التجمع اليمني للإصلاح يبدأ أعمال مؤتمره العام الرابع
صنعاء / سبأ :بدأت أمس السبت بصنعاء أعمال الدورة الأولى للمؤتمر العام الرابع للتجمع اليمني للإصلاح بمشاركة مندوبين عن فروع التجمع اليمني للإصلاح في محافظات الجمهورية.وفي بداية افتتاح أعمال المؤتمر تلا الأخ محمد عبدالله اليدومي أمين عام التجمع اليمني للإصلاح رسالة موجهة من الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح إلى المشاركين في المؤتمر جاء فيها :إخواني وأبنائي وأحبابي أعضاء المؤتمر العام الرابع .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كم يحز في نفسي غيابي حضور جلسات مؤتمرنا هذا وتعجز الكلمات عن التعبير عما يجيش في صدري من الحسرة لعدم تمكني من مشاركتكم هذا اللقاء والاستماع لكم والتحاور معكم. ويعلم الله مدى حرصي على ذلك خاصة وأن بلادنا وأمتنا تمر بظروف عصيبة تستدعي .اللقاء التشاور والتناصح , وتفرض علينا جميعا الارتفاع إلى مستوى المسئولية والترفع عن الجراحات والبعد عن المكايدات والمزايدات للخروج بالبلاد مما تعانيه والسير بها نحو الإصلاح والعدل والتنمية والأمن والاستقرار.. وإنني على ثقة من أنكم جميعا تقدرون الظروف التي حالت دون حضوري معكم والمشاركة في أعمال هذا المؤتمر وبالتالي ستقبلون اعتذاري عن عدم الحضور والذي فرضته علي ظروف صحية حالت بيني وبين أن أكون معكم وأن أسعد بلقائكم الذي أتشوق إليه دائماً.إن ما تمر به بلادنا من مصاعب وما تواجهه من تحديات تفرض علينا جميعاً الالتحام بالقاعدة الشعبية العريضة وتلمس همومها ومشاكلها والعمل بقدر الاستطاعة لإيجاد الحلول المناسبة لها , وإن ذلك يقتضي منا ومن كافة الإخوة والأبناء أعضاء الإصلاح العمل الدؤوب والمتواصل مع كافة القوى السياسية في الساحة وخاصة مع أحزاب اللقاء المشترك الذي نحرص على استمراره وتطوير آلياته وصولا إلى تحقيق الأهداف والطموحات التي اتفقنا ونتفق عليها وتجسيد ذلك من خلال التعامل اليومي في الميدان.وإذا كنت قد غبت عن الحضور معكم فإنني معكم بكل مشاعري وأحاسيسي أشارككمالهموم والآمال والتطلعات وأدعو الله سبحانه أن يوفقنا للوصول الى الغايات المرجوة، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يكلل أعمال مؤتمرنا هذا بالنجاح وأن نخرج بتصورات وقرارات تعزز مسيرة الإصلاح وتجذر دوره في الحياة السياسية اليمنية وتمكنه من تحقيق مشروعه الوطني الطموح لبناء يمن المستقبل المشرق الذي ينعم فيه أبناؤه جميعاً بخيرات الوطن وثرواته وترفرف فيه راية العدل والحرية والشورى والديمقراطية يمن الجمهورية والوحدة والتنمية .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.بعد ذلك ألقى الأخ ياسين عبدالعزيز القباطي نائب رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح كلمة أعتبر فيها انعقاد المؤتمر العام الرابع في ميقاته النظامي يمثل عمق وتجذر الممارسة المؤسسية داخل التجمع .. داعياً أعضاء المؤتمر العام الرابع الى المشاركة الفاعلة في إثراء المناقشات والحوارات والنقاشات في جلسات المؤتمر وفي جلسات اللجان للخروج بالقرارات والتوصيات التي تلبي تطلعات أعضاء التجمع .. داعياً قيادات وقواعد التجمع في مختلف الوحدات التنظيمية إلى التفاعل الايجابي مع واقعهم والبيئة المحيطة بهم وبذل المزيد من الجهد لتعميق نهج لإصلاح الوسطي المعتدل في أوساط المجتمع, والاستزادة من التحصيل العلمي والتسلح بأدوات ومناهج المعرفة وأدوات البحث العلمي والتطبيقي وإشاعة الشورى وثقافة الحوار وتشجيع الأجواء التي تتلاقح فيها العقول والأفكار..واستعرض المراحل التي مر بها التجمع والنجاحات التي حققها على مدى الأعوام الماضية وعلى وجه الخصوص مشاركته الفاعلة في الانتخابات المحلية والرئاسية.وقال :"إن انعقاد المؤتمر العام الرابع يأتي في ظل ظروف وأوضاع استثنائية بالغة التعقيد سريعة التغييرات مليئة بالمفاجآت محفوفة بأخطر وجوه التحدي وأحلك ظلمات الفتن تضعنا أفراداً ،جماعات، سلطة ومعارضة, رجالاً ونساء, شبابا ًوشيوخاً، أمام مسئوليات جسيمة تتطلب منا الارتقاء بوعينا لذاتنا وبعصرنا وإعادة اكتشافنا لأنفسنا ولما حولنا، وامتلاك الجرأة على مكاشفة أنفسنا بنقائصنا وبحقائق أوضاعنا وضرورات ومتطلبات تعاوننا وتعايشنا مع بعضنا البعض ".