بعد أيام قلائل تهل علينا الذكرى الثامنة والخمسون لاستقلال جنوب اليمن وجلاء آخر جندي بريطاني من بلادنا وهي لحظة فارقة في تاريخنا .. يعود تاريخ هذا اليوم إلى عام 1967م عندما تمكن شعبنا من تحقيق الاستقلال بعد سنوات طوال من الكفاح ضد الاحتلال البريطاني.
يعد احتلال جنوب اليمن في القرن التاسع عشر عندما احتلت بريطانيا عدن عام 1839م كونها تتمتع بموقع استراتيجي مهم على طريق التجارة بين أوروبا والهند ودول العالم وهذا ما جعلها هدفاً مغرياً لاطماع القوى الاستعمارية.
استمر الاحتلال البريطاني لعقود وفرضت بريطانيا سيطرتها على مختلف مناطق جنوب اليمن وعانى شعبنا حينها الكثير من صنوف الذل والاضطهاد وكان لا مفر له إلا أن يخوض الكفاح المسلح لرفع الظلم والاستبداد ونيل الحرية.
في منتصف القرن العشرين ومع بدء حركات التحرر الوطني في غالبية دول العالم كان لهذه الحركات والثورات الدور الأكبر في تأثر شعبنا بها وبداية التنظيم لمقاومة وردع الاحتلال .. ففي عام 1963م اندلعت ثورة الرابع عشر من أكتوبر من جبال ردفان الشامخة وكانت الشرارة الأولى التي فجرت همم الثوار الأحرار من كل مكان في ربوع وطننا الحبيب.
وعُدت بداية النهاية لمحتل جثم على صدور شعبنا لسنوات طويلة .. استمر الكفاح والنضال حتى تمكن حينها شعبنا من تحقيق استقلاله ونيل حريته نتيجة تضحيات الكثير من الشهداء والمناضلين الذين ضحوا بحياتهم وارتوت الأرض بدمائهم الزكية من اجل الحرية التي ننعم بها الآن.
كانت لحظة مفصلية في حياة شعبنا الذي واجه العديد من التحديات والمعوقات بما فيها بناء دولة قوية مستقلة وتنمية اقتصادية واجتماعية وفكرية.
الثلاثون من نوفمبر ليس يوماً عابراً في حياتنا بل هو يوم نستخلص منه الدروس والعبر والتذكير بالتضحيات والتحديات التي وقف أمامها شعبنا اليمني شامخاً مستبسلاً مقدماً أروع نماذج التضحية والصمود.
ذكرى الاستقلال هي يوم فخر واعتزاز للشعب
وللحرية الحمراء بابٌ
بكلّ يدٍ مضرّجةٍ يُدقُ
* جامعة لحج
