شخصيات خالدة
ولد يوهان سبستيان باخ عام 1685 م في ايزناخ ، تعلم في بلدته، وتلقى دراسته للموسيقى في الوقت ذاته عن أبيه يوهان امبرو زيس (عازف كمان) ، تابع يوهان بعد وفاة والده دراسة العزف على الكافلان والاورجان مع أخيه الأكبر يوهان كريستوف.وفي عام 1703م عمل مدة قصيرة كعازف كمان في اوركسترا اوبرا فيمار ، و بعد أشهر قليلة أصبح عازف اورغن في كنيسة ازنتاتحيث بدأ كتابة أول مؤلفاته الموسيقية الدينية ، وفي عام 1707م انتقل إلى مدينة مولوهاوزن كعازف اورغن في كنيستها، وبعد عودته إلى فايمار كتب أول أعماله الشهيرة للأورغن مثل "المغناة" (التوكاتا) "الفوغة" (الشلل) ، وفي عام 1716م ترك فايمار ليصبح قائد فرقة موسيقى الحجرة عند الأمير ليوبولد في مدينة أفهالت-كوتن، حيث كان الأمير نفسه يعزف على فيولا الساق في الفرقة الموسيقية بقيادة يوهان سباستيان نفسه ، وفي هذه المدينة استطاع أن يتحرر من الخدمة الكنسية متابعًا التأليف الموسيقي للآلات، فكتب معظم الأعمال المهمة له ومنها سيت حوريات براندنبورج عام سميت كذلك لأنها كانت مكرسة لأمير براندنبورج.وفي عام 1723 م استقر في مدينة لا يبزيغ لمدة ربع قرن قام بعدة رحلات فنية قصيرة إلى بعض المدن الالمانية تعرّف في أثنائها على أشهر الموسيقيين فيها آن ذاك، كما التقي الماك فريدريك العظيم عام 1747 م وقدّم له قطعة هدية موسيقية وهي ذات موضوع من تأليف الملك ذاته. قبل نهاية حياة باخ بوقت قصير، بدأ بصره يضعف تدريجيا حتى أنه كان فاقد البصر تقريبا حتى وفاته، دفن في كنيسة القديس يوحنا ثم نقل ما تبقى من رفاته عام 1894 م إلىكنيسة سان توماس ولاءً له وتقديرًا. ألّف يوهان سباستيان في جميع أنواع الصيغ المويسيقية المعروفة في زمنه، عدا الاوبرا، وكان مذهبه الديني البروتستانتي الالمانى أساسا لمعظم أعماله الموسيقية. ونتاجه الفني زاخر بعشرات المئات من القطع الموسيقية المختلفة الصيغة، كما كتب نحو خمسين مغناة نيويةولموسيقى الأورغن عند يوهان سباستيان عناية خاصة، إذ ألّف لهذه الآلة الكثير من القطع الموسيقية من نوع الفانتزى والباليرود والسوناتا والفوجا. وكان أيضًا ذا اهتمام شديد بالآلات من ذوات الملامس ولا سيما الكلافان منها، فقد كتب لها الكثير من القطع الموسيقية لآلة واحدة أو عدة آلات منها معا في كثير من الصيغ المختلفة.وبالإضافة، فقد ألّف عددًا لا بأس به من الكونشرتوومن أهم الأعمال التي كتبها لهذه الآلة هما الجزءان بعنوان الكلافان والعدل جيدا ألفهما على التوالي عام 1722 و 1744 م ونشرا عام 1799 م ، ويحتوي كل جزء منها على 24 بريلود و فوغه في السلالم الأربع و العشرين-الكبيرة والصغرى- في السلم المعدل الذي أصبح أساسا لجميع أنواع الموسيقى العالمية. و من أعمال يوهان المهمة للآلات أيضا كتاب فن الفوجة ألفه في أواخر حياته (1749- 1750) ولم ينجزه، وهو يتألف من قطع موسيقية من نوع الأتباع (الكانون) والفوغة، لم تكن مخصصة لآلة موسيقية أو لمجموعة آلية ما.عُدت موسيقى يوهان سباستيان باخ في القرن الثامن عشر معقدة وقديمة الأسلوب مقارنة مع الأشكال الموسيقية الجديدة المقدمة من قبل الموسيقيين الآخرين ، ويعود الفضل إلى مندلسون الذي اكتشف عام 1829م عبقرية سباستيان في مؤلفاته الالام كما هي عند القديس ماثيو التي أُلّفت قبل قرن من ذلك ، وعلى أثر ذلك قدره جميع الموسيقيين، وأدى هذا العمل وكثير من المؤلفات الأخرى له إلى تأسيس جمعيات موسيقية كثيرة تحمل اسمه منها جمعية باخ في لندن عام 1870م، وتأسست كذلك في لا يزبج عام 1805م جمعية باخ التي باشرت بنشر جميع أعماله الموسيقية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. و يمكن القول، أن طبيعة القديم والجديد في موسيقى يوهان سباستيان بارزة المعالم وتؤسس تميزا تاريخيا بقي متبعا حتى القرن العشرين.