواد البديلة لها لتفادي أي اختناقات عند توقف تصنيع هذه المواد عالمياً بحسب البروتوكول الذي يهدف إلى مكافحة تلوث الغلاف الجوي وعلى وجه الخصوص تآكل طبقة الأوزون من خلال وضع المعالجات والسياسات الكفيلة بالحد من انبعاثات المواد المستنفدة لهذه الطبقة وذلك بالعمل بمبدأ الشراكة الدولية لحل الأزمات البيئية والتزام الجمهورية بالتخلص من الأجهزة التي تعمل بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون ودعم الاتجاه الدولي بتدريب منتسبي الجمارك على معرفة المواد والمنتجات ذات الصلة بالتلوث البيئي من خلال جمع وتبويب وتحليل كافة البيانات والمعلومات المتعلقة باستخدام المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في القطاعات المختلفة وتحديثها سنوياً وعمل تقييم دوري للأوضاع المرتبطة بالمواد المستنفدة واستخدماتها واقتراح المعالجات والإجراءات للمشاكل والصعوبات التي تواجه تحقيق الأهداف المحددة في خطة الهيئة وإبلاغ الجهات المعنية بها بالطرق الرسمية.[c1]برامج مختلفة[/c]* أبرز إنجازات البرنامج الوطني خلال الفترة الماضية؟- لقد عملت وحدة الأوزون الوطنية منذ إنشائها عام 1999م على متابعة القطاعات الوطنية المستخدمة للمواد المستنفدة للأوزون وتهيئة المناخ مع واقع توقف صناعة مواد الكوروفلوروكربون عالمياً 2010م وفقاً للمدة الزمنية التي حددها بروتوكول مونتريال متعدد الأطراف،وقد نفذت الهيئة مرحلتين من البرنامج الوطني للاسترجاع والتدوير بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة فرع بروتوكول مونتريال فقد وفر صندوق مونتريال الدعم اللازم لشراء أجهزة استرجاع وتدوير الفريونات وملحقاتها بقيمة إجمالية حوالي (224) مليوناً و (800) ألف ريال يمني،وتم تدريب مدرسي أقسام التبريد والتكييف بالمعاهد الفنية والتقنية بالتنسيق بين الهيئة ووزارة التعليم الفني والتدريب المهني،وشهدت المرحلة الثانية تدريب (1146) فنياً من عمالة سوق العمل من الفنيين العاملين في ورش صيانة أجهزة التبريد والتكييف،وبعد انتهاء المعلومات الخاصة بورش صيانة التبريد والتكييف بهدف تحديد الورش المؤهلة لتشغيل الأجهزة طبقاً للمعايير المعتمدة،وأظهرت المسوحات وجود (480) ورشة مؤهلة لتلقي أجهزة التدوير مصنفة إلى أربعة مستويات كبيرة متوسطة،صغيرة،وورش صيانة مكيفات السيارات وقد تم توزيع الأجهزة للورش المعتمدة في محافظات الجمهورية كما تم تنفيذ ورش عمل بهدف تعريف المعنيين الوطنيين الرئيسيين بالالتزامات الدولية والمتطلبات اللازمة لإعداد خطة الإزالة للمواد المحظورة ودراسة مسودة إجراءات نظام التراخيص للمواد المستنفدة للأوزون التي نصت عليها التشريعات اليمنية والمعدة من قبل وحدة الأوزون بالهيئة العامة لحماية البيئة.
[c1]كلمة أخيرة[/c]أوجه رسالة إلى جميع أصحاب الورش الذين تسلموا أجهزة للتدوير بتفعيل هذه الأجهزة وعدم تركها جانباً وعليهم الإحساس بالمسؤولية تجاه الحفاظ على البيئة وحماية طبقة الأوزون التي يوليها العالم أهمية كبيرة.