صنعاء /سبأ : تعد نتوءات مرتفعات التوفا الكلسية المسماة شعبيا بالحرضات أهم المعالم الطبيعية في مدينة دمت وقد سميت بالحرضة نسبة الى الشبه بينها وبين الاناء الفخاري أو الحجري. الحرضة الذى تعد فيه أحدى الوجبات الشعبية اليمنية السلتة وتعتبر هذه النتوءات ظاهرة طبيعية فريدة في العالم من حيث عددها واختلاف أشكالها وأحجامها وما تحتويه من مياه معدنية حارة كما أنها تختلف عن غيرها من الظواهر الطبيعية المخروطية في نوعية مادتها المترسبة وظروف تكوينها بأشكالها الطبيعية البديعة التى تميز مدينة دمت وتشد انتباه الزائرلها. وتشير الدلائل العلمية الى أن بداية تكون نتوءات مرتفعات التوفا الكلسية الحرضات تعود الى تعرض المنطقة لحركة تكوينية كبيرة أحدثت الصدع المكون لوادى بنا وأدى ضعف وخلخلة القشرة الارضية أثناء نشاط البراكين الرباعية الذى انتهى في العصر الجيولوجى الحديث تدفقت معها مياه العيون الحارة بقوة وحرارة عالية مصحوبة بمواد ذائبة من كربونات الكالسيوم وتراكمت حول عيون المياه الحارة ترسبات الترافرتين أو التوفا الكلسية وهى نوع من أنواع الحجر الجيرى وتشكلت على هيئة الحرضات الكلسية الحالية وكان ذلك قبل أكثر من أربعة ملايين سنة من وقتنا الحاضر. حيث يوجد في مدينة دمت خمس نتوءات لمرتفعات التوفا الكلسية الحرضات متقاربة المكان وبارزة الشكل والملامح وتوجد في داخل أربع منها مياه معدنية علاجية حارة بمقاسات مختلفة من حيث الكمية ودرجة الحرارة وتركيب العناصر الكيميائية وتعتبرحرضة الشولة التى تقع في وسط مدينة دمت أكبرها حجما والاكثر ارتفاعا أذ تصل الى حوالي /75/ متراً وتعد بمثابة أم الحرضات ومقصدا يوميا للزوار والسياح ويمكن الصعود الى قمتها بواسطة سلم حديدى لمن يرغب مشاهدة التجاويف الداخلية للحرضة أو التمتع بمشاهدة لوحات طبيعية لمناظر خلابة غاية في الجمال للاماكن المحيطة بالحرضة أو الطبيعة الخلابة التى حبى الله بها مدينة دمت. فيما تقع حرضة الربيبة الكبرى على بعد /150/ مترا شرق حرضة الشولة وتنتصب على حافة الضفة الشرقية لوادى بنا وهى أصغر حجما وأقل ارتفاعا من حرضة الشولة ولكن شكلها من الداخل أكثر جمالا وهنداما طبيعيا.. وتقع بالقرب منها حرضة الربيبة الصغرى وهى خالية من المياه وتمتلىء حرضة المبخرة الواقعة الى جنوب حرضة الشولة على بعد /2/ كيلومتر في الضفة الغربي على الضفة الغربية لوادى بنا بالمياه المعدنية والعلاجية وتتعرض المياه فيها دون غيرها لحركة مد وجزر بحيث تفيض وتخرج المياه من جوانبها أحيانا وتنحسر في أحيان أخرى. فيما حرضة نيام تقع الى الشمال من حرضة الشولة بمسافة تصل الى 5ر2 كيلومتر عند الاطراف الشمالية لمدينة دمت تطل عليها سلسلة جبال نيام وهذا المعلم الطبيعى أول ما يلفت أنظار الزوار لمدينة دمت من اتجاه الشمال والغرب لوقوعه بالقرب من الطريق الاسفلتى الرئيسى ونقطة تلاقيها مع الطريق الغربى. وتتميز مياهها عن غيرها بقلة حرارتها بالاضافة الى محيطها الخارجى المغطى بالاشجار ومساحات الاراضى الخصبة الخضراء. وتعتبر حمامات دمت من أهم مقومات السياحة العلاجية بدمت لما تتمتع به من مخزون كبير من المياه المعدنية الحارة التى أكدت الدراسات العلمية الاولية تميزها كما ونوعا بحسب المعايير الدولية فضلا عن جدواها العلاجى ولما لهذه المقومات الطبيعية من أهمية في تنشيط السياحة خاصة العلاجية ما من شأنه الاسهام في تنشيط التنمية وهو ما توليه الدولة اهتمامها حيث تركز من خلال البرامج والخطط على تحسين ظروف الاستخدامات الراهنة للحمامات العلاجية القائمة وأعادة تأهيلها بما يتلائم مع الشروط الصحية وبطريقة علمية بالاضافة الى تهيئة الظروف المناسبة لخلق فرص استثمارية جديدة لقيام منتجعات سياحية علاجية متكاملة وفقا لمواصفات