(14 أكتوبر ) تسلط الضوء على مرض العقم (الأسباب والحلول)
لقاء / ميسون عدنان الصادق / داليا عدنان الصادق / تصوير / داليا عدنان الصادق العقم مرض قد يصيب بعض النساء والرجال ويحرمهم من الإحساس بالأمومة ، ومن بسمة طفل تملأ المنزل حياة وتشعر المرأة بأنوثتها وتفعل وظيفتها الطبيعية في احتضان الأطفال وتنشئتهم ، وكثيرا ما يكون العقم سببا رئيسيا في انهيار العلاقات الزوجية ، ومؤخراً صار مرض العقم من الأمراض الشائعة الانتشار ، لأسباب كثيرة قد تكون متعلقة بالتغييرات المناخية والبيئية التي أصبح لها دورأ كبيرأ في تفشي عدد من الأمراض .(14أكتوبر) أرادت أن ترصد للقراء مرض العقم ، وكم أنواع له؟ وما هو سبيل النجاة منه وهل بمقدور التلقيح الصناعي أن يحل مشكلة العقم عند المرأة ، تلك الأسئلة جميعها أجاب عنها الدكتور أحمد الدويل اختصاصي نساء وولادة في مستشفى الوحدة التعليمي والدكتورة نور علي صالح المقبلي مقيمة نساء وولادة (ماجيستر) اللذان أفادانا بالحصيلة التالية : [c1]التلقيح الصناعي [/c]في البداية حدثنا الدكتور أحمد الدويل اختصاصي نساء وولادة في مستشفى الوحدة التعليمي حول العقم موضوع العقم كإصطلاح طبي وكل ما قد يتعلق به من جوانب علمية ، فقال:إن كلمة العقم هي نفسها كلمة قاسية ويمكننا القول إن العقم هو عدم القدرة على الإنجاب أو عدم توفق المرأة إلى الحمل وهنا نقصد به المرأة التي مر على زواجها أكثر من سنة وتعيش مع زوجها حياة مستقرة طبيعيية ولم تقم باستخدام أي وسيلة من وسائل منع الحمل، وفي هذه الحالة تعتبر هذه المرأة لديها مشكلة ويجب إيجاد الحلول المناسبة وللعقم ثلاثة أنواع وهي كالآتي:العقم الأولي: يقصد به حالة المرأة التي مرّ على زواجها أكثر من عام ولم يحالفها الحظ بالحمل والإنجاب من خلال حياة زوجية معتدلة طبيعية ولا تستخدم أي مانع من موانع الحمل ويطلق على هذه الحالة عدم الإنجاب الأولي.العقم الثانوي: ويقصد به حالة المرأة التي قد تكون حملت حملاً طبيعياً أو تعرضت للإجهاض أو حملت في فترة من فترات حياتها وبعد ذلك لم تحمل مرة أخرى بالرغم من ممارسة حياة زوجية طبيعية وقضى عليها أكثر من عام ولم تستخدم أي نوع من موانع الحمل وعندها يطلق على هذه الحالة بعدم الإنجاب الثانوي.أما عدم الإنجاب النهائي: يقصد به المرأة التي قامت باستئصال جميع مبايضها إلى جانب الرحم فهذه الحالة يطلق عليها بعدم الإنجاب النهائي.وعن أهم الأسباب التي تؤدي إلى العقم قال موضحاً :عدم الإنجاب يشمل الزوج والزوجة فلا نركز على الزوجة ونترك الزوج لذلك يتم فحصها معاً.فمن المشاكل التي تخص المرأة تلك التي تتعلق بالجهاز التناسلي بشكل عام وبعنق الرحم والتي تتعلق أيضاً بقنوات فالوب والمبايض المتعلقة أيضاً فالغدة الدرقية والغدة فوق الكلى وأي مشكلة من مشاكل تلك الغدد قد تؤثر في عملية التبويض.وقد تكون هناك أسباب أخرى لدى الزوج وهي أسباب كثيرة منها وجود التهابات في الخصيتين في البروستات أو في المجاري أو قد تكون لديه مشكلة في الغدد، أو أمراض أخرى مزمنة قد تحدث مشاكل في أحيان كثيرة أو قد يكون مصاباً في الغدة النخامية كما أن هناك أمراضاً وراثية تعيق الحمل وأريد هنا أنبه إلى مشكلة موجودة عند الرجال وهي مشكلة مكتسبة قد يسببها عاملان مهمان هما القات، وهو ليس السبب في تلك المشكلة ولكن ربما تكمن الأسباب في عملية زراعة القات نفسه وبالمواد المخصبة لهذا القات ووجود السموم والمواد الكيماوية والتي تؤثر بشكل واضح ليس فقط على الإخصاب وإنما على صحة الجسم بشكل عام.