عدد من الشخصيات الاجتماعية بعدن تتحدث عن الثورة السبتمبرية الظافرة :
لقاءات/ نبيلة السيد - تصوير/ عبدالواحد سيف:تحتفل بلادنا بالذكرى الـ (48) لثورة (26) سبتمبر الخالدة التي ضحى خلالها الشهداء بأرواحهم فداء لهذا الوطن الحبيب .. بهذه المناسبة نزلت صحيفة 14 أكتوبر لإجراء عدد من اللقاءات مع بعض الشخصيات لمعرفة آرائهم وانطباعاتهم حول أهمية هذه المناسبة العزيزة على قلب كل يمني فإليكم حصيلة هذه اللقاءات:الثورة أزاحت التخلف الأخ/ أنيس همشري مدير عام الإعلام والعلاقات بديوان المحافظة قال: قيام ثورة 26 سبتمبر أزاح التخلف والتعسف والحكم الكهنوتي وجاء في فترة كان الشعب اليمني بحاجة ماسة جداً للوعي وتفهم أهمية قيام ثورة على الظلم والاستبداد والخروج من نفق التاريخ المظلم.[c1]ثورة وليدة [/c] وفي هذه المرحلة من عام 2010م نشعر بأن اليمن بدأت تخرج إلى العالم لأن عمر الثورة (48) عاماً وهي ليست شيئاً في عمر التاريخ .. وقد خرجنا من القرون الوسطى بقيام الثورة التي أحدثت انقلاباً في كل الحياة.وأملي كأي يمني مخلص يحب وطنه هو أن يعيش أبناؤه وأحفاده في استقرار بعيداً عن الظلم والتعسف وكذاً معرفة ما يدور في العالم وما هو الجديد في دنيا العلم وغيره. وأضاف: في ما يخص أي ثورة في ضوئها تشكل حكومة على طريق إرساء الدولة وبعد قيام ثورة 26 سبتمبر تم إرساء أول الدعائم للحكومة على طريق إنشاء دولة الجمهورية وكان لابد من إصدار عدد من القوانين والتشريعات التي تتناسب مع الوضع الجديد وكان الهم الأول هو تحقيق المبادئ الستة لثورة 26 سبتمبر التي تعتبر المنارة التي في ضوئها تم إصدار عدد من القوانين والتشريعات بما يخدم مصلحة الإنسان اليمني الذي عاش بعيداً عن العالم نتيجة الحكم المتخلف الذي كان وريثاً شرعياً للاستعمار التركي الذي حكم اليمن وكان الأمل أن تكون الإمامة هي الثورة ، لكنها سحبت الشعب اليمني وسحبت اليمن إلى نفق مظلم كأنه في القرون الوسطى بدل أن تخطو إلى الإمام. ورغم وجود هامات علمية عديدة ودخر تاريخي في داخل اليمن لكن هذا كله تم تجميده وظلت السلطة الفردية فيها.. وكان لابد من إصدار تشريعات تلغي كل التشريعات التي سببت الآلام من عسكر الإمام والخشبة وغيرها من الأشياء التي كانت سائدة في هذه الفترة!!.[c1]أزمات وحروب الجوار [/c]وأكد أيضاً أن الثورة تغيير شامل وتجديد في الأفكار لتغيير الواقع !! فالثورة اليمنية في سبتمبر عانت من الأزمات الداخلية لأن الشعب أكثر من ثلاثة أرباعه أميون يمكن التأثير عليهم بأي شيء بالخطاب الديني أو بالخطاب القبلي أو بالخطاب العشائري لأنه شعب لايقرأ ولا يكتب وبعيد عما يدور في العالم.فالثورة اليمنية عانت من الأزمات والتعثرات وبدا ذلك واضحاً للعيان في حصار السبعين إذ كان الهدف منه تصفية الجمهورية وليدة الثورة التي كان هدفها الأساسي قيام دولة ديمقراطية ترعى مصالح الأمة على طريق الوحدة اليمنية.بعد تولي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح السلطة كان الاتجاه نحو التنمية وهو أمر ليس بالسهل لأنه كان هناك خلافات مع الجنوب وقامت حربان بين الشطرين أخرتا التنمية . [c1]دولة المؤسسات [/c]وأضاف: كما تم التركيز على إنشاء دولة المؤسسات ، دولة ديمقراطية ترعى مصالح الناس وتقبل بالرأي والرأي الآخر وهو ما يجعل الناس سواسية يقبل كل منهم الآخر..وختاماً أتمنى لكل الشعب اليمني الخير وأتمنى من الجميع أن يعودوا إلى رشدهم ويفكروا التفكير المنطقي لمصلحة أبناء هذا الشعب الذي تعب من كثرة الكلام!!.[c1]تحديات وعقبات[/c]أما الأخ أبوبكر أحمد علي مستشار محافظة عدن رئيس الهيئة الاستشارية فقال: أولاً أشكركم لإتاحة الفرصة لنا للحديث بهذه المناسبة .