متحدث يقول إن الجيش عدل عن الجدار والصدر يدعو للتضامن مع الأعظمية
بغداد / وكالات : قال الجيش الأمريكي أمس الأربعاء انه قتل أميرا أمنيا بتنظيم القاعدة في العراق المتهم بقيادة خلية ترسل أطفالا قد تصل أعمارهم الى 12 عاما للقيام بهجمات انتحارية بسيارات ملغومة.وقتلت القوات الأمريكية محمد عبد الله عباس العيساوي الذي وصف بأنه أمير أمني في تنظيم القاعدة بالعراق في محافظة الانبار الغربية خلال اشتباك مع مسلحين يوم الجمعة.وقال الجيش الأمريكي في بيان ان العيساوي المعروف أيضا بأبي عبد الستار كان على صلة بالزيادة في الآونة الأخيرة في الهجمات بسيارات أو شاحنات ملغومة التي تحمل غاز الكلور السام.وتابع البيان "تشير تقارير استخباراتية الى أن هذه الخلية استخدمت أطفالا يبلغون من العمر 12 و13 عاما كسائقين" لهذه السيارات والشاحنات الملغومة.وصرح الميجر جنرال مايكل بابيرو نائب مدير العمليات الإقليمية في هيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع الأمريكية للصحفيين في واشنطن الشهر الماضي بأن المسلحين في العراق استخدموا أطفالا في هجومين انتحاريين منفصلين في مارس.ولم يتسن الحصول على تأكيد فوري لهذه التقارير.وذكر بيان الجيش أن العيساوي وله صلات بأبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق الذي قتل في غارة جوية أمريكية في يونيو عام 2006م كان أحد المسلحين الاثنين اللذين قتلا في اشتباك بغرب العراق. وألقي القبض على ثالث.وقالت القوات الأمريكية إنها عثرت أيضا على أسلحة بينها قنابل يدوية. من جانب آخر، قال مسؤول في مكتب الزعيم الشيعي رجل الدين المتواري عن الأنظار مقتدى الصدر أمس الأربعاء إن "المقاومة السياسية" "ستبقى منهج" التيار الصدري في العراق ودعا الى التظاهر ضد الجدار الأمني في حي الاعظمية السنية في بغداد. وأضاف الشيخ صلاح العبيدي في النجف ان "المقاومة السياسية هي ما تبناه التيار الصدري بعد دخوله الانتخابات والمنهج الذي يسير عليه وسنبقى على هذا الخيار". وأجاب ردا على سؤال حول موعد ظهور الصدر الى العلن ان اختفاء الصدر مبني على ضرورات موضوعية وأمنية ومتى انتفت هذه سيظهر من جديد، ورفض الكشف عن تحديد مكانه قائلا أنه ليس من الضروري معرفة أين هو. وكان مسؤولون عراقيون وأميركيون أعلنوا ان الصدر اتجه الى إيران بالتزامن مع بدء خطة "فرض القانون" لاستعادة الأمن في بغداد منتصف فبراير الماضي من جهة اخرى, قال العبيدي ان التيار الصدري سينظم تظاهراتين في بغداد أحداها في ناحية الكرخ (غرب دجلة) والأخرى في الرصافة (شرق دجلة) تنديدا بالحاجز الأمني في حي الاعظمية السني. وأضاف أنه إذا كانت الأوضاع الأمنية تساعد في الاعظمية فان عناصرا في التيار الصدري سيشاركون أهاليها في تظاهرة "تأييدا" لمطالبهم.إلى ذلك قال متحدث باسم الجيش العراقي أمس الأربعاء ان العراق أجرى تعديلات على خطة عسكرية أمريكية بإغلاق جيب سني في بغداد بجدران أسمنتية مرتفعة وانه سيجرى استخدام أسلاك شائكة وحواجز أسمنتية أصغر بدلا من ذلك.