حرية الصحافة
في الساعة العاشرة من صباح هذا اليوم الاثنين (21) مايو تلتقي في رحاب كلية الآداب في جامعة عدن كوكبة من قيادات ورواد ورجال الصحافة والإعلام للمشاركة في حلقة نقاش بعنوان (22) مايو وحرية الصحافة اليمنية “ مساهمة “ منها في الاحتفالات بذكرى إعادة وحدة الشعب والوطن اليمني وكذلك اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي صادف 3 مايو ويوم الصحافة العربية صادف 6 مايو الا أن المنظمين لهذا اللقاء ( منتدى الثقافة في جامعة عدن وفرع نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن ) وجدوا أن الاحتفال بالحريات الصحفية وذكرى إعادة الوحدة في يوم واحد هدفه التأكيد على الترابط الوثيق بين إعادة الوحدة وتحقيق الحريات وعلى رأسها الحرية الصحفية . كلنا يعرف أنه بدون إعادة تحقيق الوحدة ما كان لنا أن تتمتع بكثير من الحريات وفي مقدمتها الحرية الصحفية حيث كانت الحرية حلماً من الأحلام تماماً كما كانت إعادة تحقيق الوحدة نفسها حلماً من الأحلام ، الا أنه في نفس الوقت الذي حتمت فيه إعادة وحدتنا إنجاز وضمانه العديد من حرياتنا ومنها حرية الصحافة فإن حرية الصحافة وتعزيزها وتطويرها يعتبر في الحقيقة من الضمانات الأساسية لبقاء هذه الوحدة وتعزيزها وتطويرها . إنهما وجهان لعملة واحدة ، ولا تصلح هذه العملة بالطبع للتداول إذا تضرر أحد الوجهين أو جرى طمس بعض أجزائه أو تعرض للخدش أو الجرح .المشاركون في هذا اللقاء سيتناولون قضايا الحريات الصحفية في بلدنا من مختلف زواياها ، وأمل أن تقوم صحافتنا وأجهزة إعلامنا بالتغطية اللازمة لما سيتم طرحه من مواضيع لأهميتها في الحفاظ على ما تحقق من حريات وما نسعى إلى تحقيقه . كما أرجو من الزميلات والزملاء الإعلاميين والصحفيين الا يكتفوا بالمتابعة وأن يشاركوا من خلال صفحات الصحف وبرامج الإذاعة والتلفزيون في مناقشة قضايا الحريات في بلدنا وخاصة الحريات الصحفية ليس باعتبارها عنوان الحريات فحسب بل لارتباطها الوثيق بطبيعة مهنتهم ونظام عملهم ومستوى حياتهم المعيشي ، فالحرية الصحفية ليست مجرد قلم يتحرك بحرية فوق سطور الصحف بل هي أيضاً مقابل مادي حقيقي لعملهم الصحفي فالرواتب الحالية والمكافآت لا تكفي ولابد من تغييرها إلى الأفضل وما يعنيه ذلك من زيادة مخصصات الموازنات السنوية لوسائل الإعلام الرسمية وإعداد عقود عمل مناسبة للعاملين في الصحف الحزبية والأهلية مع تقديم الدعم المالي للصحف الأهلية والمستقلة وهناك أيضاً قضايا سكن الصحفيين ومواصلاتهم وعلاجهم وتقاعدهم وحقهم في الحصول على المعلومات والحقائق بيسر وسلاسة وضمان الحرية لهم أثناء عملهم وقضايا أخرى كثيرة لابد من مناقشتها ضمن موضوع الحريات الصحفية . لقد أضعنا زمناً طويلاً قبل الوحدة نتخبط في ظلام العبودية ، وهل هناك عبودية للإنسان .. هذا الكائن العاقل المفكر .. أسوأ من طمس فكره أو كبت رأيه وقطع لسانه ؟!هل يعقل بعد أن تفتحت أبواب ونوافذ الحرية وهب نسيمها العليل أن لا نسعى للمزيد منها ولكن قبل ذلك أن نحافظ على ما تحقق منها . [email protected]