إن الثورة جاءت لتحقيق أهداف كثيرة فقد ناضل شعبنا اليمني العظيم في شمال الوطن للقضاء على قوى الإمامة الظلامية، وواجهت الكثير من التحديات والعقبات.. وعندما نتحدث عن الثورة اليمنية يجب أن نتطرق إلى أحداث ثورة (26 سبتمبر ) في الشطر الشمالي سابقاً وثورة 14 أكتوبر المكملة لثورة سبتمبر في جنوب الوطن سابقاً فكلا الثورتين المجيدتين جاءت لإزالة كل مخلفات الماضي من جهل وجوع وتفرقة وتسلط وبالتالي أوجدت ثورة 26 سبتمبر آفاقاً كثيرة للتطور .. وفي الإطار التنموي تحقق الكثير من المشاريع العملاقة التي نشاهدها اليوم كما تحقق أيضاً أعظم هذه الإنجازات وهو الوحدة اليمنية .. في الثاني والعشرين من مايو 1990م .. هذه الوحدة التي واجهت الكثير من التحديات ومن ضمنها الأصوات النشاز التي نسمعها الآن من قوى الردة والانفصال .. ونقول لهم بصوت عال إن الوحدة وجدت لتبقى وناضل شعبنا العظيم وقدم التضحيات في ثورة 26 سبتمبر وفي ثورة 14 أكتوبر وسيقدم أكثر من أي وقت مضى الكثير من التضحيات دفاعاً عن هذه الوحدة لأن الوحدة وجدت لتبقى !!.[c1]إنجازات الثورة [/c]واستطرد قائلاً: كما أن هناك الكثير من الإنجازات التي تحققت بعد الثورة وبعد الوحدة ومن ضمنها إصدار القوانين النافذة ومنها قانون الأحوال الشخصية وقانون الإصلاح الزراعي وقانون السلطة المحلية وهناك أيضاً الكثير من القوانين التي أوجدتها هذه الثورة ونحن ننعم في ظل هذه القوانين بالأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي في وطننا الحبيب !!.[c1]سبتمبر والبذرة الأولى [/c]وكان الختام لقاؤنا بالأخ فضل عبدالرحمن النورجي مدير العلاقات العامة بالمؤسسة الاقتصادية اليمنية الذي عبر عن انطباعاته حول هذه المناسبة الخالدة قائلاً: إن ثورة 26 سبتمبر الخالدة كانت نتاجاً لنضال الشعب اليمني ضد الحكم الإمامي المستبد، وكانت البذرة الأولى هي ثورة عام 48م التي لم يكتب لها النجاح .. وأعدم الكثيرون من قبل السيف أحمد نائب الإمام يحيى الذي قتل في تلك الثورة.. وقد قام الإمام أحمد بإعدام معظم الأحرار ( قادة ثورة 48م ) ثم كانت المحاولة الثانية الانقلاب العسكري في عام (55)م بقيادة جميل جمال وقد فشل هذا الانقلاب أيضاً .. لكن ثورة 26 سبتمبر استفادت من هذه الثورات حيث تم التخطيط لها بشكل دقيق وتكللت بالنجاح. [c1]إيجابية القوانين [/c]وأكد أن القوانين والتشريعات التي تم إصدارها إيجابية جداً وقد حققت قفزة نوعية في مختلف المجالات !! إلا أن هناك قصوراً لايزال يعتري تطبيقها وذلك بسبب بعض العوامل الذاتية والموضوعية ونقصد بها قلة وعي المواطن ومزاجية المسؤولين عند تطبيقهم لهذه القوانين والتشريعات .وأضاف قائلاً : نحن نرى أن يتم تفعيل تلك القوانين عبر الرقابة على تنفيذها واستخدام مبدأ الثواب والعقاب .. إضافة إلى توعية المواطنين بحقهم .. وكذا واجباتهم تجاه الوطن.واختتم حديثه حول هذه المناسبة بأنه قبل ثورة 26 سبتمبر لم تكن هنالك دولة بالمعنى العلمي والعملي لمفهوم الدولة ولقد كانت صلاحيات الدولة كاملة بيد الإمام .. بحيث لم تكن هناك أي مشاريع أو أموال وكل الأموال تصرف عبر الإمام .. ولا توجد أي أجهزة تقوم بذلك .. وقياساً بعمر الدولة في اليمن بعد الثورة فإنها قد قطعت شوطاً كبيراً نحو بناء الدولة الحديثة بحيث صارت تحاكي بعض الدول في الكثير من أدائها وإن برزت بعض الأخطاء في بعض أجهزة الدولة .. فإنه عند المقارنة بأعمار بعض الدول التي تجاوزت (300 عام ) فإن هذا يحسب لصالح الدولة اليمنية .. وأكد أن المستقبل سيكون إيجابياً في تسيير العمل بشكل متقن في الأعوام القادمة بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله وأبقاه لليمن.