ويأتي الإجراء بتعديل المشروع المثير للجدل بعد أن طالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بوقف البناء في الجدار وطوله خمسة كيلومترات حول حي الاعظمية الذي يقطنه عرب سنة والذي تحيط به أحياء شيعية من ثلاثة جوانب.وشكا السكان بمرارة من الجدران وارتفاعها 3.5 متر التي ستعزلهم عن بقية الإحياء وستزيد من التوترات الطائفية الحادة.وقال العميد قاسم الموسوي المتحدث باسم الحملة الأمنية في بغداد التي تدعمها الولايات المتحدة "سعينا لبدائل أخرى مثل الأسلاك الشائكة والجدران الرملية والحواجز الإسمنتية الأصغر، "بدأنا على الفور تنفيذ أمر رئيس الوزراء منذ ثلاثة أيام."وقال الاميرال مارك فوكس المتحدث باسم الجيش الأمريكي يوم الاثنين ان إقامة الحواجز حول أسواق وأحياء بغداد حصل على موافقة الحكومة العراقية وأن الأمر يرجع للعراقيين للقيام بالتعديلات على الحواجز.ولكن فوكس والسفير الأمريكي لدى العراق رايان كروكر امتنعا في مؤتمرين صحفيين منفصلين عن القول ما إذا كان العمل في الجدار سيتوقف.ويبدو أن الجيش الأمريكي والسلطات العراقية فوجئا بالمشاعر العدائية التي أثارها المشروع بين سكان حي الاعظمية.وكان المالكي طالب أيضا العام الماضي بإزالة نقاط التفتيش التي أقامها الجيش الأمريكي في معقل الصدر في بغداد.وقال الجيش الأمريكي انه يقيم الجدران الإسمنتية الطويلة لحماية خمسة أحياء على الأقل في بغداد.ويقول الجيش ان الهدف هو حماية بعض المناطق السكنية من المسلحين وليس محاولة لتقسيم بغداد بشكل طائفي أو لإغلاق أحياء.على صعيد أخر تخطت القوات البريطانية في العراق مؤشرا داميا بمقتل جندي مدفعية (20 عاما) في مدينة البصرة الجنوبية هذا الأسبوع.وبذلك يبلغ عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في العراق هذا الشهر 11 جنديا وهو أعلى رقم للخسائر البشرية تتكبده القوات البريطانية في شهر واحد منذ مارس عام 2003م عندما فقدت 27 جنديا قتلوا في الأيام الأولى للغزو الذي قادته الولايات المتحدة.وقال تيم ريبلي المحلل العسكري البريطاني إن البصرة أصبحت مكانا أكثر خطورة على القوات البريطانية بعد إعلان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في فبراير الماضي عن تقليص حجم القوات البريطانية بمقدار الربع.وقال ريبلي الذي يكتب عن حرب العراق لإصدارات جين "الآن هذه فرصتهم لإثبات إنكم كنتم في صدارة الحرب وأنكم تطردون مع الامبرياليين."وسلمت القوات البريطانية السيطرة على محافظة ثالثة لقوات الأمن العراقية هذا الشهر وانسحبت من ثالث قاعدة عسكرية من بين خمس قواعد داخل مدينة البصرة التي تعد محورا لحقول النفط العراقية الجنوبية وحولها.كما أنهم يستعدون لتقليص قوتهم في المدينة وقوامها سبعة آلاف جندي الى حوالي 5500 في مطلع يونيو ويقول بعض كبار الضباط أنهم يواجهون تصعيدا في الحملة التي تشنها الميليشيات.غير أن الميجر ديفيد جيل المتحدث العسكري البريطاني قال من البصرة "أنني أرد عدد القتلى الذي يبعث على الأسى الى مصادفة مأساوية. لا يوجد منطق في ذلك."وتتعرض القواعد البريطانية للقصف بقذائف المورتر كما تتعرض الدوريات لهجمات بالقنابل التي توضع على الطرق ونيران الرشاشات كل يوم تقريبا.