حديثة ومعايير دولية تلبى حاجة الطلب المتزايد على العلاج بالمياه المعدنية الحارة في مدينة دمت. وبحسب دراسات علمية فإن للحمامات الطبيعية فوائد لعلاج بعض الامراض لا سيما فى حالات علاج الالتهابات الروماتيزمية والتهاب المفاصل المزمن بدائى أو ثانوي وعلاج أمراض المفاصل الناتجة عن ترسب أملاح حمض البولينوعلاج أمراض الجلد المزمنة غير المتقيحة وأمراض الحساسية الجافة وعلاجالالتهابات الناتجة عن الفطريات والتهابات الشعب الهوائية المزمنةبالاضافة الى الالتهاب المزمن فى الجهاز التناسلى للمرأة كما أن فوائدها لا تقتصر على الاستحمام فقط بل أيضا لشربها بعد تبريدها خاصة فى حالاتالتسمم المزمن وفى أمراض الزهرى وهى مفيدة أيضا فى حالات فقر الدم لاحتوائها على عنصر الحديد ونصحت الدراسات الطبية مراعاة الدقة عند استخدام المياه العلاجية الحارة خاصة فى حالات هبوط ضغط الدم والتهابات المعدة المصاحبة لارتفاع أو نقص الحموضة وتحتل الحمامات الطبيعية بدمت المرتبة الاولى من حيث أعداد المتوافدين عليها لقصد العلاج الطبيعى لما تتوفر بالمديرية من الخدمات الاساسية والخدمات السياحية المكملة مثل مرافق الايواء بمختلف مستوياتها المتنوعة بالاضافة الى المطاعم والبوفيات وغيرها من الخدمات أذ وصل عدد زوار مدينة دمت لغرض الاستحمام والاستشفاء بالمياه الطبيعية الحارة من مختلف محافظات الجمهورية الى ما يزيد على /50/ الف زائر خلال العام منهم عدد من الاخوة العرب خاصة أبناء المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي بالاضافة الى عدد من الاجانب المقيمين فى بلادنا وبنسب متفاوتة خلال العام تبلغ ذروتها خلال الاشهر يونيو/ يوليو/ وأغسطس فيما يكون التردد على حمامات دمت شبه يومى لابناء المديرية والمناطق المجاورة لها وتوجد بدمت العديد من الحمامات الطبيعية موزعة على مناطق مختلفة من المدينة يأتى فى مقدمتها مواقع حمامات بئر الاسدى وسط المدينة الى الشمال من حرضة الشولة على بعد نصف كيلومتر وحمام العودى عند المدخل الشمالى للمدينة الى الشمال من حرضة الشولة على بعد كيلو متر ونصف يقتصر المترددين عليه حاليا على الرجال وحمام الدردوش يقع الى الشرق من حرضة الشولة على بعد /150/ مترا مخصصا من الساعة الواحدة بعد الظهر للنساء.. أضافةالى هذه الحمامات توجد مواقع لحمامات طبيعية أخرى ومنها حمام بئر عاطف الواقع الى الجنوب من حرضة الشولة على بعد /100/ متر وكذلك حمام الحساسية الواقع الى الجنوب من حرضة الشولة على بعد /2/ كيلومتر بالاضافة الى مواقع حمامى البربرة العليا والحسن الواقعين الى الشمال الشرقى من حرضة الشولة. الى ذلك ذكر الاخ مطهر أحمد تقى رئيس الهيئة العامة للتنمية السياحية أنه تم اختيار مدينة دمت كمنطقة أولى متميزة للسياحة العلاجية من بين92 موقعا لحمامات المياه المعدنية العلاجية التى تم حصرها حتى الان مشيرا الى أن نتائج الدراسات العلمية التى أجريت لهذه المنطقة أكدت توفر المياه العلاجية كما ونوعا وتطابق فوائدها العلاجية مع المعايير. مؤكدا أن توفر الخدمات والمرافق السياحية فى دمت قد أهلها لاستقبال الاعداد المتزايدة من المتوافدين عليها على مدار العام للاستفادة من حماماتها الطبيعية سواء من المواطنين اليمنيين أوالسياح من دول الجوار وبعض الاجانب المقيمين فى بلادنا منوها أن فريق عمل من الهيئة العامة للتنمية السياحية وبمشاركة عدد من الهيئات الحكومية ذات العلاقة تقوم بأعداد كافة التصورات اللازمة لاعلان دمت منطقة للسياحة العلاجية. بما يترجم توجهات الحكومة وخططها لتنمية القطاع السياحى والاستثمار فيه وبما يلبى الطلب المتزايد على الاستشفاء بالمياه المعدنية.
دمت مدينة الينابيع الحارة ومنطقة السياحة العلاجية الاولى
أخبار متعلقة