،مشيراً إلى انه من حسن الطالع ان يأتي انعقاد المؤتمر بعد ان تمكن أشقاؤنا في فلسطين الحبيبة وبمساعدة ومساندة من القيادة السعودية من توقيع اتفاق مكة الذي تجاوزوا فيه أسباب الفرقة والخلاف التي ألقت بظلالها الكئيبة على سماء الأمة الإسلامية جميعاً.وأضاف الأخ ياسين عبدالعزيز إن امتنا وشعوبنا لن تتمكن من التخلص والتحرر من أسباب الوهن والضعف التي أنهكتها وفتحت الباب على مصراعيه للوصاية والهيمنة الخارجية التي استهدفت الأوطان أرضا وشعوباً إلا إذا أعلينا من كرامة الإنسان وصون حقوقه وحرياته وامتلكنا القدرة على إدارة خلافنا واختلافاتنا بعيداً عن فجور الخصومة ومهاوي التنازع المقيت الذي لم يثمر سوى فشلنا وذهاب ريحنا, وتحلينا بروح المؤمن الألف المألوف المنفتح على واقعه ومحيطه وعصره الذي يرى الحكمة ضالته آن وجدها فهو أحق الناس بها.وفي الجلسة الافتتاحية ألقيت كلمة الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام من قبل الأخ عبدالرحمن محمد الأكوع الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام نقل في مستهلها تحيات قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام للمؤتمرين وتمنياتهم للمؤتمر العام الرابع للتجمع الخروج بالقرارات والتوصيات المنشودة .. معبرا عن أمله في ان يمثل هذا المؤتمر محطة هامة في مسيرة التجمع اليمني للإصلاح ومناسبة تتجسد فيها المعاني العظيمة للوقوف أمام تجربة العمل السياسي في اليمن في إطار التعددية السياسية والحزبية والتي على الجميع إثراؤها في صفوف أحزابنا ومع الآخرين بالممارسة الديمقراطية الفعلية والمسئولة.. مشيراً الى ما خلفته فتنة محاولة الانفصال في صيف 1994م من تدهور اقتصادي وما تم اتخاذه من معالجات لتجاوز ذلك الوضع.وتطرق الأكوع الى اللقاءات التي أجراها المؤتمر الشعبي العام مع الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية والتي تفاعل الجميع خلالها وصولاً الى تعزيز التجربة الديمقراطية وإجراء انتخابات رئاسية ومحلية ناجحة وشفافة شهد بنجاحها أكثر من 45 ألف مراقب محلي و400 مراقب دولي ينتمون الى أحزاب وتنظيمات ومنظمات دولية وإقليمية مختلفة.وقال "إننا في المؤتمر الشعبي العام نؤكد مجدداً حرصنا المستمر على مد جسور التواصل والتفاهم والحوار مع الجميع وفي المقدمة إخواننا في التجمع اليمني للإصلاح وانطلاقاً من ذلك فإننا نجدد الدعوة إلى إسدال الستار على كل الآثار السلبية التي خلفتها الدعايات والحملات الانتخابية الرئاسية والمحلية الأخيرة باعتبار أن ما حدث من تنافس أمر طبيعي ومألوف في الحملات الانتخابية المماثلة التي تجري في العديد من بلدان العالم الديمقراطي خاصة المتقدمة منها والتي ينبغي علينا أن نستفيد منها جميعاً بما يطور من تجربتنا الديمقراطية ويرسخ جذورها ويؤسس لمستقبل أفضل في الوطن وعلى مختلف الأصعدة".. وأضاف :" إنها لمناسبة نكرر فيها دعوة المؤتمر الشعبي العام للحوار مع كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية حول كل ما يهم الوطن وأبناه على قاعدة الدستور والقوانين النافذة والقواسم المشتركة والثوابت الوطنية وبما يكفل ايجاد توافق وطني حول مهام البناء المستقبلي ويخدم المصالح العليا لوطننا وشعبنا".. معتبراً الجميع سواءً في السلطة أو المعارضة شركاء في هذا الوطن وتقع على عاتقهم جميعاً مسؤولية تاريخية ومشتركة من أجل التنمية الشاملة وتعزيز الديمقراطية والوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والأمن والاستقرار .