بغداد 14 أكتوبر/بيتر جراف: شنت القوات الأمريكية هجوما كبيرا في محافظة ديالى العراقية أمس الثلاثاء في إطار عملية جديدة كبيرة في أنحاء البلاد ضد المتشددين السنة والشيعة هذا الأسبوع. وفي بغداد انفجرت شاحنة وقود في هجوم انتحاري وقع أمس وتسبب في مقتل عشرة أشخاص وإصابة ستة وإلحاق أضرار جسيمة بجسر يربط بغداد بشمال العراق فيما قالت القوات الأمريكية أنها قتلت أربعة أشخاص في غارة على مدينة الصدر الشيعية. وقال أقارب ان فتاة في الخامسة من عمرها من بين القتلى. وقال الجيش ان 16 ألف جندي أمريكي وعراقي يشاركون في عملية ضد متشددي تنظيم القاعدة السني في محافظة ديالى الهلال الخصيب لنهر ديالى الذي يتدفق من الشمال إلى نهر دجلة قرب بغداد. وقال الجيش ان الجنود الأمريكيين والعراقيين بدأوا العملية بهجوم جوي في ساعة متأخرة من الليل. وتركز هذه العملية على استهداف المتشددين الذين فروا في وقت سابق من حملة في بعقوبة عاصمة المحافظة إلى وادي النهر شمالي المدينة. وقال الميجر جنرال بنجامين ميكسون قائد القوات الأمريكية شمالي بغداد في بيان "تم تعطيل عمل خلايا القاعدة وأجبرت على الاختباء في يونيو ويوليو."
وأضاف "هدفنا الرئيسي من العملية هو القضاء على المنظمات الإرهابية وان نبين لهم أنهم في الحقيقة ليس لديهم ملاذ آمن .. وخاصة في ديالى." ووصفت هذه العملية بأنها تجري في إطار عملية أوسع نطاقا في أنحاء البلاد أطلق عليها ضربة الشبح أعلنت عنها القوات الأمريكية الاثنين. ولم ترد تفاصيل تذكر عن عملية ضربة الشبح. لكن الهجمات العسكرية الأمريكية على مدى الأشهر الماضية تجري في وديان نهري دجلة وديالى شمالي بغداد وفي وادي نهر الفرات جنوبي العاصمة. وتشهد محافظة ديالى بعضا من أسوأ أعمال العنف في العراق. وعثرت الشرطة في بلدة الخالص بمحافظة ديالى على 15 جثة تم تحديد هويات أصحابها على أنهم سنة تم إعدامهم بالرصاص وإلقائهم في طريق رئيسي يربط بغداد وكركوك. وقالت الشرطة ان جسرا فوق نهر دجلة انهار عندما انفجرت شاحنة وقود في هجوم انتحاري في منتصف الجسر اليوم مما أدى إلى سقوط ثلاث سيارات في الماء. وقتل عشرة أشخاص وأصيب ستة. ويربط الجسر بغداد بشمال العراق. وأرسلت الولايات المتحدة قوات إضافية قوامها 30 ألف جندي إلى العراق هذا العام وانتقلت من قواعد كبيرة إلى قواعد صغيرة في الضواحي في محاولة لخفض العنف الطائفي في العاصمة والمحافظات المحيطة. وتقول القوات الأمريكية إنها حققت نجاحا وخاصة ضد المتشددين السنة عدوها الرئيسي في السنوات الثلاث الأولى بعد سقوط الرئيس صدام حسين في عام 2003 . لكن القوات الأمريكية تواجه أعمال عنف متزايدة من جانب الميليشيا الشيعية التي تقول ان لها علاقة بإيران. وقال مسؤولون في مستشفى الأمام علي بمدينة الصدر ان المستشفى استقبل جثث ثلاثة أشخاص بينهم طفلة في الخامسة من عمرها ووالدها قتلوا بالرصاص أثناء غارة أمريكية في حي الصدر معقل الشيعة. وقال المتحدث العسكري الأمريكي اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر "قواتنا في الموقع لم تلحق أي إصابات بالمدنيين. الأشخاص الوحيدون الذين أطلق عليهم النار هم الأشخاص الذين أطلقوا النار عليهم (على الجنود)." وقالت القوات الأمريكية ان المداهمة التي جرت قبل الفجر كانت لملاحقة قائد "مارق" من جيش المهدي الذي انشق بعض المتشددين فيه على الصدر واستخدموا "مواد غير شرعية تم تهريبها من إيران" في تنفيذ أعمال قتل. وتقول واشنطن ان من أهداف هجوم قواتها هذا العام هو توفير فرصة للسياسيين العراقيين ليتفقوا على خطوات لإنهاء العنف الطائفي لكن مسؤولين أمريكيين شكوا من تباطوء إيقاع الجهود السياسية العراقية. وتفاقمت الأزمة السياسية العراقية هذا الشهر عندما انسحبت الكتلة السنية الرئيسية من حكومة الوحدة الوطنية. وحضر ثلاثة أعضاء من كتلة سياسية علمانية كانت تشارك في المقاطعة جلسة الحكومة التي عقدت اليوم الثلاثاء. وقال مسؤول من الكتلة ان اثنين لا يشاركان في المقاطعة بينما جاء الثالث لمدة عشر دقائق ليقدم مذكرة. وقال رئيس الوزراء نوري المالكي يوم الأحد انه استدعى قادة الجماعات السياسية الرئيسية في اجتماع قمة لحل الخلافات. وقال ان القمة ستبدأ في اليومين القادمين وان كان لم يتحقق شيء حتى الآن. ويعقد الزعماء سلسلة من المحادثات الثنائية للسعي لإيجاد أرضية مشتركة للتحضير لاجتماع القمة. في سياق أخر قالت الشرطة ومصدر في صناعة النفط ان مسلحين خطفوا مديرا عاما في هيئة تسويق النفط العراقية واثنين من حراسه أمس الثلاثاء. ولم تذكر الشرطة والمصدر اسم المسؤول. ، ولم تتضح تفاصيل الحادث على الفور. وقال مصدر في الشرطة ان المدير العام يحتمل ان يكون قد خطف من منزله لكن مصدر صناعة النفط قال ان المسلحين اقتحموا مكاتب الهيئة في غرب بغداد وخطفوا المسؤو ل.