أضواء
في نهاية شهر أبريل الماضي، وبالأخص 29 /4 /2010، نشرت الوطن مقابلة مع «المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان» في افغانستان، السيد «قاري يوسف احمدي». المتحدث الرسمي زعم أن «معظم الافغان المقيمين في الكويت ينتمون لطالبان». ودعا في حديثه الجميع الى الانضمام الى الحركة، بالطبع بعد ان يعلنوا التوبة حيث ان «باب التوبة مفتوح امام القلة القليلة التي لا تنتمي للحركة». واضاف السيد احمدي انه يعلم ان «الشعب الكويتي متعاطف مع حركة طالبان»، غير انه رفض الافصاح» عن عدد الكويتيين الذين قتلوا في عمليات عسكرية اثناء وجودهم في افغانستان».وفي الكويت كما يعلم الجميع ينفي انصار طالبان علاقة الجماعة بالارهاب وحماته. اما «المتحدث الرسمي»، الذي قيل انه طلب من الوطن عدم نشر صورته لدواع امنية، فقد أكد، كما جاء نصاً في الوطن، «ان العلاقة التي تربط حركة طالبان بأبي عبدالله اسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، هي العلاقة التي تربط الامارة الاسلامية بكل مسلم مهاجر مجاهد في سبيل الله».كما نفى المتحدث علمه «بما ذكر حول نصيحة الملا عمر لابن لادن بالكف عن اراقة دماء المسلمين». وكما اعتبر كل الافغان في الكويت اعضاء في حركة طالبان، وطالب البقية بالتوبة والاستغفار لعدم انضمامهم للحركة، اعتبر السيد أحمدي «عدد مقاتلي طالبان 24 مليون افغاني وهو تعداد الشعب الافغاني.. مخصوم منهم عدة آلاف تعاونوا مع العدو لأجل الحصول على المال فخسروا الدنيا والآخرة».ولا شك في ان اي قارئ محايد يدرك ان كلام السيد أحمدي حول انضمام جميع الافغان الى حركة طالبان مجرد مبالغة، فالشعب الافغاني يتشكل من عدة قوميات وقوة طالبان في قومية البشتون وهم لا يقفون جميعا خلفها. كما لا يعتقد الكثيرون ان المرأة الافغانية، وهي نصف الشعب، تناصرهم بحماس!تأكيد الناطق الرسمي على صلة بن لادن وتنظيم القاعدة وما يتبعهما من نشاطات وجماعات ارهابية بجماعة طالبان «هي العلاقة التي تربط الامارة الاسلامية بكل مسلم مهاجر مجاهد في سبيل الله»، بل واستهجانه ان يكون الملا عمر قد نصح بن لادن «بالكف عن اراقة دماء المسلمين»، يظهر بجلاء انتماء الجماعة الى نفس فكر وسلوك واستراتيجية بن لادن، والا لما ضحت بمصير الشعب الافغاني المعذب لتنقذ «ابا عبدالله»! ولعل هذا ما يفسر لنا سلسلة العمليات الارهابية التي تتبناها جماعة طالبان في افغانستان وباكستان في الاسواق والمدن والقرى، التي تنفذ دون رحمة او شفقة على يد جند «الامارة الاسلامية»، وكذلك جرائم حرق مدارس البنات واغتيال المدرسات والناظرات، وحث الافغان بالميكروفونات على عدم ارسال بناتهم إلى المدارس!المتحدث الرسمي لم يستغل هذه المناسبة للدعوة الى الاعتدال والى نهج جديد، وتناسى جرائم القاعدة في العالم الاسلامي من السعودية الى العراق والمغرب واندونيسيا وباكستان وكل مكان، بتشجيع من «ابي عبدالله» واتباعه، ممن دمروا مصالح المسلمين في كل مكان، وصبغوا الاسلام نفسه وسمعته لدى المجتمع الدولي وشعوب العالم بالعنف والدم والارهاب[c1]*عن/ صحيفة الأيام البحرينية [/c]