إقبال علي عبداللهكانت الأخبار التي نشاهدها حتى القريب من الأيام عبر الفضائيات أو نسمعها من المذياع ونقرأها ونتصفحها عبر الصحف والمواقع الاليكترونية، والقادمة من فلسطين المحتلة تفزعنا وتعصر قلوبنا ألماً وفي كثير من هذه الأخبار ما تجعل دموعنا تتساقط رجالاً قبل النساء.. قتل يومي، أطفال ونساء وشيوخ تهديم المنازل على رؤوس الساكنين الأبرياء.. مداهمات لا يعرف الفلسطينيون وقتاً لها.. ليلاً أم نهاراً!!.. وكنا ونحن نتابع هذه الأخبار نعرف جيداً أن القاتل هو (إسرائيل) والسبب "مطالبة أخوتنا الفلسطينيين بحقهم في إقامة دولة مستقلة على تراب أرضهم المغتصبة تكون (القدس الشريف) عاصمة لها".تابعنا الانتفاضة الأولى والثانية وشاهدنا نحن العرب ومعنا العالم أطفالاً يتحدون الآليات العسكرية الإسرائيلية بصدورهم وحجارتهم.. كنا نبكي- وهذا كل ما نملكه كعرب من أسلحة ودعم نقدمه لهؤلاء الأطفال الذين يكبرون في عيوننا ونحن عاجزون.. كان حتى القريب من الأيام العالم يتساءل " أي شعب هذا أطفاله يولدون وفي أيديهم حجارة ترفض الاحتلال؟!"." أي أطفال ونساء وشيوخ ورجال هؤلاء الفلسطينيون هل حقاً هم بشر أم وحوش تعشق الموت من أجل الحرية؟!".اليوم انقلبت الصورة.. وكبرت الدمعة ليس لأن إسرائيل تقتل كل يوم الفلسطينيين،بل لأن الفلسطيني صار يقتل نفسه بنفسه، صارت البندقية والحجارة لا تصوب نحو العدو الذي يحتل الأرض وينتهك العرض، بل نحو الجسد الفلسطيني.. اليوم تبدلت الصورة أمام العالم فأما نحن العرب فأصبحت عملية قتل أنفسنا بأنفسنا صناعة نجيد تصنيعها ونقدمها للعالم بأننا أمة أشيع عنها يوماً بأنها أمة حضارة.. والحوار لغتنا عند الاختلاف.. أمة لا تعترف بالشرعية الدستورية، ودليلنا ما يحدث اليوم في غزة بفلسطين- مليشيات تنقلب على السلطة وسلطة تقيل الحكومة وتعلن حالة الطوارئ.. ماذا يحدث اليوم في فلسطين؟! أين العقل..؟! أين الفصائل الفلسطينية الوطنية الأخرى غير (فتح) و (حماس).. أين عقل الجبهة الشعبية ومنطق الجبهة الديمقراطية؟!.. أين الوحدة الوطنية؟! أين فلسطين؟!.الدم الفلسطيني دم عربي مسلم ارحموا يرحمكم الله.. ارحموا اسشهاد عرفات وأحمد ياسين وزعماء الفصائل الذين تفوح دماؤهم في كل بيت فلسطيني؟!أوقفوا الحرب والاقتتال.
أخبار متعلقة