نأتي إلى نقطة تشخيص حالات عدم الإنجاب عند المرأة حيث يجب مقابلة الزوج والزوجة ونقوم بسؤال المرأة عن أمور كثيرة بداية بوقت البلوغ وانتهاء بوقت الزواج وما بعد الزواج بفترة زمنية وما إذا كان الزوج متواجداً أو مسافراً ومهاجراً وهل كان زوجها موجوداً بشكل فعلي أم أنه كان كثير التغيب وبالتالي لم يتم التلقيح في فترة الإخصاب ما يمكن أن يعرضها للحمل.وبعد ذلك نقوم بأخذ سجل تاريخ المشكلة لديهما وتوثيقها ومن ثم نقوم بعمل الفحص السريري وذلك مهم جداً بالنسبة للمرأة للتأكد من عدم وجود أي مشاكل لديها في فحص عام شامل وبعد ذلك نقوم بإخضاعها لفحص الأجهزة وهناك جهاز “السونار” للتأكد من وجود خلل وللتأكد أيضاً ما إذا كان هناك التهاب الرحم وعنق الرحم وكذلك سلامة المبايض ولا توجد هناك أمراض أخرى قد تعرقل الحمل ومن ثم نلجأ للفحوصات، أما بالنسبة للزوج فيخضع لفحوصات سهلة وسريعة وغير مكلفة ونحن هنا لا نركز على واحد منها فقط وإنما نقوم بالتركيز على الاثنين معاً.كما ننصح الأطباء الذين توجد لديهم المقدرة على متابعة وعلاج مثل هذه الحالة ، أن يكونوا أيضاً هم المختصون والمؤهلون ولديهم أبجديات العمل في هذا المجال فعندما لا تكون هناك الخبرة الكافية أقوم بالبحث عن الطبيب الذي لديه الخبرة الكافية حتى لا يضيع الوقت وإهدار المال سدى، ومن الممكن إعطاء إرشادات عبر الفحوصات وعبر تلك الإرشادات يمكننا تقرير كيفية العلاج حسب التشخيص، ومعرفة أين يكمن الخلل.وهناك أحد العلاجات في تلك المراحل المعتمد على التشخيص يعد آخر مرحلة وهي مرحلة العلاج عبر المركز الجاري بالتلقيح الصناعي بالتقنية الحديثة الذي يستمد ما كان يسمى من قبل “أطفال الأنابيب” وكانت أول تجربة ناجحة لهذه التقنيات في لندن في بداية الثمانينات كما هو معروف والتلقيح الصناعي يتم فيه أخذ البويضة من الزوجة والحيوان المنوي من الزوج بجانب بعضها البعض في معمل خاص بحيث يحدث إخصاب وضعها في بيئة خاصة ملائمة لتكاثر الخلايا وبداية تكوين الجنين وبعد ذلك يتم زرعه في رحم الأم.أما التقنية الجديدة التي تعرف بالتلقيح المجهري فقد باتت الآن متعارف عليها على مستوى العالم كله .. ويتم فيها أخذ الحيوان المنوي من الزوج والبويضة من الزوج وإعطائها الحقن اللازمة لتنشيط المبيض وإنتاج بويضات كثيرة جداً. بعد ذلك يتم سحب البويضات واختيار بويضة جيدة لها كما يتم اختيار حيوان منوي واحد من بين الحيوانات المنوية للزوج ويتم وضعه داخل “سيرينج” خاص. هذا السيرينج بوضح تحت جهاز الميكروسكوب حيث يقوم بحضن البويضة وحقن البويضة بالحيوان إلى داخلها عبر الحقنة يتم الإخصاب.المقصود بالإخصاب هو دخول الحيوان المنوي إلى بويضة وأي طريقة يتم فيها دخول الحيوان المنوي إلى البويضة عند ها تسمى إخصاب والتلقيح المجهري الذي يحدث تحت الميكروسكوب مزايا خاصة ويعد ميكروسكوباً غير عادي ويتم عبر هذه التقنية الحصول على البويضة بعد أخذها من مبيض الزوجة وحقنها بالحقن فيمكنها إعطاؤنا بويضات من بويضة إلى بويضتان ومن خمس إلى ست بويضات اختيار بويضة وبعد أن يتم التلقيح الإخصاب تؤخذ هذه البويضة المخصبة وتوضح في محلول وبيئة خاصيتي تشبه البيئة الموجودة داخل رحم الأم من أجل أن يتم تكاثر الخلايا وهناك تأخذ من (24إلى 48) ساعة وعندما يتم تكاثر الخلايا وتكوين الجنين يتم سحب الجنين ووضعه لين تجويف الرحم ومن الممكن وضع أكثر من جنين في المرة نفسها إذا التصق الجنين بتجويف الرحم واستمر كذلك فمعنى هذا أن الحمل ناجح.