وتابع قائلا :" إننا وفي ظل هذه الظروف والمتغيرات التي يمر بها وطننا والمنطقة من حولنا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تضافر جهود كل أبناء الوطن بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية من أجل خدمة وطننا والنهوض به وعلى مختلف الأصعدة , والعمل على كل ما من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية وتكريس قيم التآخي والتلاحم ونبذ الفرقة والتعصب والكراهية والبغضاء وتجنب التعبئة الخاطئة أو التمترس وراءها والانتصار للحقيقة وللعقل والمنطق في التعامل مع كافة قضايا الوطن".وأردف قائلا :"إن شعبنا بمناضليه وعلمائه ومشائخه وسياسيه ومثقفية وقادته الذين تحطمت في الماضي على صخرة وعيهم وصمودهم كل المؤامرات والخزعبلات والتحديات التي واجهت مسيرة الوطن منذ قيام الثورة المباركة في الـ 26 من سبتمبر 1962م والـ14 من أكتوبر عام 1963م لهو اليوم أكثر قوة وصلابة وثقة واقتدار لمواصلة مسيرته وانجازاته على درب الحرية والديمقراطية والتنمية والأمن والاستقرار والتقدم ومواجهة تلك العناصر الإرهابية الخارجة على الدستور والنظام والقانون وإخماد تلك الفتنة التي أشعلتها تلك العناصر في بعض مناطق محافظة صعدة من أجل إلحاق الأذى بوطننا وشعبنا ومحاولة إعادة عجلة التاريخ للوراء, ولكن هيهات أن يتحقق لها ذلك فالشعب وقواه الخيرة وقواته المسلحة والأمن بالمرصاد لكل الخزعبلات وكل من يفكر المساس بأمن الوطن واستقراره ووحدته الوطنية ". كما ألقى الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني كلمة عن أحزاب اللقاء المشترك بارك فيها انعقاد المؤتمر العام الربع للتجمع اليمني للإصلاح في دورته الأولى ..مشيداً بمستوى الإعداد والتحضير لانعقاد المؤتمر وما رافقه من حوارات سياسية وفكرية عكست موضوعاتها المدى الذي قطعه التجمع في البناء التنظيمي والسياسي سواء في علاقته الداخلية أو في ثقته بالجماهير.وقال " تبوأ الإصلاح بذلك مكان الصدارة بين تنظيمات الحركة الإسلامية لاستيعابه شروط وخصائص الواقع الذي يناضل فيه بل وتحمل من موقعه المتميز في الحياة السياسية مسؤوليته الوطنية بكل جدارة في إثراء الفكر السياسي اليمني الخارج لتوه من سراديب الشمولية والاستبداد ومفردات الحقيقة المطلقة وأيدلوجيات الكراهية والإقصاء, وهي عملية مركبه من حيث طابعها البنائي الفكري والسياسي ولم تكن هذه العملية سهلة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الواقع المعقد الذي افرزه الميراث السياسي بكل ما شابه من صراعات ودورات عنف" .وأعتبر الدكتور ياسين وجود حزب مثل الإصلاح بمثل هذه الغايات الوطنية الكبيرة يعد إحدى الضمانات الأساسية بل والركائز المتينة لمستقبل التعددية السياسية والفكرية في اليمن.. مستعرضاً المناخات السياسية في اليمن وما شهدته من تطور هام من أبرزها ظهور تكتل اللقاء المشترك.. مشيراً الى ما حققته أحزاب اللقاء المشترك من نجاحات لتعزيز دورها في أوساط الجماهير.كما ألقيت كلمتان من قبل الدكتورة أمة السلام رجاء رئيس القطاع النسوي بالتجمع اليمني للإصلاح , والأخت توكل عبدالعزيز كرمان رئيس مؤسسة صحفيات بلا قيود عن منظمات المجتمع المدني أشارتا إلى ضرورة إشراك المرأة في العملية السياسية والعمل على توسيع دائرة التعليم للقضاء على الأمية خصوصاً في أوساط النساء.. وأشادتا بالمشاركة غير المسبوقة للمرأة في المؤتمر العام الرابع لتجمع الإصلاح والذي تجاوزت نسبة المشاركات فيه الـ15 في المائة، معربتين عن الأمل في أن يكون للمرأة نفس المشاركة والحضور في الهيئات القيادية التي ستتمخض عن المؤتمر.وقد تخلل حفل الافتتاح إلقاء قصيدتين شعريتين من قبل الأخوين سليمان الأهدل ومحمد علي عجلان , الى جانب فقرات إنشادية.هذا ويناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام تقرير الهيئة العليا للتجمع بالإضافة إلى انتخاب رئيس للهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ونائب للرئيس وكذا انتخاب أعضاء مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح.حضر حفل الافتتاح القاضي عصام السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى رئيس المحكمة العليا وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات الجماهيرية وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بصنعاء.