كما يمكن أخذ حيوان منوي من الزوج وحقنه مباشرة في تجويف الرحم أو في مهبل عنق الرحم . وتعرف هذه الطريقة أيضاً بالتلقيح ولا يتم هنا سحب البويضة وإنما نقوم بسحب الحيوانات المنوية وإجراء بعض التغييرات لها في( المحبلة ) وبعض التهيئات الآمنة وكذلك الزوجة عند وقت إخصابها ذلك عندما تكون البويضة ناضجة، عندها يتم الحقن فهذه طريقة نسبة نجاحها أقل من التلقيح المجهري فنسبة نجاحه أفضل بكثير.[c1]العقم الأولي والثانوي [/c]من جانبها قالت الدكتورة نور علي صالح المقبلي : يجب على المرأة بعد مرور عام كامل على زواجها وكانت دورتها منتظمة ولم يكن هناك حليب في ثديها أن تحضر للكشف عليها. فالعديد من الأمور قد تكون مرفوضة كعدم وجود إفرازات لها لون معين ورائحة كريهة بالإضافة إلى أن عملية الجماع مع زوجها تكون طبيعية جداً ولا تعاني من أي التهابات فجميع تلك الأسئلة نطرحها عليها وبعد ذلك يتم الكشف عليها عبر الجهاز للتأكد من سلامة المبايض وبأن الرحم عندها طبيعي (ليس ذا عنقين) حينها نطلب منها الانتظار لفترة لا تزيد على سنة. وإن لم يحدث حمل بإمكانها العودة مرة أخرى لمراجعة الطبيب ولوحظ أن الدورة الشهرية لديها غير منتظمة وكثيرة الانقطاع لمدة لا تقل عن أربعة أشهر نحاول اكتشاف السبب الأساسي لهذه المشكلة من خلال الجلوس مع الزوج والزوجة معاً وطرح بعض الأسئلة عليها لمعرفة أين يكمن الخلل في الزوج أم الزوجة. فقد تكون الزوجة مصابة بالتهابات بسيطة في منطقة المهبل فهي من يعيق الحيوان المنوي فعند دخوله إلى المهبل من المفترض أن يجد بيئة ملائمة لكي يتمكن من السير خلالها إلى أن يصل إلى عنق الرحم فيجده ضيقاً له ليدخل منها إلى جدار الرحم ومن ثم ينطلق إلى (التيوب).ففي كثير من الأحيان تعتبر هذه الالتهابات بيئة ملوثة بالنسبة للحيوان المنوي. فهي تعيق حركته. فمن الممكن علاج المرأة من هذه الالتهابات بأخذ كورس مضاد حيوي وتحاميل حيوية. أما من لم تحمل على مدى سبعة أعوام فهي مصابة بالعقم الأولي ما يتطلب إعطاءها عناية أكبر لأنه لابد من جهد كبير للحفاظ على بقاء الجنين ولصعوبة الموقف على الأم لأنه هو حملها الأول وليس من السهل التخلي عنه. وهناك أيضاً العقم الثانوي وهو يتعلق بالمرأة التي أنجبت أكثر من مرة واحدة أو حملت وأجهضت ولم يحدث لها حمل خلال تلك الفترة من دون أخذ أي طرق وقائية كتناول حبوب منع الحمل أو غيرها من الطرق الوقائية. في هذه الحالة لا تعتبر المرأة مصابة بالعقم ولا صلة لها به. فالكثير من الفتيات يتبعن برنامجاً وقائياً خوفاً من حدوث الحمل لإكمال دراستهن الجامعية مثلاً فأنا أنصحهن بعدم أخذ أي موانع ما للحمل لأنهن لا يدركن ما إذا كن قادرات على الإنجاب أم لا فكيف لأي فتاة أن تقرر مصيرها دون التأكد من قدرتها على الإنجاب؟! كما أنني أنصح كل امرأة بعدم تناول حبوب منع الحمل إلاّ بعد أن تخضع نفسها للكشف الطبي الذي يوضح لها صحتها الإنجابية وما إذا كانت قادرة على الإنجاب أم لا؟ فلا تحتاج لاستعمال أحد تلك الموانع. وأنا كطبيبة لدى معاينتي لها لن أتمكن من تحديد حالتها ما إذا كانت مصابة بالعقم منذ البداية وأقصد هنا العقم الأولي أو الثانوي.